الشريط الاخباري

شابات فلسطينيات يخضن مغامرات "إنزال" من منحدرات صخرية خطرة بالضفة الغربية

نشر بتاريخ: 08-03-2021 | محليات , PNN مختارات
News Main Image

الخليل 8 مارس 2021 (شينخوا) شاركت مجموعة من الشابات الفلسطينيات في مغامرات إنزال من منحدرات صخرية خطرة في الضفة الغربية، في محاولة منهن لتحدي النظرة المجتمعية السائدة باقتصار هذه الرياضة على الرجال فقط.

والتحقت أربع شابات مع 11 شابا آخرين ضمن فريق "رحال فلسطين" الجمعة الماضي عند بداية منحدر صخري بارتفاع 45 مترا في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، استعدادا لتسلقه باستخدام حلقات حديدية مثبتة بالصخور.

ومع مرور وقت من الإثارة والتحدي، تمكنت الشابات من الوصول إلى قمة المنحدر والتقاط صور السيلفي وخلفهن الطبيعة "الخلابة" من الأشجار التي تكسو آلاف الدونمات الزراعية.

وتقول الفلسطينية فاتن الشريف، وهي في الثلاثينيات من عمرها لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنها تشارك للمرة الثالثة في مثل هذه المغامرة، إذ سبق أن شاركت في عمليتي إنزال عن منخفضات صخرية في مدن أخرى في الضفة الغربية.

وتضيف الشريف التي تسكن في الخليل، بينما كانت تحكم ربط حزام الأمان على وسطها استعدادا لعملية الإنزال "نسلم أنفسنا للطبيعة، ونستنشق الهواء النقي، ولا أحد يتحكم بنا لكننا نتحكم بأنفسنا وأجسادنا".

وعادة ما يتبع المشاركون كافة التعليمات الوقائية والإرشادية أثناء نزولهم من المنحدر الصخري، مثل التمسك بالأحبال الخاصة بهم بقوة وعدم استسلامهم للخوف في حال نظروا إلى أسفل.

واستغرقت الشريف حوالي 15 دقيقة في عملية الإنزال الخاصة بها، مكثت فيها فترة معلقة في الهواء، وأخذت تتأرجح وسط تشجيع وتصفيق من المتفرجين أسفل المنحدر.

وتقول إنه "شعور لا يوصف أن تداعب نسمات الهواء الباردة، التي تلامس وجهك، بينما أنت معلق ما بين السماء والأرض، فتشعر أن الكون بأكمله ملك لك وتتحكم به".

وتضيف "على مدار سنوات طويلة، ونحن نعاني من الصراعات السياسية سواء مع إسرائيل أو الانقسام الداخلي الفلسطيني، وهو ما ترك آثارا سلبية متراكمة على نفسياتنا جميعا دون استثناء".

[caption id="attachment_574656" align="alignnone" width="1022"] فلسطينيات يخضن مغامرات "إنزال" من منحدرات صخرية خطرة الصور لوكالة شينخوا الصينية[/caption]

وتشير الشريف إلى أن هذا النوع من "المغامرات" تمنح ممارسيها فرصة ذهبية للتحرر من الضغوط السلبية التي يعانون منها، خاصة أن تفاعلهم مع أجسادهم يكون قويا من خلال التحكم بعقولهم وعضلاتهم.

ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة للعشرينية ديما عمار، التي تعمل طبيبة أسنان، إذ تشارك بعملية الإنزال عن المنحدر الصخري من أجل التخلص من ضغوط نفسية بسبب الأوضاع العامة والطاقة السلبية الناتجة عن عملها لساعات طويلة.

وتقول عمار إن الضفة الغربية تعاني من انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، مما تسبب في فرض قيود على حركة المواطنين سواء كان بالإغلاق الكلي أو الجزئي، وهو ما ترك آثارا نفسية سيئة لدى السكان.

وتضيف عمار ل(شينخوا) بينما كانت تحكم ربطة القبعة الواقية على رأسها قبيل بدء عملية الإنزال "للأسف الشديد نحن لا نمتلك وسائل متاحة تساعدنا على التخلص من تلك الضغوط الناتجة عن عدم استقرار الأوضاع، لذلك نحاول أن نجدها بأنفسنا حتى وإن كانت مغامرة".

وإلى جانب ذلك، عملت الشابة على التخلص من عقدتها النفسية، وهي "الخوف من المرتفعات" من خلال ممارستها للإنزال.

وتقول عمار إن هذه الرياضة منحتها المتعة والقدرة على التغلب على مخاوفها الداخلية.

وتتفق الشابتان على أن هذا النوع من الرياضة ساهم بشكل كبير بشحنهما بالطاقة الإيجابية وتجديد نشاطهما البدني والنفسي واستقبال أسبوعهما الجديد بكل حيوية وطاقة إيجابية.

وتتمتع فلسطين بتضاريس متنوعة مثل الجبال والهضاب والسهول والوديان، بالإضافة إلى مناخ معتدل، مما يجعلها محطة جذب للسياح الأجانب، بالإضافة إلى تنامي السياحة الداخلية في جميع فصول العام.

وتلك المميزات التي تحظى بها الأراضي الفلسطينية كانت دافعا أساسيا بالنسبة لعارف العويعي، للمغامرة والتعرف على طبيعتها من خلال تنفيذ مسارات وعمليات إنزال بشكل فردي.

ويقول العويعي (49 عاما) وهو فلسطيني من القدس الشرقية ل(شينخوا) إن مناخ فلسطين وتضاريسها الجغرافية قادران على تحويل "منطقتنا إلى مزار للسياح الأجانب من جميع أنحاء العالم".

[caption id="attachment_574655" align="alignnone" width="1025"] فلسطينيات يخضن مغامرات "إنزال" من منحدرات صخرية خطرة - الصور لوكالة شينخوا الصينية[/caption]

ويضيف العويعي، وهو أب لستة أبناء، ويعمل سائقا على شاحنة ثقيلة بأن رياضة "الإنزال" ليست خطرة، خاصة في حال اتبع المشاركون بها كافة التعليمات الوقائية، وتمسكوا بالأحبال التي تساعدهم على النزول جيدا.

ويشير إلى أنه تلقى التدريبات الخاصة بالإنزال على أيدي فرق فرنسية كانت قد حضرت إلى فلسطين لتدريب هواة الرياضات غير المألوفة في المنطقة.

ومع ذلك يواجه العويعي وطلابه عدة صعوبات من بينها عدم توفر المعدات اللازمة لعملية الإنزال، وغلاء أسعارها بشكل كبير، خاصة أن الفريق لا يتمكن من المشاركة بشكل كامل في كافة المغامرات.

ويأمل العويعي أن تهتم السلطات المحلية بمثل هذه الرياضة، وأن يتم استثمارها بما هو مفيد للسياحة في فلسطين.

[gallery size="full" columns="2" link="file" ids="574659,574658,574657,574656,574655,574654"]

شارك هذا الخبر!