بقلم: سري القدوة
اعلان الحرب على الشعب الفلسطيني ومواصلة العدوان الإسرائيلي على ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة واستمرار مخططات الاستيطان وتصعيد سياسة الاحتلال في فرض الحصار على السلطة واقتطاع ومصادرة الاموال الفلسطينية حيث يثبت ذلك مجددا بان حكومة الاحتلال تسعى الي مواصلة عدوانها المنظم واستهداف الحقوق ومنع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة بفرضها اجندة المستوطنين والتطرف الاسرائيلي كسياسة امر واقع.
والمتتبع لمجمل الأحداث التي باتت تعصف بالقضية الفلسطينية ومحاولة فرض اجندة حكومة التطرف الاسرائيلية من خلال استمرار العدوان وارتكاب المجازر وممارسة الاستيطان وتهويد القدس وإشعال الاوضاع ومواصلة العدوان السافر على قطاع غزة يرى أن القيادة السياسية والأمنية الاسرائيلية واكبت عن كثب تلك الأحداث على الساحة الفلسطينية بعد عودة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الى الواجهة السياسية ليشعل مسلسل التصعيد من خلال تحالفاته مع قوى التطرف اليمينية الاسرائيلية ليحاصر الشعب الفلسطيني.
وفي هذا السياق راقبت وسائل الإعلام الإسرائيلية وتناقلت باهتمام بالغ، خلفية المستجدات على الساحة الفلسطينية فى محاولة منها لحرف الانظار عن مشاريع الاستيطان والتصعيد القائم في الضفة الغربية المحتلة واستمرار تنفيذ مخططات التهويد وابتلاع الاراضي الفلسطينية وتغير الواقع الديمغرافي للأراضي الفلسطينية مستفيدة من حالة الانقسام الفلسطيني والجدل الداخلي في السلطة الفلسطينية والإخفاق في التوصل الى برنامج اجماع وطني يلبي الحاجة الفلسطينية وينهي الاحتلال للأراضي الفلسطينية ويسهم في استرداد الوحدة الوطنية الفلسطينية صمام الامان الفلسطيني.
من خلال تلك الفصول التي هندستها جماعات المستوطنين المتطرفة لا بد وان نتوقف لنسلط الضوء علي المشكلة الأساسية في الصراع العربي ـ الإسرائيلي، وهي الأكثر أهمية بالنسبة لمفهوم الأمن الفلسطيني وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ورفع الظلم عنة والتحرر من الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية، فيتضح لنا وندرك حجم المؤامرة الإسرائيلية الكبرى للنيل من الصمود الفلسطيني والحقوق الشرعية وتقرير المصير.
وعلى الصعيد الفلسطيني يجب العمل على إقرار مبدأ المساواة أمام القانون، بما يضمن تطبيق سيادة القانون وفرض هيبته، وعدم التهاون أمام التعدي على القانون، ويجب العمل علي حماية وتعزيز احترام حقوق الإنسان، وتعزيز شعور المواطن بالأمن، والارتقاء بأداء السلطة الوطنية الفلسطينية، بما يمكنها من القيام بواجباتها تجاه المواطن، وخاصة في ظل المشكلات الكبيرة التي يعانيها أبناء الشعب الفلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على الأراضي الفلسطينية وانتشار ظاهرتي الفقر والبطالة.
لقد بدأ المخطط الإسرائيلي يتصاعد ويبدو واضحا حكومة التطرف وضمن الصراع القائم حاليا بين التكتل اليميني وهيمنته على المشهد السياسي بات من الواضح انهم يريدون استمرار حالة الانقسام والفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال تنفيذ عدوانها الشامل على الشعب الفلسطيني للنيل من ارادته وإضعاف عزيمته.
وفي ظل هذه المعطيات بات يتطلب من جميع الفصائل الفلسطينية ودون استثناء احد ادراك خطورة الاستمرار في عدم انجاز المصالحة الفلسطينية وأثارها المترتبة على المستقبل الفلسطيني والعمل على رص الصفوف وتعميق الوحدة الوطنيه وتجاوز المحنة والفوضى وان يقف الجميع وقفة رجل واحد خاصة ان هذه المؤامرات تأتي في ظل اشتداد الهجمة الإسرائيلية وإعلان الحرب المنظمة على الشعب الفلسطيني واستمرار الانقسام الذي يمزق وحدة الصف الوطني ويشتت الامكانيات الفلسطينية ويفتح الابواب للاحتلال للتفرد بالفصائل الفلسطينية وفرض اجندته الخاصة في ظل غياب أي تحرك دولي لوقف هذا العدوان او ادانته.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية