بقلم : حمدي فراج أستمد العنوان اعلاه من صفحة احد الاصدقاء في قريته النائية عن القدس في جمعة الغضب انتصارا للاقصى بما يمثل للمسلمين من انه اولى قبلاتهم ، ولكنه "حي على الفلاح" منذ الف وخمسمائة سنة ، غير مقتصر على الجمعة من ايام الاسبوع ، ولا على المسجد الاقصى المبارك او المدينة التي تحتضنه برمتها ، بل على فلسطين ارضا وبحرا وسماء وبشرا وشجرا وحجرا ، قتلا وتدميرا وتهجيرا وتشريدا واستيطانا وإذلالا وإفقارا واعتقالا وتيئيسا و تفتيتا واستكبارا ، وكل ما وسعه قاموس اللغة من مفردات مرادفة . منذ ثمانية ايام ، منعت الصلاة في رحاب الاقصى ، ومنع منه رفع الآذان اربعين مرة ، فقامت قيامة المسلمين والعرب ومن ضمنهم الفلسطينيين ، وعلا صراخهم تنديدا وشجبا واستنكارا ، بعضهم اجرى اتصالاته مع دولة الكيان ، سرا وعلنا ، البعض استنكر العملية ، والبعض قدم "واجب" العزاء في الجنديين الدرزيين القتيلين لامتصاص الغضبة ، ولكن نتنياهو لم يستجب ، فزادت العقيرة الاسلامية و العربية و الفلسطينية الكلامية ، من التنديد الى التهديد ، من ان الاقصى والقدس خط احمر ، لكن نتنياهو الذي عقد اجتماعا مع اجهزته اربع ساعات ، قرر المضي قدما في طريقه ، والابقاء على البوابات الالكترونية ، ضاربا عرض الحائط بكل التفاهمات بما في ذلك الوصاية الاردنية ، و التقارب السعودي المرتقب ، والاتصالات التركية ، والاستنكارات الفلسطينية والتهديدات الغزية والفصائلية ، لكنه اقدم على استدعاء خمسة فرق عسكرية الى القدس ، وألغى الاجازات ، بل وقرر اقامة سواتر حديدية جديدة على مداخل البلدة القديمة ومنع حافلات الداخل من نقل المصلين . كأن نتنياهو اراد ان يظهر الاقزام على حقيقتهم ، ويعلمهم كيف يكون القائد عند مسؤولياته ، وان ما يقومون به مجرد صراخ وزعيق خال من اي مضمون تهديدي حقيقي ، التهديد الحقيقي حين يكون سريا / تخطيطيا كما فعل الجبارين الثلاثة ، وان الاقصى على اهميته عندهم ، لن يعود كما كان عليه الامر خلال الخمسين سنة التي عبرت ، "لقد اعتمدنا قبل ايام قانون عدم تقسيم القدس ، فهل صدقا ان الاقصى لديهم اهم من القدس ؟ الا اذا كان الامر مجرد موجة زعيق سرعان ما تنتهي " ، هذا لسان حال نتنياهو ، ولكن ما لم يرد على لسانه ، بل في مكونات عقله وتلابيب وجدانه "والله لو احرقتم اصابعكم شمعا لي ، فإنني لن اقبل بها ، ذلك ان لدي ما يكفيني من مصابيح الضوء والانارة والارادة " . وبالعودة الى "حي على الفلاح" ، فلقد اعتمدته نساء غزة قبل عدة سنوات ، عندما كانت تنوي اسرائيل قصف احد المنازل بطائراتها ، يتداعين ويجتمعن في البيت المنوي تدميره ، ويحلن بالتالي دون قصفه ، لم يكن البيت مسجدا اقصى ، لم يكن اليوم جمعة ، لكن "حي على الفلاح" كان هو المفتاح .