طهران /PNN - رجّح خبراء أن منظومة "إس - 400" التي زودت روسيا بها طهران، لن تردع إسرائيل عن شن ضربات ضد المنشآت النووية أو الإستراتيجية الإيرانية، نظرا لخيارات تل أبيب المتعددة لتجنب هذه المنظومة المتطورة.
ويرى خبراء أمنيون وعسكريون أن لإسرائيل خيارات عديدة لتنفيذ هجماتها ضد إيران، ومنها صواريخ بعيدة المدى، واستخدامها طائرات "F35" الشبحية القادرة على اختراق عمق مناطق غرب إيران على أقل تقدير.
ويرى الخبير الأمني والعسكري، علي الشمري، إن "منح روسيا إيران منظومة الدفاع الجوي المتطورة "إس - 400" سيكون له التأثير الكبير على قدراتها الدفاعية، فهي تعد من بين الأنظمة الأكثر تطوراً في العالم، بفضل قدرتها على التعامل مع أهداف متنوعة مثل الطائرات المقاتلة، والصواريخ الباليستية، والطائرات المسيرة".
وأضاف، أن "إس - 400" يمكنها تتبع العديد من الأهداف في وقت واحد بفضل راداراتها المتطورة، فيما يصل مداها إلى 400 كم، ما يمنح إيران تغطية واسعة قادرة على تعزيز دفاعاتها ضد أي هجمات محتملة من القوى الإقليمية، خصوصاً إسرائيل، التي قد تشعر بتهديد متزايد جراء هذه التطورات".
لكن رغم هذه المزايا، "لا يزال نجاح إيران في تشغيل هذه المنظومة يعتمد على قدرتها على التكامل مع باقي منظوماتها الدفاعية المحلية مثل "باور-373"، بالإضافة إلى التدريب اللازم لتشغيلها بكفاءة"، بحسب الشمري.
وكان وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت، قد أكد في مقطع فيديو نشرته وسائل إعلام إسرائيلية عزم بلاده على استهداف طهران، قائلاً "سيكون هجومنا مدمرا ودقيقا ومفاجئا، لن يفهموا ما حدث وكيف حدث، سيرون النتائج".
وشهدت العلاقات العسكرية بين روسيا وإيران تنامياً كبيراً خصوصاً مع عملهما معا في الملف السوري، الذي أفضى إلى تزويد طهران موسكو بطائرات مسيرة، استخدمتها في الحرب الأوكرانية، وفي المقابل تشير التقارير إلى تزويد روسيا طهران بمنظومة الدفاع الجوي "إس - 400".
ورغم حصول طهران على "إس - 400" إلا أن الخبير العسكري، غسان الموصلي، يرى أنه لن يغير من ميزان القوى بشكل تام.
ويقول "إن "إسرائيل تمتلك قدرات عسكرية متقدمة، بما في ذلك طائرات شبحية مثل F-35 التي تتمتع بقدرات تتفوق على الرادارات التقليدية، وهو ما يعقّد أي محاولات لاعتراضها حتى باستخدام منظومات مثل S-400".
وبين أن "إسرائيل سبق وأن شنت هجمات جوية على مواقع إيرانية أو تديرها إيران في سوريا رغم وجود أنظمة دفاع جوي روسية هناك مثل S-300. وهذا يشير إلى أن امتلاك S-400 قد يعقّد ويزيد من كلفة أي هجوم محتمل، لكنه قد لا يكون بالضرورة رادعاً مطلقاً".
وأشار الموصلي، إلى أن "إسرائيل تعتمد في إستراتيجيتها على تنوّع قدراتها الهجومية والدفاعية، بما في ذلك عمليات التسلل الإلكتروني والهجمات الدقيقة، ما يجعل الضربات الإسرائيلية ممكنة حتى مع وجود S-400 في الخدمة".
ويفصل أقصر مسافة خط جوي بين قلب إيران وإسرائيل ما يقارب (1700) كم، "لذا فإن الخيار الصاروخي سيكون هو الأرجح لا سيما فيما لو أرادت إسرائيل تلافي الأضرار التي يمكن أن تلحقها منظومة S-400".
وستكون الهجمات الصاروخية بعيدة المدى خيارًا في حال قررت إسرائيل تجنب المخاطر المرتبطة بإرسال طائرات مأهولة بالطيارين إلى عمق الأراضي الإيرانية، حيث قد تتعرض لاعتراضات من الدفاعات الجوية المتقدمة.
ويتوقع اللواء والخبير العسكري، مضر العبيدي، أن "تستخدم إسرائيل صواريخ بعيدة المدى إذا قررت تنفيذ ضربات على إيران، خصوصاً إذا كانت تستهدف منشآت حيوية مثل المواقع النووية أو مراكز القيادة العسكرية التي ستكون محمية بعشرات الدفاعات الجوية".
وأضاف العبيدي أن "إسرائيل تمتلك ترسانة من الصواريخ بعيدة المدى مثل صواريخ "جيريكو 3"، التي لها القدرة على حمل رؤوس حربية تقليدية ونووية، وتمتلك مدى يصل إلى 2000 كيلومتر، مما يضع جميع المنشآت الإيرانية ضمن نطاقها".
وأشار إلى أن "إسرائيل قد تستخدم صواريخ "كروز" أو صواريخ موجهة جو-أرض التي تُطلق من طائراتها المتطورة مثل F-35، التي تستطيع تجاوز الدفاعات الجوية الإيرانية مثل "إس - 400".
ويتوقع العبيدي، أن يكون "استخدام الصواريخ بعيدة المدى جزءًا من الإستراتيجية الإسرائيلية التي ستعتمد تحقيق ضربات سريعة ودقيقة قبل أن تتمكن الدفاعات الإيرانية من الرد بشكل فعال".
المصدر / ارم نيوز