الخليل/PNN / إكرام التميمي - في الذكرى المؤلمة الثامنة والعشرون لمجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف، في قلب البلدة العتيقة من مدينة الخليل، نظمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني"فتح" إقليم وسط الخليل؛ فعاليات وطنية وتنظيمية تؤكد خلالها على أهمية المكانة التاريخية والإسلامية والعربية الفلسطينية للمقدسات الفلسطينية والممثلة بالعاصمة الأبدية لدولة فلسطين القدس؛ ودعت جماهير شعبنا بشد الرحال والصلاة في المسجد الأقصى، والمسجد الإبراهيمي الشريف بالخليل.
كما حملت الشرعية الدولية والمجتمع الدولي المسؤولية عن جرائم المستوطنين والاحتلال الإسرائيلي عبر الصمت المخجل عن الجرائم التي أوقعها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، ومطالبة العالم الحر بالوقوف أمام مسؤولياتهم ومسائلة الاحتلال عن سياساته العنصرية والدموية ضد البشر والحجر والشجر، وسياسة الفصل العنصري، والتهويد والاستيطان، وسياسة التغيير الجغرافي والديمغرافي لفلسطين وشعبها الأصلي ومعالمها التاريخية ومقدساتها، ومحملة المسؤولية للاحتلال عن عدم استتباب السلام والأمن والعدالة في الأرض الفلسطينية المباركة مهبط الرسالات السماوية والتي جاءت للحفاظ على كرامة البشرية وإعلاء لكلمة الحق بين الناس ولتكريس العدالة والتي ينكرها الاحتلال بل ويمعن في تأجيج العنف عبر تشجيعه وحمايته للمستوطنين.
يستذكر العالم أجمع وفلسطين خاصةً ومدينة الخليل الواقعة جنوب الضفة المحتلة تحديداً، عملية القتل الجماعي التي ارتكبها مستوطن عام 1994 داخل الحرم الإبراهيمي، والتي اُستشهد فيها 29 مصلياً وجرح 15، واستغلت سلطات الاحتلال الحادث لتقسيم الحرم بين المسلمين واليهود، تقسيماً مكانياً وزمانياً وممارسة سياسات التهويد والاستيطان بمدينة الخليل ومحيطها.
وإحياءً لذكرى شهداء هذه المجزرة المؤلمة، طالبت حركة فتح أبناء شعبنا بالتوافد للصلاة فجر اليوم الجمعة 25\2\2022، ضمن فعاليات متواصلة " فجر الرباط العظيم" و شارك بالصلاة كل من عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد سعيد التميمي، والشيخ حاتم البكري وزير الأوقاف والشؤون الدينية ، ولجنة إقليم وسط الخليل، وجماهير شعبنا وذلك تذكيرا في فجر الجمعة الـ 25 من فبراير/شباط 1994 الموافق الـ 15 من رمضان 1415 للهجرة. وفي السياق ذاته؛ دعت حركة فتح لمسيرة شعبية بعد صلاة ظهر اليوم الجمعة، تنديدا منها على هذه الجريمة النكراء، وجددت حركة فتح لأبناء شعبنا العهد والوفاء بصون الأرض والمقدسات والانتصار للعدالة ووفاء للتضحيات الكبيرة لأبناء شعبنا.
وفي ذكرى المجزرة قال: مفوض المنظمات الشعبية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء توفيق الطيراوي،" في ذكرى المجزرة نعلي الصوت من الحرم الإبراهيمي الشريف وله بأن أبناء البلاد حراسها لا يهونون ولا يتعبون حتى الحرية والاستقلال من أول الثورة والتي تأتي ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي في ذكرى أحد فرسانها أحمد الشقيري حتى آخر الدولة".
وفي سياق متصل، عقدت حركة فتح اجتماعاً تنظيمياً في مبنى محافظة الخليل مساءً، بدعوة وحضور من أمين سر الإقليم عماد خرواط وأعضاء لجنة إقليم وسط الخليل، تخلل الاجتماع نقاشاً موسعاً مع كوادر الحركة والذي ضم كل من أمناء سر وأعضاء لجان المناطق التنظيمية، وأمناء سر وأعضاء المكاتب الحركية، ولجان المرأة، والشبيبة في الجامعات، حيث تم خلاله بحث عدد من الأمور الداخلية، واستعراض جدول أعمال لجنة الإقليم أمام الحضور، بهدف الإطلاع على التوصيات من القاعدة الجماهيرية وليتم رفعها إلى صانع القرار والقيادة الفلسطينية، و ليتم دراسة سبل تعزيز دعم صمود أبناء شعبنا في الخليل.
وتأتي هذه الاجتماعات الدورية في إطار التواصل الجماهيري، و حرصا من حركة فتح على توظيف كافة القدرات والإمكانيات المتاحة لديها في بسط السلم الأهلي والأمن الغذائي، والمستلزمات والاحتياجات الأساسية، وتطوير قدرات الخدمات الحكومية والمجتمعية وفي المجالس البلدية، والتي من شأنها أن تساعد في تعزيز صمود أبناء شعبنا في مدينة الخليل، ولا سيما في المناطق المحاذية للاستيطان والمستوطنات، والبلدة القديمة وتل ارميدة، وكافة المناطق التي تتعرض لانتهاكات واعتداءات الاحتلال والمستوطنين.
وقالت حركة فتح إننا جنود في خدمة هذه المدينة ومن أجل الوفاء لمسيرة الشهداء وعذابات الجرحى والأسرى، وسنبقى على العهد حتى تحقيق العدالة والحرية والكرامة الإنسانية لأبناء شعبنا، وسنعمل جنبا إلى جنب مع قيادتنا والتي تحرص وتعمل على حماية أبناء شعبنا وتسعى لتحقيق الاستقلال، ونطالب المجتمع الدولي بدعم حقوق الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة، وضمان إنفاذ القوانين والمواثيق والمعاهدات التي تدعو لحماية شعبنا وإنهاء الصراع مع الاحتلال ومستوطنيه.
جدير بالذكر، بأن من نفذ هذه الجريمة هو المستوطن "باروخ غولدشتاين" والذي دخل المسجد وانتظر حتى سجد المصلون وفتح نيران سلاحه الرشاش عليهم وهم سجود، في نفس الوقت قام آخرون بمساعدته في تعبئة الذخيرة التي احتوت "رصاص دمدم" المتفجر، واخترقت شظايا القنابل والرصاص رؤوس المصلين ورقابهم وظهورهم.
"وبعد انتهاء المذبحة، أغلق جنود الاحتلال الموجودون في الحرم أبواب المسجد لمنع المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى".
"وأثناء تشييع ضحايا المجزرة، أطلق الجنود الإسرائيليون رصاصا على المشيعين فقتلوا عددا منهم، مما رفع عدد الضحايا إلى خمسين قتيلا و150 جريحا".
"وعقب المجزرة وفي اليوم نفسه، تصاعد التوتر في مدينة الخليل وقراها وكافة المدن الفلسطينية وداخل مناطق الخط الأخضر، وقد بلغ عدد القتلى نتيجة المصادمات مع جنود الاحتلال حينها ستين شهيدا".
"ويوم 18 مارس/آذار 1994، صادق مجلس الأمن الدولي على قرار يدين مجزرة الحرم الإبراهيمي، ويدعو لاتخاذ إجراءات كافية لحماية الفلسطينيين" .