تل ابيب /PNN /.Lكشف تقرير نشر في ملحق صحيفة "يديعوت أحرنوت"، اليوم الجمعة، أن "إسرائيل" دفنت جثث عشرات الجنود المصريين من قوات "الكوماندوز" المصرية والذين استشهدوا خلال حرب عام 1967 في مقبرة جماعية قرب اللطرون، حيث جاؤوا كقوة مساندة للقوات الأردنية.
وقالت الصحيفة إن جثث الجنود المصريين مدفونة تحت ما أصبح اليوم موقفًا للسيارات في متنزه "ميني يسرائيل". وتابعت أنه في حزيران 1967، اندلعت معركة دامية في المنطقة، مشيرة إلى أنه في ذلك اليوم استشهد حوالي 100 جندي مصري، حيث تم التخلص من الجثث بدفنها في مقبرة جماعية قرب اللطرون.
وبحسب شهادة أحد الإسرائيليين الذين استوطنوا في المنطقة فإن الجثث التي دفنت في المقبرة الجماعية هي لجنود احترقت أجسادهم ويصل عددهم إلى 70 جنديًا، حيث نقل التقرير عن زئيف بلوخ، وهو جندي إسرائيلي سابق في الجيش الإسرائيلي، قوله للصحيفة، إن جثامين نحو 70 جنديًا من الكوماندوز المصري، وربما عشرات الجثامين لجنود مصريين آخرين، دفنوا في هذا الموقع، ولا أحد يعلم عن ذلك. وقد كان بلوخ خلال الحرب مسؤولاً عن هذه المنطقة، وأبقى هذا الأمر في سرّه لخمسين عامًا.
ووفقًا للجندي الإسرائيلي السابق، فإن "من تم إدخالهم ودفنهم في البئر كانوا جنود احترقوا، إذ إن المنطقة كانت مليئة بالأشواك أو الأعشاب العالية على ارتفاع متر ومتر ونصف، ولم تكن المنطقة مرزوعة أو مفلوحة وكانت الأشواك تشتعل بسرعة".
وأضاف: "قسم من جنود الكوماندوز المصريين كانوا في المكان واحترقوا في الموقع، حيث اشتعلت النيران بسبب العيارات النارية، ومن المحتمل أنه تم أيضاً وضع جنود مصريين آخرين في نفس البئر ممن قتلوا خلال أعمال التمشيط التي قام بها الجيش".
وجاء في التقرير ان "دولة اسرائيل أخفت حقيقة دفن عشرات الجثث لجنود مصريين في مقبرة جماعية في أراضيها ، بعد مقتلهم في حرب الأيام الستة في معارك في منطقة اللطرون ووادي أيالون. بلوخ (جندي إسرائيلي سابق) وبعض رفاقه في كيبوتس نحشون، جميعهم جنود موالون للدولة، أغلقوا أفواههم لسنوات، وفي الواقع تعاونوا مع آلية الإخفاء، واحتفظوا بالسر لأنفسهم، واستمرت جثث الجنود المصريين في التعفن منذ ذلك الحين، وبقدر ما هو معروف، لم يتم إخراجها من المقبرة الجماعية ولم تتم إعادتها إلى وطنهم".
وبحسب الصحيفة، فإن الرقابة العسكرية الإسرائيلية منعت النشر حول القضية منذ أكثر من 55 عامًا، حيث تعاون الجنود الذين شاركوا في المعركة مع الرقابة وأبقوا المعلومات عن القضية في سرّهم حتى اليوم.