الشريط الاخباري

انطلاق الدورة الخامسة لمهرجان عشتار الدولي لمسرح الشباب

نشر بتاريخ: 02-07-2021 | ثقافة وفنون
News Main Image

رام الله/PNN- افتتحت اليوم الخميس، الدورة الخامسة لمهرجان عشتار الدولي لمسرح الشباب، وذلك على المسرح البلدي في دار بلدية رام الله.

وتعقد هذه الدورة التي تمتد حتى السابع من تموز/ حزيران الجاري، تحت عنوان "فن التغيير"، وبالشراكة مع مسرح "ماندالا" في مدينة اوكسفورد البريطانية.

ونظمت هذه الدورة بعد انقطاع عامين، بسبب جائحة "كورونا" وما رافقها من قيود فرضت على الحياة العامة، وما تلاها من الهبة الشعبية التي أعقبت انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في مختلف الأراضي الفلسطينية.

وافتتح المهرجان بعرض لمسرحية "مؤتمر لغاسلي الأدمغة"، وهي من تأليف الكاتب المسرحي الألماني برتولت بريشت، وأعدها للمسرح إيمان وخليل البطران، وهو من أداء مجموعة من طلبة عشتار لإنتاج وتدريب المسرح، ومن إخراج خليل البطران.

وتتناول المسرحية قضية الفساد السياسي، وتوغل رأس المال، والهيمنة الاقتصادية على الشعب، مـن خـلال قصـة دولة يعمل رئيسها على استغلال الجهاز الإعلامي لإقناع شعبه باختفاء محصول القطن.

وقال رئيس بلدية رام الله موسى حديد، إن البلدية وبعد الانقطاع الإجباري بسبب القيود التي فرضت على مختلف مناحي الحياة بسبب جائحة "كورونا"؛ عادت لتكمل مسيرة إعلاء الشأن الثقافي والفني من خلال إطلاق النسخة الخامسة من مهرجان عشتار الدولي لمسرح الشباب، الذي يتزامن مع الذكرى الثلاثين لانطلاق مسرح عشار، الذي كان لبلدية رام الله العمل معه منذ أكثر من عشر سنوات، أثبت خلالها قدرته على حمل الرسالة واستثمار العلاقة التي مزجت بين مدينتي رام الله واكسفورد البريطانية.

وأضاف حديد، إن المهرجان هذا العام يجسد أهمية المسرح في صناعة التغيير، حيث ارتبط قبل غيره من الفنون ومنذ آلاف السنوات بهموم الناس وقضاياهم اليومية والمصيرية، ولعب دوراً في رفع مستوى الوعي في الكثير من المحطات الزمانية والمكانية.

وأشار إلى أن المهرجان هذا العام يأتي في وقت يستوجب من الجميع الوقوف مليا على ما آلت إليه الأوضاع، حتى نتمكن من رسم لوحة الوطن المرجوة المكونة من الأرض والإنسان، مؤكداً أن الكرامة الفلسطينية لا تجتجزأ وهي دين وجب الوفاء به مهما ساد الاختلاف، وأن دم الفلسطيني على الفلسطيني حرام.

وحذر رئيس بلدية رام الله من النقيض الرئيسي المتمثل بالمشروع الاستيطاني الصهيوني الذي يهدف لإنهاء وجود الفلسطينيين على أرضهم، مشددا على أن الاختلاف ظاهرة صحية تفتح الآفاق لرؤى أبعد من المحيط الضيق، وأن الخلاف يشكل الوصفة السحرية لدمار المجتمع بكل مكوناته. وأضاف: "الوطن لنا جميعا وعلينا ان نقدس مبدأ احترام الرأي الآخر واحترام الحريات بكافة أشكالها طالما كانت تحت سقف العمل الوطني الملتزم والهادف لإنهاء الاحتلال. والممارسات الديمقراطية هي الطريق للنجاة من حالة الجمود وهي الوسيلة التي من خلالها تتجدد الدماء وتتداول السلطات وعلينا احترام ما ينتج عنها والاحتكام إلى لغة الحوار والعقل بعيدا عن العصبية القبلية والعشائرية والحزبية والعقائدية".

وختم رئيس بلدية رام الله كلمته بالثناء على موقف مدينة اكسفورد البريطانية وغيرها من المدن والدول التي أعلن صوت الحق أمام عنصرية الاحتلال في حي الشيخ جراح بالقدس، لأنهم آمنوا بأن القضية الفلسطينية قضية حق بمطالب عادلة ورسالة إنسانية، بما يحتم على الفلسطينيين أن يكونوا صوتا وصفاً واحداً في وجه الظلم والاحتلال والاستيطان.

من جانبه، تقدم رئيس مجلس إدارة مسرح عشتار سمير حليلة، بالشكر لجمهور المهرجان والشركاء الذين كانوا السبب الرئيسي في نجاح عقد الدورة الخامسة لمهرجان عشتار الدولي لمسرح الشباب، وفي استمرارية المسرح على مدار الأعوام الثلاثين الماضية.

وأكد حليلة أن "عشتار" لم يكن لينجح بدون مجموعة من الترابطات والعلاقات، ومن بينها الشراكة مع بلدية رام الله والمؤسسات الدولية ودعم القنصليات المختلفة، ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص في فلسطين.

وأشار إلى أن الدورة الحالية من المهرجان ستشهد تغييرا مهما، من حيث زخم العروض وتنوعها وخاصة بعد الانقطاع الذي فرض بفعل الجائحة، مشيراً إلى إن المسرح يتطلب الوجاهية التي تخلق حالة التفاعل الضرورية ليحقق هذا الفن قدرة التغيير المأمولة.

وأضاف: "قوة تأثير المسرح في المجتمع وبين الشباب عادت لتكون متاحة، وتوازي العروض بين رام الله وأكسفورد أمر هام، ويعطي دفعة لتبني فكرة أن تؤدي عشرات الفرق من حول العالم عملا واحدا تتم ترجمته إلى لغات مختلفة".

وحول عنوان المهرجان لهذا العام "فن التغيير"، أوضح رئيس مجلس إدارة مسرح عشتار، أنه مصطلح حديث لا يزيد عمره عن 25 عاماً، وتم تبنيه بادئ الأمر من قبل حركات ثورية في المكسيك قبل أن يتسع استخدامه خارج إطار العمل السياسي.

وبين ان تعريف "فن التغيير" يتمثل في تحويل المستمع أو المتلقي من مجرد شخص ملاحظ الى إنسان ملتزم بالتغيير وجندي في سبيل ذلك، وذلك يخدم هدف تحول المسرح من دور التوعية الى تبني القضايا الوطنية والإنسانية.

وسيقدم خلال الدورة الخامسة لمهرجان عشتار الدولي لمسرح الشباب 15 عرضاً مسرحياً، من فلسطين ولبنان وسيريلانكا ورواندا والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا واسبانيا وإيرلندا وبريطانيا.

وسيتم تقديم العروض الخارجية من خلال الفيديو المسجل مسبقاً.

كما ستنظم على هامش المهرجان ورش عمل مسرحية، تتناول الكتابة الإبداعية وتقمص الأدوار والصوت والحركة ومسرح المضطهدين وتقنيات التدريب.

شارك هذا الخبر!