بيت لحم /PNN/ ما تزال متحورات فيروس كورونا تطفو على السطح، مبددة كافة التوقعات بانتهاء الوباء الذي حاصر العالم أجمع، وتسبب في خسائر في الأرواح، وآخرها متطور الفيروس "أوميكرون" المتحور، حيث يؤكد العلماء أن خطورته ليست كبيرة مقارنة بالمتحورات السابقة لفيروس كورونا، مشددين على أن آخذي لقاحات كورونا أو المتعافين من المرض لديهم مناعة ضد الأشكال الأخرى للفيروس التاجي، وربما الطفرة التالية.
ليس الأخير
الدكتور أيهم أبو ليلة، المختص في علم الأحياء الدقيقة الطبية والأمراض المعدية، وعضو اللجنة الأوروبية لمتابعة جائحة كورونا، أكد أن "أوميكرون" ليس النسخة الأخيرة من الفيروس التاجي، مشيرًا إلى أنه قد ينتج عنه متحورات أخرى أكثر عدوى وانتشارًا.
وبيّن أبو ليلة خلال ندوة علمية عبر "زوم"، أن الوباء سيبقى ملازمًا للبشرية على المدى البعيد، مشددًا على أن الإجراءات الاحترازية هي الحل الوحيد للحد من تفشي الفيروس ومتحوراته المختلفة.
وقال إن: "أوميكرون" فيروس جديد أسرع في خاصية الانتشار من باقي المتحورات الأخرى، ويتميز بالأعراض الخفيفة، كما أن فترة الحجر الخاصة به لا تتجاوز الأسبوع.
الشبح واللقاح الشامل
وأضاف د. أبو ليلة، أن هناك لقاح خاص لفيروس "أوميكرون"، مشيرًا إلى أنه يجري حاليًا تصنيع لقاح شامل لجميع أنواع المتحورات من فيروس كورونا.
وأوضح أن هناك متحورًا جديدًا بدأ بالتفشي في بعض الدول الغربية، يطلق عليه (BA.2) ويسمى الشبح لأنه من الصعب الكشف عنه، إلى جانب انتشاره البطيء، لافتًا أن أعراضه شبيهة بالإنفلونزا.
تطور الفيروس
وحول لقاح كورونا، كشف أن الدراسات تشير إلى أن كل 18 مريضا دخلوا العناية المركزة، منهم 17 حالة لم يتلقوا لقاح كورونا وحالة واحدة تلقت اللقاح، محذرًا أن عدم أخذ اللقاح يزيد تطور الفيروس لدى المريض.
ولفت د. أبو ليلة، إلى أن "هناك نفور من الإقبال على اللقاحات، مبينًا أن فرصة تطور المرض أقل عند الأشخاص الذين تلقوا اللقاح، ومن الملاحظ أن الغالبية العظمى من المصابين داخل العناية المركزة من غير المتلقين للقاح".
الجرعة السنوية
كما بيّن أن اللقاحات تجعل الجسم يفرز أجسام مضادة ويحفز الخلايا التائية، مشيرًا إلى أن الجرعة المعززة من اللقاح تعزز فرصة الحماية من (6 شهور- سنة)، فيما نصح المواطنين بتلقي أول تطعيم من لقاح "استرازينيكا" والثاني من "فايزر"، مؤكدًا أن ذلك يزيد من قوة المناعة الخاصة في الخلايا التائية، ويعطي نتائج أفضل في الحماية من فيروس كورونا .
ونصح عضو اللجنة الاوربية لمتابعة كورونا، المواطنين بتلقي الجرعة الأولى والثانية من لقاح كورونا بشكل أساسي، مضيفا أن هناك جرعات منشطة تحتوي على الجينوم الخاص بأوميكرون.
وكشف أن "لقاح كورونا سيكون عبارة عن جرعة سنوية للجميع، ومن الممكن أن يكون للفئات المعرضة للخطر وخط الدفاع الأول.
متلازمة كورونا
وبشأن الآثار الجانبية لفيروس كورونا بعد التعافي، أوضح د. أبو ليلة، أن هناك ما تسمى متلازمة كورونا، والمرتبطة بأعراض تستمر ما بعد التعافي من الوباء، لافتًا أنها قد تؤثر على القلب والعضلات والأعصاب، إلى جانب فقدان حاستي الشم والتذوق.
وأشار أن هذه المتلازمة سجلت لدى عدد قليل من مرضى كورونا، مبينًا أنها قيد الدراسة لحداثة التعامل مع فيروس كورونا، فضلًا أنها تحتاج لمتابعة دورية عند الطبيب.
وحول إصابة الأطفال بكورونا وعدم ظهور أعراض عليهم وينقلون الفيروس، قال د. أيهم: "هناك نظريات أن الطفل يتعرض لكورونا بأعراض خفيفة لا تذكر، وكلما كبر في السن زادت الأعراض، كما أن عدد المستقبلات في الرئتين لدى الأطفال أقل منها لدى كبار السن، ما يجعله أكثر مقاومة للوباء".
وتابع: "ونلاحظ عندما يتعرض كبار السن للإصابة بفيروس كورونا يقوم جهاز المناعة بردة فعل عنيفة تجاه الوباء "تسمى العاصفة السايتوكاينية"، والتي تفرز مواد كيميائية مناعية.
أثره على الحوامل
وعلى صعيد أثر كورونا على الحوامل، أكد أنها أكثر عرضة لمضاعفات كورونا، لأن الحمل يضعف جهاز المناعة، وقد يؤدي لزيادة المخاطر على الأم، لافتًا أن كورونا لا ينتقل عبر الأم للجنين.
ومن المتوقع في الصيف المقبل أن تنهي الكثير من الدول حالة الطوارئ المفروضة لديهم والتعايش بشكل دائم مع الفيروس، مبينًا أن الوباء لن ينتهي وإنما ستقل نسبة الإصابات.
وختم طبيب الأمراض المعدية، قوله: "كلما زاد عدد المصابين غير الملقحين بفيروس كورونا، زادت فرصة خلق فيروس وطفرات جديدة.