الشريط الاخباري

تقرير لمراسل PNN: أسير آخر.. يصل متأخرا محمولا على الأكتاف.. الى متى سنبقى نستقبل أسرانا بالتوابيت؟

نشر بتاريخ: 20-02-2021 | أسرى , PNN مختارات
News Main Image

بيت لحم/PNN– نجيب فراج- الشهيد داوود طلعت الخطيب هو الشهيد الرابع الذي يرتقى في العام 2020 جراء الاهمال الطبي المتعمد وذلك بعد ان امضى 18 عاما في سجون الاحتلال الاسرائيلي واستشهد قبل ثلاثة اشهر من تحرره وذلك في الثاني من ايلول الماضي، ولكنه يشيع في العام 2021

ورغم استشهاده قبل خمسة اشهر الا ان تشييع جثمانه جرى ظهر اليوم بعد ان سلمته قوات الاحتلال الاسرائيلي مساء امس الى الجانب الاسرائيلي بعد احتجاز وصف بالفاشي استمر لنحو خمسة اشهر.

وشيعته جماهير غفيرة من المواطنين في مراسم ومشاهد غاضبة للغاية لعدة اسباب من بينها انه استشهد داخل الاسر قبل ان يتحرر بثلاثة اشهر بعد ان امضى ثمانية عشر عاما خلف القضبان بتهمة نضاله في كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح وكذلك جراء ما عاناه من سياسة الاهمال الطبي المتعمد التي يتلظى بنيرانها مئات الاسرى المرضى اضافة الى ان كل احلامه واحلام عائلته التي كانت تنتظره على احر من الجمر كي تفرح به الفرحة الكبرى بالافراج عنه والاحتفال بزفافه بعد طول انتظار وبعد جملة من الماسي من بينها وفاة والديه وشقيقه وهو داخل الاسر، وفوق كل هذا وذاك تقدم قوات الاحتلال على احتجاز جثمانه طيلة هذه المدة لا لسبب الا انها دائما تبحث عن مضاعفة المعاناة للعائلة.

وتقول شقيقته هديل "كنا ننتظر فرحة الافراج عنه بعد ثلاثة أشهر على أحر من الجمر حتى يكون السند الحقيقي لنا بعد وفاة والديّ وشقيقي، لكن الإهمال الطبي بحقه من قبل سلطات الاحتلال أدى إلى استشهاده"، مؤكدة أنه خلال انتفاضة الحجارة التي اندلعت احداثها عام 1987، أصيب الشهيد برصاص الاحتلال في قدمه ما أدى إلى بتر إصبعين منها.

لم تتوقف هديل عن البكاء وهي تروي كيف أنه منذ فترة اجتمعت العائلة للنقاش حول التجهيزات التي ستقوم بها لاستقباله، مضيفة "أجلنا زفاف أختنا الصغرى روان الذي كان مقررا في أيلول الجاري، الى ما بعد تاريخ الإفراج عنه حتى يشاركنا أفراحنا".

"اخي داوود كان حنونا جدا منذ صغره ورغم بعده عنا قسرا إلا أنه كان يشعر بحالنا، خاصة بعد وفاة والديّ وشقيقي، في كل مرة كان يوصيني ان نهتم بحالنا حتى الإفراج عنه، وسيكون لنا بمثابة الأخ والأب والام ويعوضنا عن سنوات الفراق" تقول.

شقيقته العروس روان التي كانت تنتظر زفافها الى عريسها بحضور شقيقها داوود، تضع يديها على راسها وتبكي وتقول، "بدل من أن تزفني يا أخي لعريسي، انا اقوم بزفك شهيدا"، ثم أخذت بالصراخ والبكاء.

عند اعتقال شقيقها داوود كانت روان طفلة لا يتعدى عمرها سبعة أعوام، وتشير إلى أنه رغم تواجده خلف القضبان الا أنه دائما يشعرنا بأنه معنا ويقلق علينا ومهتم بنا وكأنه بيننا، يوجهنا وينصحنا، ويمدنا بالقوة والعزيمة، وهو من شجعني على مواصلة الدراسة وانهاء تعليمي الجامعي، على نفقته الخاصة.

شقيقه الأصغر مؤيد (21 عاما) كان الوحيد من أفراد عائلته الذي اجتمع مع داوود داخل سجون الاحتلال عقب اعتقاله عام 2018.

يقول "طلبت من إدارة سجون الاحتلال ان تنقلني الى السجن الذي يتواجد فيه داوود فرفضت ذلك، لكنهم قاموا بنقل داوود من سجن ريمون إلى مكان اعتقالي في عوفر، فكانت أجمل لحظات حياتي، حيث كنت أبلغ من العمر عامين عندما اعتقله الاحتلال.

ويروي مؤيد اللحظات الأولى للقائه بشقيقه داوود بالقول "لحظة دخوله تعرفت عليه، أخذنا بعضنا بالأحضان وسط بكاء شديد، وقتها شعرت أنني في حضن أمي التي فقدتها وانا في الاعتقال، مكث معه شهرين حينها كانت اموره الصحية ممتازة، ودائم الحديث حول ما يخطط له عقب الإفراج عنه.

اما محمد الزغلول رئيس جمعية الاسرى المحررين في محافظة بيت لحم فقد قال "ها نحن نستقبل اليوم اسير اخر محمولا على الاكتاف انه الاسير العقيد داوود طلعت الخطيب بعد خمسة اشهر من استشهاده وهذه هي المحطة الاكثر ايلاما وقلقا نحن العاملون في مؤسسات حقوق الاسرى وبقية فعالياتنا وابناء شعبنا فنحن نريد استقبال الاسرى احياء معافين وبصحة جيدة كي يتمكنوا من استمرارهم بالحياة خارج قضبان السجن وفي احضان عائلاتهم فالى متى سنبقى نستقبل اسرانا في التوابيت، انها صرخة نضعها في رسم كل المؤسسات والعالم اجمع.

وقال ونحن نودع الشهيد داوود الخطيب فان عيوننا ترنو صوب مستشفى سوركا بمدينة بئر السبع حيث يرقد الاسير حسين محمد مسالمة منذ عدة اشهر وهو يعاني من مرض سرطان الدم وبصحة حرجة وهو محكوم بالسجن لمدة 20 عاما امضى منها نحو 18 عاما ولم يتبقى له سوى عامين او اقل ومع ذلك ماطلت قوات الاحتلال واجهزتها الامنية والقضائية بطلبات متعددة للافراج المبكر عنه الى ان خضعت لذلك ولكن بقرار مشروط ان يبقى في مستشفى اسرائيلي والهدف معروف انه في حالة تحسنه ولو بشكل طفيف سيعيدونه فورا الى السجن ولكن قرار الافراج جاء بعد ان تيقنت هذه القوات انه في وضع صحي حرج.

وحسب تقارير حقوقية فان الحركة الفلسطينيّة الأسيرة قدّمت خلال العام المنصرم 2020 أربعة شهداء من أبنائها في سجون الاحتلال الصهيوني، وجميعهم ارتقوا نتيجة سياسة الإهمال الطبي بحقهم فيما يبلغ عدد عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 226 شهيداً، بينهم (71) ارتقوا نتيجة سياسة الإهمال الطبي بحقهم، بينما ارتقى (73) نتيجة التعذيب، و(75) أسير نتيجة القتل العمد بعد الاعتقال مباشرة، و(7) أسرى استشهدوا نتيجة إصابتهم بالرصاص وهم داخل السجون.

وان الشهداء الاربعة الذين استشهدوا في العام المنصرم هم الأسير نور رشاد البرغوثى (23 عاماً)، من قرية عابود قضاء رام الله، والذي استشهد في شهر نيسان داخل سجن النقب الصحراوي بعد تعرّضه لحالة إغماء شديدة وتأخّر إدارة السجن في نقله وإنعاشه، لأكثر من نصف ساعة، وكان اعتقل في فبراير 2017، وصدر بحقه حكماً بالسجن الفعلي لمدة 8 سنوات، ولا يزال جثمانه محتجزاً حتى اللحظة، والأسير سعدى خليل الغرابلي (75 عاماً) من سكّان حي الشجاعية بقطاع غزة، والذي ارتقى شهيداً في يوليو الماضي، بعد اعتقال استمر 26 عاماً متواصلة، حيث كان يقضى حكماً بالسجن المؤبد، حيث اعتقل عام 1994، وتعرّض للعزل الانفرادي لما يزيد عن 12 عاماً متواصلة الأمر الذي أدى إلى إصابته بالعديد من الأمراض المزمنة منها السكر وضغط الدم، وقد تراجعت صحته في الآونة الأخيرة وأصيب بأورام سرطانية في البروستاتا والمسالك البولية، ورفض الاحتلال إطلاق سراحه إلى أن دخل في حالة موت سريري واستشهد في مستشفى كابلان بالداخل المحتل، ولا يزال الاحتلال

وأشار الأشقر إلى أنّ صحة الأسير الخطيب تراجعت في السنوات الأخيرة، وكان أصيب بجلطة قلبية في أغسطس عام 2017 نتيجة الإهمال الطبي أثناء تواجده في سجن ريمون، ولم يتلقى رعاية طبية مناسبة أو متابعة لتطور حالته المرضية، كما رفض الاحتلال إطلاق سراحه بشكلٍ استثنائي، رغم أنّه لم يتبقى له سوى عدة شهور، الأمر الذي أدى إلى إصابته بجلطة قلبية حادة في سجن عوفر في بداية شهر سبتمبر استشهد على إثرها، ورفض الاحتلال تسليم جثمانه.

اما الشهيد الاخير هو كمال نجيب أبو وعر (46 عاماً) من سكان بلدة قباطية جنوب جنين بعد 17 عاماً ونصف من الاعتقال وكان يقضى حكماً بالسّجن المؤبّد المكرّر 6 مرات، وأصيب خلال فترة اعتقاله بسرطان الحلق والأوتار الصوتية بالإضافة إلى تكسّر صفائح الدم.

وعانى الأسير أبو وعر من مرض السرطان في الحنجرة منذ بداية العام 2019، وتراجعت صحته بشكلٍ متسارع نتيجة عدم تلقي أي علاج مناسب، كما أصيب بفيروس كورونا في شهر يوليو الماضي، وقبل استشهاده بخمسة أشهر أصيب بورم سرطاني جديد في الحنجرة أفقده القدرة على الكلام وتناول الطعام. وفى العاشر من شهر نوفمبر المنصرم تعرّض الأسير أبو وعر لانتكاسة صحية جديدة نقل على إثرها بشكلٍ عاجل إلى مستشفى "أساف هروفيه" حيث أعلن عن استشهاده عصراً، وحتى اللحظة لا يزال جثمان الشهيد أبو وعر محتجزاً لدى الاحتلال ويرفض تسليمه لذويه، بحسب التقرير.

واكدت التقارير أنّ مسلسل القتل بحق الأسرى لا يزال مستمراً، وأن الباب لا يزال مفتوحاً لارتقاء مزيد من الشهداء في صفوف الأسرى، وأن عدد شهداء الحركة الأسيرة لن يتوقّف عند الرقم 226، فهناك العشرات من الأسرى يعانون من ظروف صحية صعبة للغاية، نتيجة إصابتهم بأمراض السرطان والفشل الكلوي والجلطات وغيرها من الأمراض الخطيرة، ولا يقدّم لهم أي علاج مناسب أو رعاية طبية.

شارك هذا الخبر!