الشريط الاخباري

تقرير PNN- بيت ساحور: "أكلة الجريشة" عادة قديمة لا زالت منتصبة بقوة في عيد "رقاد العذراء"

نشر بتاريخ: 29-08-2021 | محليات
News Main Image

بيت لحم/PNN- نجيب فراج- نجيب فراج- يحرص اهالي مدينة بيت ساحور على التمسك بعادة تراثية قديمة ارتبطت بعيد رقاد السيدة مريم العذراء والذي يحتفل به في الثامن والعشرين من آب من كل عام، وهو عبارة عن "اكلة الجريشة" التي تطبخ مع كميات كبيرة من البندورة الى جانب اللحم، وهذا العيد يأتي بعد صيام استمر نحو الأسبوعين.

وكان في السابق أن يقوم الأهالي في كل المنازل بطهي هذه الأكلة، وفي السنوات الأخيرة أخذت طريقة الطبخ مظهرا جماعيا حيث يتفق عدد من الجيران بطبخها مع بعضهم بشكل جماعيأ ولربما تساهم بعض الجهات بالمدينة بالتبرعات ليتسع المشهد بتوزيع هذا الطعام ايضا على العائلات المستورة ليتخذ طابع التعاضد والتعاون في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يتردى باستمرار.

وتقول ميري قمصية إحدى المتطوعات في إنجاز هذه الأكلة حيث وقفت الى جانب طنجرة كبيرة امتلات "بأكلة الجريشة ووضعت على غاز كبير وتقف الى جانبها عدد من النسوة "نحن هنا متطوعات واعتدنا على القيام بانجاز هذه الاكلة التي لا تطبخ في مثل هذا العيد غيرها ، جئنا هنا من اجل احياء هذا التراث الذي ورثناه عن الاباء والاجداد".

ولا تخلو الساحة من وجود رجال يساعدون في اشعال النار وتحضير المستلزمات وكذلك حشد من الاجيال الصغيرة وتقول مجدولين غطاس في حديث لمراسل"القدس" انها عاشت ومنذ طفولتها على احياء هذا العيد باكلة الجريشة حيث ارتبطت بمدينة بيت ساحور ولكنها تطبخ في هذه المناسبة وهي من بين العادات العديدة بمناسبات دينية مختلفة وكل مدينة لها طقوس وكل عيد ايضا فمثلا" اكلة الرشتة بالعدي" مرتبطة بعيد مار نيقولا وهذا العيد فقط لاهالي مدينة بيت جالا بوصفه شفيع المدينة.

وهذا العام اقامت كنيسة الروم الارثوذكس خيمة كبيرة في احدى الساحات وتطوع العشرات من الشبان الذين قاموا بطهي هذه الاكلة بكميات كبيرة واستغرق الطبخ لنحو ثلاث ساعات ليتم توزيعها على المواطنين الى جانب الطبخ في كل منزل لمن لم يذهب ليحصل على طعامه من خيمة الكنيسة.

وقالت مجدولين ان اكلة الجريشة هي اكلة شعبية فلسطينية بامتياز اضافة الى انها صحية ويفخر الفلسطينيون بها ويطبخونها ايضا في مناسبات مختلفة من بينها الاعراس الفلسطينية وان الطبخ بشكل جماعي له ميزة خاصة فهي تغذي روح التعاون والعلاقات الاجتماعية وتخلق اجواء ايجابية بين اهالي البلد الواحد اضافة الى ان الكثير من المؤسسات ومن بينها الكنيسة والبلدية ومؤسسات اخرى تساهم باقامة هذه الطقوس الجميلة التي ورثناها ابا عن عن ابائنا واجدادنا ولا زلنا نتمسك بها، اضافة الى ان تناول طعام الجريشة في يوم رقاد الهذراء هو اعلان عن فك صيام مشدد استمر لاسبوعين لنعود ونتاول اللحوم ومشتقاته.

وتربتط عادات اخرى بهذه المناسبة الهامة من بينها تنظيم مسيرات الى كنيسة الجثمانية بالقدس حيث يعتقد ان السيدة العذراء توفيت هناك وتنطلق المسيرات لمن يستطيع ان يصل من سكان بيت لحم الى الكنيسة الجثمانية في الساعة الثالثة فجرا وهناك من يكون قد تمذر نذورا فمن بين المواطنين وخاصة النساء من يسير حافي القديم ومنهم من يقوم باشعال الشموع وتثديم نذور اخرى بهذه المناسبة وهذا ما فعلته المواطنة سهى غانم التي وصلت من بيت لحم حافية القدمين الى الكتيسة وبعد تقديم هذه النذور يشاركون بقداس الهي بهذه المناسبة.

ورقاد والدة يسوع المسيح هو عيد أعظمي في كل من الأرثوذكسية الشرقية ، الأرثوذكسية المشرقية و الكنائس الكاثوليكية الشرقية ، الذي يمثل ذكرى وفاة مريم العذراء وقيامتها بالجسد قبل اصطحابها إلى السماء. يتم الاحتفال به كعيد رقاد العذراء فيما لا تحتفل الكنيسة الأرمنية الرسولية بعيد الرقاد في يوم محدد، ولكن في يوم الأحد الأقرب 15 أغسطس. يُعرف العيد في الكنائس الغربية باسم صعود مريم اذ لم يتم تسجيل موت أو رقاد مريم في الكتب المقدسة المسيحية.

ويقول هيبوليتوس وهو مؤلف من القرن السابع أو الثامن، في تسلسله الزمني المحفوظ جزئيًا للعهد الجديد، أن مريم عاشت 11 عامًا بعد وفاة يسوع، وتوفيت في عام 41 بعد الميلاد.

يعبر مصطلح الرقاد عن الاعتقاد بأن العذراء ماتت دون معاناة، في حالة سلام روحي. لا يقوم هذا الاعتقاد على أي أساس كتابي، بل يؤكده التقليد المسيحي الأرثوذكسي المقدس. تم الشهادة عليها في بعض الكتابات الأبوكريفة القديمة.

[gallery size="full" link="file" ids="604417,604416,604415,604414,604413"]

شارك هذا الخبر!