الداخل المحتل/PNN-انتقد المحرر بصحيفة هآرتس الإسرائيلية جدعون ليفي قتل الفلسطينيين في إسرائيل بدم بارد وقال إنه يُقابل بصمت. وذكر في مقال نشره موقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) أن عشرات الفلسطينيين العزل -بينهم أطفال- قتلوا منذ نهاية الهجوم الإسرائيلي في مايو/أيار الماضي. ومع ذلك أصبح هذا الأمر طبيعيا جدا الآن ولم تذكره وسائل الإعلام والجيش الإسرائيليان.
وأشار ليفي إلى أن الأمور ظاهريا هادئة نسبيا هذه الأيام في الأراضي المحتلة، ولا توجد إصابات بصفوف الإسرائيليين، وتقريبا لا توجد هجمات في الضفة الغربية، وبالتأكيد ليس داخل إسرائيل. ويسود الهدوء غزة منذ نهاية الهجوم الإسرائيلي الأخير هناك فيما عرف بعملية "حارس الجدران".
وفي الضفة الغربية يستمر روتين الحياة اليومية المسبب لليأس خلال ما يسمى بفترة الهدوء، وهي بالتحديد المفارقة التي تستدعي الملاحظة في هذه الإحصائية المرعبة، ألا وهي أنه منذ مايو/أيار الماضي قُتل أكثر من 40 فلسطينيا في الضفة الغربية.
ولفت ليفي إلى أنه في أسبوع واحد في نهاية يوليو/تموز الماضي قتل الجيش الإسرائيلي 4 فلسطينيين، أحدهم طفل عمره 12 عاما و2 من قرية بيتا التي فقدت مؤخرا 6 من سكانها بينهم 5 كانوا متظاهرين عزل والسادس كان سباكا استدعي لإصلاح صنبور في مكان ما. ولم يشكل أي من القتلى الأربعة في أواخر يوليو/تموز أي تهديد لحياة أي جندي أو مستوطن إسرائيلي.
في ظل هذا الصمت والإنكار والقمع لم يُجبر السياسيون الإسرائيليون والجنرالات على تفسير أو معالجة حقيقة أن نادرا ما يمر أسبوع في الأراضي المحتلة دون وقوع إصابات بين الفلسطينيين، حتى خلال هذه الفترة الهادئة نسبيا
وألمح إلى أنه كان هناك حظر لاستخدام الذخيرة الحية ضد أي من هؤلاء الأربعة ناهيك عن استهداف القتل، كما فعل الجنود الإسرائيليون الذين أطلقوا النار عليهم.
وأضاف المحرر -مستنكرا- أن وسائل الإعلام الإسرائيلية غطت بالكاد عمليات القتل هذه. ولم تذكر أي من الصحيفتين الرائدتين في إسرائيل مقتل الصبي ابن الـ12 ربيعا في بيت أمر، بين بيت لحم والخليل، ولم تهتم أي من أهم محطتي تلفاز تجاريتين في إسرائيل بنشر الواقعة.
وبعبارة أخرى -كما قال المحرر- قُتل الطفل محمد العلمي الذي كان يتسوق مع والده وشقيقته عندما أطلق جنود الاحتلال زخات من الرصاص على سيارة الأسرة، ومن الواضح أن بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية اعتبرت الحدث قصة بلا أهمية ولا فائدة.
وفسر ليفي التجاهل الواسع الانتشار لعملية القتل هذه بأنه لا مبالاة بالقتل، وبالنظر إلى جرائم القتل الأخرى منذ مايو/أيار الماضي التي بالكاد أبلغ عنها -ناهيك عن التحقيق فيها- تتضح صورة القمع الإسرائيلي وإنكارها للاحتلال عبر نسخة وسائل الإعلام "القبة الحديدية"، من باب المجاملة للصحافة الحرة بكل بؤسها.
وفي ظل حماية وسائل الإعلام الصامتة نجا الإسرائيليون من هذه الصورة القبيحة لجيشهم وطريقة عمله الوحشية. وفي ظل هذا الصمت والإنكار والقمع لم يُجبر السياسيون الإسرائيليون والجنرالات على تفسير أو معالجة حقيقة أن نادرا ما يمر أسبوع في الأراضي المحتلة دون وقوع إصابات بين الفلسطينيين، حتى خلال هذه الفترة الهادئة نسبيا.
ولخص المحرر المشهد بأن وراء كل هذا ازدراء لحياة الفلسطينيين ولا شيء أقل قيمة من حياة الفلسطيني، وبدأ ذلك من سقوط عمال البناء إلى حتفهم كالذباب في مواقع البناء الإسرائيلية دون أن يهتم أحد، وصولا إلى المتظاهرين العزل في الأراضي المحتلة برصاص الجنود الذين أطلقوا النار عليهم، بينما لم يحرك أحد ساكنا. واختتم مقاله بأن الكثير من هذه الوفيات التي حقق فيها ووثقها وكتب عنها في الصحيفة لم تثر أي اهتمام خاص.