القدس المحتلة /PNN/ قال مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، زياد الحموري ان مخططات الاحتلال بالبدء بمشاريع استيطانية سياحية في باب الخليل بالقدس المحتلة تمثل مخاطر حقيقة على مدينة القدس كعاصمة لفلسطين تعلن فيها دولة الاحتلال عن انتهاء أي أمل لعاصمة فلسطينية وعاصمتها شرقي القدس المحتلة، وأنها ماضية في خطتها بتهويد المدينة لتكون عاصمة موحدة للدولة العبرية، تنفيذا لخطة الضم.
وكانت ما تسمى بـ"لجنة التخطيط والبناء" في بلدية الاحتلال أقرت في بداية الأسبوع الحالي مشروعاً تهويدياً في باب الخليل، أحد أبواب البلدة القديمة بالمدينة، وخصصت له ميزانية بمبلغ 40 مليون شيكلا ( أكثر من 12 مليون دولار).
وجاء إعلان بلدية الاحتلال إن هذا المشروع سياحي، بهدف تطوير القطاع السياحي في المنطقة، وأنها أكملت كافة الأمور اللوجستية من مخططات ومعدات، لبدء تنفيذ المشروع خلال العام الحالي 2022.
وبحسب الحموري، فإن الهدف من هذا المخطط ليس إحكام الربط بين شقي المدينة فقط، وإنما تعزيز لمشاريع الاقتصادية الاستيطانية في المدينة، والسوق التجاري الذي بني في المنطقة والموصول بباب الخليل.
والأخطر من ذلك كما يقول الحموري، هو الخشية من تسليم الفنادق العربية التي سيطرت عليها سلطات الاحتلال بعد تسريبها من الكنيسة، وهي فندق "البتراء" الذي تستأجره عائلة قرش المقدسية، وفندق "الإمبريال" الذي تقوم بإدارته عائلة الدجاني، تسليمه للجماعات الاستيطانية لإدارتها وبالتالي السيطرة الكاملة على ساحة عمر بن الخطاب.
وأيضا يشمل المخطط إقامة مواقف للسيارات للمستوطنين في الساحة الرئيسية مقابل كنيسة الأرمن، تمهيدا لبناء فندق استيطاني كبير، وهو ما سيكون "القشة التي قسمت ظهر البعير" كما يصف الحموري، ويحكم قبضة المستوطنين على المدينة المقدسة.
وباب الخليل هو ثاني أكبر الأبواب وأجملها في سور القدس بعد باب العامود، ويقع في الحائط الغربي للبلدة القديمة، وبُني الباب من حجارة مماثلة أبواب البلدة القديمة، التي تتميز بحجمها الضخم ولونها المشابه للون الرمال، حيث يبلغ ارتفاع المدخل 6 أمتار، ويرتفع السور ستة أمتار أخرى، يتكون من فتحة مدخل يعلوها عقد حجري مدبب، نقش عليها اسم السلطان العثماني سليمان القانوني الذي بنى هذا الباب.
ويشكل هذا الباب أيضا المدخل الرئيس للمدينة وتاريخها العريق، ويطلق عليه باب الفتوحات الإسلامية و "الغزاة"، حيث دخل منه الخليفة عمر بن الخطاب حين فتح القدس، وفي المنطقة وفي المنطقة أشهر ميادين البلدة القديمة وهي ساحة عمر بن الخطاب.
مشاريع سياحية استيطانية
وهذا المشروع الذي يسوق الاحتلال له على أنه مشروع سياحي لتجميل المدينة، يراه مدير الخرائط بجمعية الدراسات العربية خليل التفكجي، على أنه "احتلال للحواس".
وتابع في تصريحات له:" نحن اليوم أمام مشروع استيطاني بشكل جديد، فهو مشروع لبناء وحدات استيطانية وانما تغيير معالم المكان، وهو ما نطلق عليه الان احتلال الحواس، أي ان الجانب الاسرائيلي يريد ان يؤثر على السائح القادم إلى المدينة من خلال حواسه، بأن يكون كل ما يراه ويسمعه في المكان ذو طابع يهودي".
وبحسب التفكجي فإن هناك مخطط إضافي للفندق الذي أشار إليه الحموري، وهو متحف سياحي" برواية استيطانية يهودية".
ومخططات تهويد باب الخليل ليست بالجديدة، فقد بدأت منذ احتلال الشق الشرقي من المدينة في العام 1967 عندما تم مصادره المنطقة وإزالة "حي الشماعة" أو ما كان يعرف بالمنطقة الصناعية الفلسطينية التي بنيت في القدس من قبل العام 1948.
وقال التفكجي إن المخطط اليوم إن يكون التغيير ملموس، فالاحتلال لا يقوم بدمج شقي المدينة من خلال البنية التحتية وإنما من خلال المشاريع التعليمة والاقتصادية ونمط البناء، بحيث يأتي الزائر من غربي القدس إلى شرقيها عبر باب الخليل دون أن يلحظ الفرق، ولا يشعر باختلاف أو أنه دخل الى منطقة فلسطينية، وبالتالي تغيير كامل للمنطقة التي حافظ عليها العرب والمسلمين منذ آلاف السنين وحتى الان.
والهدف الغير معلن من هذا المخطط أيضا، كما يقول التفكجي، هو تشجيع المستوطنين على القدوم والعيش في منطقة شرقي القدس.