الشريط الاخباري

مقاطعة أرثوذكسية مربكة ومضطربة للبطريرك ثيوفيلوس في عيد الميلاد

نشر بتاريخ: 06-01-2020 | أفكار
News Main Image

بقلم/ الصحافي حسن عبد الجواد

دعوة للالتزام بقرارات المجلس الوطني الأرثوذكسي

مقاطعة أرثوذكسية مربكة ومضطربة للبطريرك ثيوفيلوس في عيد الميلاد

فيما تحتفل الكنائس الأرثوذكسية التي تسير على الحساب الشرقي،" السريان الأرثوذكس والأقباط الأرثوذكس و الأحباش الأرثوذكس " اليوم، بعيد الميلاد المجيد، وسط استقبال شعبي ورسمي وكشفي تشهده ساحة المهد، وسط مدينة بيت لحم هذا العام ، والتي اعتادت بلدية بيت لحم على تنظيمه، بالتعاون مع الجهات الرسمية، والمؤسسية على تنظيمه ورعايته، في كل عام، تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية، وللسنة الثالثة على التوالي، وسط مقاطعة مؤسساتية وكشفية أرثوذكسية للبطريرك ثيوفيلوس الثالث، احتجاجا على بيوعاته وتسريباته للشركات الاستيطانية.

لكن أهم ما يميز هذه المقاطعة هذا العام، أنها كانت في بعض جوانبها أصيلة وملتزمة بوثيقة المؤتمر الوطني الأرثوذكسي، الذي عقد في بيت لحم في أكتوبر 2017 ، وفي أخرى متذيله ومترددة ومربكة، اقل ما يقال فيها أنها تمس وحدة حراك المؤسسات العربية الأرثوذكسية، وتوحي بتحقيق البطريرك ثيوفيلوس وأركان سلطته البطريركية المتنفذة اختراقات نسبية في جسم الحراك العربي الأرثوذكسي الموحد.

وقد يقول البعض، أن عدم الحديث في هذا الموضوع او تناوله أفضل من طرحه للنقاش والحوار، إلا أن إصلاح الخلل وعلاج تشوهات موقف الحراك الأرثوذكسي، خلال العامين الأخيرين، تتطلب بداهة وقفة جماعية جادة ومسؤولة، وربما في بعض الأحيان مبضع جراح.

لقد شكل غياب الحراك العربي الأرثوذكسي، والنضال الموسمي للمجلس المركزي الأرثوذكسي، وللهيئات التي تشكت بعد المؤتمر الأرثوذكسي، فراغا فسح المجال واسعا، لبطانة البطريرك المعزول شعبيا، ولأصحاب الأدوار المركبة بان تعتلي صهوة حصان الدفاع عن حقوق الرعية الأرثوذكسية، ومهاجمة قرارات المؤتمر.

قد تبدو بعض الأسئلة محرجة للبعض حول موسمية هذا النضال والحراك، الذي غابت عنه المسؤولية الجماعية، كما هي الأسئلة حول ماهية وجدوى وأبعاد الدور الذي تلعبه الهيئة الرئاسية للشؤون المسيحية، في صياغة الموقف الوجودي لأبناء شعبنا المسيحيين، وهل من الحكمة أن تلعب هذه اللجنة كل الأدوار، وخصوصا الدور الاحلالي والبديل للموقف الشعبي والمؤسساتي، في التصدي لبيوعات وتسريبات البطريرك ثيوفيلوس الثالث وأعوانه في البطريركية الأرثوذكسية، ام أن دورها التكاملي هو الأكثر نجاعة وجدوى لهذه القضية التي لا يختلف اثنان على أهميتها الوطنية لشعبنا.

إن الوثيقة التي أطلقها المؤتمر الوطني الأرثوذكسي وثيقة وطنية مرجعية بامتياز، ولم يعفو عليها الزمن، وما تبع ذلك من حراك وفعاليات ومواقف احتجاجية في بيت لحم والقدس وبيت ساحور وبيت جالا والقدس، والناصرة، واللد، وحيفا وغيرها، وفي الشتات، ومواقف رؤساء بلديات بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور على مدى ثلاث سنوات، وموقف المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي ، شكلت الحاضنة والسياج الوطني للموقف الشعبي والمؤسساتي الوطني الأرثوذكسي.

إن القضية العربية الأرثوذكسية، والتي تتعلق ببيوعات ثيوفيلوس وبطانته الفاسدة في القدس وفي كل فلسطين التاريخية، هي قضية وطنية بامتياز، وان حرية العرب الأرثوذكس لن تتحقق إلا بحماية أوقافهم في القدس وفي كل فلسطين من عمليات البيع التي تقودها البطريركية، وبالتمسك بالقدس تاريخا وحضارة وعاصمة للدولة الفلسطينية، وان الموقف العملي والواقعي، يتطلب في ظل المخاطر الوجودية التي تتهدد مصير وحقوق أبناء شعبنا الفلسطيني من العرب الأرثوذكس جراء السياسة البطريركية المتنفذة التي يقودها البطريرك ثيوفيلوس، العودة إلى وحدة المؤسسات العربية الأرثوذكسية، استنادا لقرارات ووثيقة المؤتمر العربي الأرثوذكسي، وقرارات المجلس الوطني الفلسطيني والمركزي.

شارك هذا الخبر!