ستوكهولم/ PNN/ أعربت منظمة سكاي لاين الدولية لحقوق الإنسان عن بالغ قلقها من استمرار الانتهاكات المرتكبة ضد حرية الرأي والتعبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة على أن سياسة التقييد والملاحقة التي تنتهجها تلك المواقع يجب أن تنتهي وبشكل فوري.
وقالت المنظمة في بيان صدر عنها اليوم الثلاثاء، أنها تنظر بقلق واستنكار بالغ، للأرقام الصادمة التي تم توثيقها من انتهاكات خلال شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، ضد المحتوى الفلسطيني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما تطبيقي "فيسبوك" و"إنستغرام"، داعية تلك الشركات لاحترام الاتفاقيات الدولية ذات الصلة وقواعد حقوق الإنسان للشركات التي كفلت حرية النشر والمشاركة دون قيود أو اشتراطات.
وبينت "سكاي لاين" إلى أن مركز "صدى سوشال" -المختص في حماية المحتوى الفلسطيني- وثّق أكثر من 1230 انتهاكًا خلال عام 2022، تعرض له المحتوى الفلسطيني عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث أكد المركز على أن هذه النسبة من الانتهاكات هي الأعلى منذ سنوات.
وذكر مركز "صدى سوشال" بأن منصات شركة ميتا سجلت العدد الأكبر من الانتهاكات تجاه المحتوى الفلسطيني، حيث سجل فيسبوك 805 انتهاكات، وإنستغرام 165 انتهاكاً، وواتساب 96 انتهاكاً، فيما سجلت الشركات الأخرى باقي الانتهاكات: تويتر بواقع 68 انتهاكاً، وتيك توك بواقع 52 انتهاكاً، ويوتيوب 26 انتهاكاً، وكلوب هاوس 11 انتهاكاً، وتليغرام 6 انتهاكات.
حيث تضمّنت تلك الانتهاكات: إغلاق وحذف حسابات وصفحات وحظر للنشر والبث المباشر والإعلان وإزالة المحتوى، وتضييق الوصول، وحذف للأرقام من المجموعات على منصات المحادثات.
حيث أشارت "سكاي لاين" لقيام تطبيق "فيسبوك" بحظر عشرات الحسابات بشكل كامل، وتعليق بعض الميزات، واغلاق للعديد من الحسابات أو الصفحات إضافة لتقييد وصول المنشورات إلى الجمهور.
بدوره قام موقع "تويتر" بحذف عشرات الحسابات الفلسطينية والعربية بعد نشرها لمواد ورسائل تضامنية مع الشعب الفلسطيني، إضافة لملاحقة الموقع للأوسمة التي تُنشر عن الاستيطان والأسرى الفلسطينيين، كما قام تطبيق "تيك توك" أيضًا بحذف العديد من الحسابات لصحفيين ومؤثرين على المنصة.
أما تطبيق "انستغرام" فيواصل حذفه لعشرات القصص والمنشورات المتضامنة مع القضية الفلسطينية، إضافة لتقييده عشرات الحسابات ومنعه البث المباشر لعدد من الصحفيين والنشطاء الفلسطينيين.
كما أبرزت المنظمة إلى أن نحو 58% من الانتهاكات كانت بحق الصحافيين والمؤسسات الإعلامية، وتعلّقت بما نشروه على صفحاتهم، أو ممارستهم عملهم في تغطية الأحداث في الأراضي الفلسطينية.
تؤكد "سكاي لاين" على أن ما تم رصده من أرقام وممارسات غير مبررة من قِبل مواقع التواصل الاجتماعي، تشكل إنتهاكًا صريحًا للقواعد القانونية التي كفلت حرية الرأي والتعبير والنشر، مشددة على وجوب ممارسة الأجهزة الدولية المختصة لدورها في الرقابة على عمل تلك المواقع.
ونوهت المنظمة إلى أهمية اتخاذ "لجان النزاهة والرقابة" في مواقع التواصل الاجتماعي، لقرارات ملموسة بحق عشرات الشكاوى التي يتم إرسالها بشكل يومي من قبل آلاف الأفراد الذين تتعرض حساباتهم لمضايقات وتقييدات غير مبررة.
واختتمت سكاي لاين بيانها بالتأكيد على أن فيسبوك وغيرها من الشركات التي تملك وسائل التواصل الاجتماعي مطالبة باحترام قواعد القانون الدولي والمبادئ القانونية التي كفلت في نصوصها المختلفة حرية الرأي والتعبير، ورفض أي ممارسة من شأنها المساس بتلك الحقوق أو تقيد الأفراد في تمتعهم بها، مشددة على أن أي تعدٍ أو انتقاص لتلك الحقوق يشكل مخالفة قانونية تستوجب المساءلة والمحاسبة.