الشريط الاخباري

"نصف كيلو من السعادة".. ديوان جديد للشاعر الفلسطيني فخري رطروط

نشر بتاريخ: 24-12-2020 | ثقافة وفنون
News Main Image

بيت لحم/PNN- حسام معروف- يستعرض الشاعر الفلسطيني فخري رطروط أحوال الإنسان مع الحياة، من خلال أسئلة تلخص لحظات الفرح والحزن والموت والوحدة والترحال عبر شذرات مكثفة يضعها في مجموعة ”نصف كيلو من السعادة“ الصادرة عن دار خطوط وظلال (عمان، 2020).

يسلك الشاعر طرقا مهملة، وشائكة ليختبر، بعقل طفل، في مطلع مجموعته، حفنة من الأفكار، التي قد نصفها بالساذجة، لكنها تأتي على نحو موارب، ينطوي على المكر والدهاء.

وتستمر رحلة الشاعر الفلسفية في النضج كلما تقدم خطوة في الشعر، على شكل شذرات امتدت عبر 146 صفحة من القطع المتوسط، عمد خلالها إلى استخدام صياغات مختلفة، وضمائر متنوعة ما بين الأنا والآخر والكل، والحاضر والغائب.

وجاءت لغة الشاعر بشكلها ما بعد الحداثي، مفككة من كل القيود الفكرية، والشكلية للغة.

وعمد في هذه المجموعة إلى ابتكار ثيمات مختلفة للتركيب الشعري إذ يطلق السؤال دون إجابة تارة، ويضع آخر بإجابته تارة أخرى، بالإضافة إلى تعريفات لمصطلحات لغوية، تحمل أكثر من وجه في جهة الشعر.

ويكشف في شعره عن الأرصفة المكتظة بالحزن والفقد والنهايات والخذلان، ويصف من خلال صومعته الشعرية، كم التعب الذي يتكبده الجسد الإنساني، حنى يصل إلى لحظة الاستراحة، التوقف مع الموت.

يكتب رطروط: ”طابور طويل بانتظار الموت، أتسمي ذلك حياة؟ أتكفيك عشرون، ثلاثون، أربعون، تسعون سنة، كي تقول لهذه الحياة: أحبك؟“.

فيما يبذر رطروط الكثير من الأسئلة الشعرية، حول الممارسات اليومية التي يقوم بها الإنسان، لكن الشاعر يعيد صياغة لحن آخر لها بطريقة السؤال الشعري.

يسأل الشاعر: أشعر بالدوار، متى تكف الأرض عن الدوران؟ لماذا لا تكتب الأقدام مذكراتها؟ هل تكره الصور الإطارات؟ كيف يمكن قتل فكرة تتوحش؟ ماذا تفيد ساعة حائط في صالة المغادرين؟ ألا تشبه المقبرة سلحفاة؟

ومثلما كانت عند بيسوا "المياه كلها بلون الغرق" فإن رطروط يضيف في الحالة ذاتها من الضجر، أن ”اليابسة كلها بلون الغرق“ أيضا، وهنا يلعب الشاعر مع الكلمات لعبة فرز الأشياء وصقل المعنى من خلال تحكمه بمسارات اللغة، لتصدير الصوت الشعري للعالم بصيغة خاضعة للتكثيف، مثل أن يكتب في نص ألعاب سوريالية:

الصديق: مياه لم تعد دافئة. الجذر: مقبرة بلا شواهد. الثلج: امرأة تضع ساقا فوق ساق. الصحيفة: دراجة هوائية من ورق. حدقة العين: تابوت العالم.

المصدر: إرم نيوز

شارك هذا الخبر!