الشريط الاخباري

تقرير: شارع النجمة.. تاريخ عريق مرت به مريم العذراء وهي تعاني مخاض الولادة

نشر بتاريخ: 11-12-2021 | محليات , PNN مختارات
News Main Image

بيت لحم/PNN- نجيب فراج – أصبح شارع النحمة في بيت لحم على قائمة التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو في العام 2012 حيث أكد القرار على مدى أهمية هذا الشارع التاريخي الذي يربط بين الجزء الشمالي من البلدة القديمة بالجزء الجنوبي وقد بنيت معظم المباني على طول الشارع في القرن 19، وهو يحتوي على نحو 83 محلا تجاريا إضافة الى العديد من المباني الهامة والمؤسسات المحورية على رأسها مؤسسة العمل الكاثوليكي وحوش السريان الذي يقع في آخره من جهة ساحة المنارة المطلة على ساحة المهد وكذلك المتحف البيت تلحمي اضافة الى معالم تاريخية وعلى راسها "قوس الزرارة"الموجود من العصر الكنعاني، لكن أعيد بناؤه على يد الامبراطور جوستنيان، ومرة أخرى في القرن الخامس عشر على يد العثمانيين، وكذلك مدرسة راهبات الوردية للمرحلة الابتدائية.

إدراج عامة

وما يميز الشارع الذي كان اسمه "رأس فطيس " ايضا انه يحوي ادراج عامة طويلة واحد يصل الشارع من الشارع الموازي له من جهة المدبسة ودرج آخر يصل هذا الشارع بشارع المهد الجديد الرئيس.

لم يصبح هذا الشارع ذو اهمية كبيرة منذ اعلانه من قبل اليونسكو على قائمة التراث العالمي بل هذا القرار جاء نتيجة لأهميته التاريخية حيث عبرت السيدة مريم العذراء بمعية القديس يوسف النجار هذا الشارع وهي تعاني مخاض الولادة وهي حاملة بابنها يسوع المسيح ووصلت منه الى تلك المغارة المقفهرة والضيقة لتولد هذا الطفل الذي شع نوره أرجاء المعمورة ليصبح المكان "كنيسة المهد " ومحيطها اهم مكان بالعالم فيما يتعلق بالميلاد المجيد، واصبحت بيت لحم مركز الحجيج للمؤمنين حول العالم.

بداية الاحتفالات

ومنذ ان بدأت الاحتفالات بعيد الميلاد منذ أكثر من مائة عام أصبح هذا الشارع مسارا لكافة البطاركة من مختلف الطوائف أثناء مجيئهم الى بيت لحم قادمين من القدس لترأس قداس منتصف الليل في كنيسة المهد مقتفيين أثر السيدة مريم التي وصلت المدينة في أوضاع صعبة للغاية.

السحر الذي يملكه الشارع

الشارع الذي يبدأ من دوار العمل الكاثوليكي له سحر خاص حيث يسير المارة فيه اكثر من كيلو متر ونصف الى ساحة المهد فكافة مبانيه من العصر العثماني ان لم يكن اكثر وهي مباني ملتصقة ببعضها البعض والسكان هناك يشعرون بجمال المكان وقدسية الحدث ويعيشونه بكل تفاصيله.

ولم تترك المجالس البلدية بيت لحم المتعاقبة وسيلة الا واتخذتها من اجل تطويره هو مكان جميل للسير ولكن المحال التجارية اصبحت شبه مغلقة وهناك محاولات عديدة لاحيائه وقرر المجلس البلدي هذا العام ان يفتتح سوق الميلاد الواحد والعشرين في هذا الشارع لاول مرة من انطلاق هذا السوق الذي كان يقام على مدى العقدين الماضيين في ساحة المهد كما قرر المجلس البلدي ان يكون مدة هذا السوق لعشرة ايام بدلا من يومين وذلك في اطار احيائه تجاريا. فرن للكعك هو الاشهر على راس الشارع من جهة دوار العمل الكاثوليكي هناك فرن قديم وبمبنى قديم للغاية يدعى"فرن ابو فؤاد" للكعك لربما هو المصلحة التجارية الوحيدة الناجحة بامتياز فلا يمكن ان يمر السائر بدون ان يشتري الكعك الطازج والبيض الذي يتم شويه بططريقة مميزة اضافة الى الفلافل بل هناك العديد من المواطنين الذين يقصدون هذا الفرن للشراء منه وبالتالي لا يمكن ان يصل المرء هناك من دون في طابور الانتظار الطويل، ويقول اصحابه انه اسس قبل اكثر من 60 سنة.

وبعد عشرين عاماً على تحويل شارع النجمة القديم "مسار الحجاج التاريخي" المؤدي لكنيسة المهد، إلى شارع سياحي للمشاة، وتحويله إلى قصة نجاح، في إطار مشروع بيت لحم 2000، واعتماده من منظمة اليونسكو على لائحة التراث العالمي باعتباره موقع تراث إنساني، وضخ ملايين الدولارات لتأهيله في السنوات الماضية، فإن عشرات المحلات الصغيرة التي يملكها سكان الحي على جانبيه لا تزال مغلقة فيما يرى قاطنو بيوته القديمة أن من حقهم صياغة مستقبلهم فيه كما أنهم جزء من ماضيه.

وكان المحامي انطون سلمان، قد اشار الى أن رؤية السلطة الفلسطينية وبلدية بيت لحم والمؤسسات الشريكة لمستقبل الحي هي رؤية إستراتيجية، تتعلق بتحسين الخدمات الاجتماعية والصحية والسياحية والثقافية، ولا تتوقف عند حد معين، وإنما تتعلق بتطوير وظيفة الشارع والخدمات المقدمة لسكانه، مشيرا إلى أن مطالب السكان هي مطالب جزئية ومحقة ومتواضعة، قياسا إلى ما تتطلع إليه البلدية من رؤية مستقبلية وإستراتيجية لتطوير الخدمات المقدمة لأهالي الحي تدريجيا، في إطار خطة مدروسة للإدارة والتشغيل مع الشركاء والمجتمع المحلي، من خدمات صحية، واجتماعية وثقافية، وتشغيل لاقتصاديات الشارع، وتثبيت مواقف مجانية للمركبات تستوعب الاحتياجات المستقبلة.

نهوض بعد التدمير

ولا بد من الاشارة ان قوات الاحتلال اسوة بباقي الاحياء والمدن كان لها يدا في تدمير هذا الشارع الذي استنخدمته كنطقة انطلاق للاعتداءات خلال الانتفاضة الاولى وقد استشهد الشهيد الطفل ميلاد انطون شاهين الذي لم يكن قد تجاوز الـ12 عاما من عمره واصبح من ايقونات انتفاضة الحجارة في بيت لحم اضافة الى استشهاد عدد من الشبان على مداخله، وفي الانتفاضة الثانية أصبح مسرحا لعمليات جيش الاحتلال التي حاصرت الكنيسة لمدة أربعين يوما فكان هذا الشارع منطلقا لهذه الاعتداءات ولكن الان اصبح حيا مميزا وهذا يؤشر على جوهر الصراع هم يهدمون ونحن نبني كما قال الناشط ضد الجدار والاستيطان منذر عميرة.

[gallery size="full" link="file" ids="622127,622126,622124"]

شارك هذا الخبر!