بيت لحم/PNN-نجيب فراج- كان مشهد غياب التلميذ محمد رزق صلاح عن مقعده في اليوم الاول ما بعد استشهاده مشهدا حزينا مؤثرا رغم تكراره في العديد من الاحداث حيث يواصل جيش الاحتلال استهداف الاطفال وتلاميذ المدارس وتغييبهم وفي اليوم التالي يجلس الطلبة في صفوفهم بدون زميلهم الشهيد التي توضع صورته في مقعده في مشهد بات يتكرر ومع ذلك فلا يمكن التغاضي عن حجم الحزن الشديد مع كل تلميذ تغيبه رصاصات المحتل.
صباح الخميس جلس طلبة الصف السابع الاساسي في مدرسة الشهيد سعيد العاص ببلدة الخضر من دون زميلهم الشهيد محمد صلاح الذي بقي مقعده فارغا فوضعت عليه صورته وعلم فلسطيني وكوفية فلسطينية ولم تقوى ايدي زملائه ان تفتح الحقائب وتخرج الكراريس منها وكأنه احد مظاهر الغضب على الجريمة الاسرائيلية الجديدة التي طالت محمد بعد استهدافه من قبل قوات الاحتلال قرب جدار الفصل العنصري بالبلدة فاصيب برصاصة ادى الى استشهاده وذلك مساء الثلاثاء وقد شيع جثمانه عصر الاربعاء في جنازة حاشدة ودامعة في ذات الوقت.
الخطر الدائم
مديرية التربية والتعليم في محافظة بيت لم نظمت زيارة الى المدرسة والالتقاء بزملاء الشهيد في محاولة لتحشيد معنوياتهم والتضامن معهم وقد تكون الوفد من النائب الإداري لتربية بيت لحم بسام جبر و رئيس قسم الإرشاد في التربية معاوية عواد و بعض المرشدين و بحضور مدير المدرسة إبراهيم شوشة؛ حيث زار الوفد الصف السابع الأساسي مقدمين التعازي لهم بهذا المصاب الجلل وقال المربي جبر " انه لامر جلل ان نقف بهذه المناسبة الحزينة لنقدم لكم التعازي بهذا الشهيد الطفل محمد الذي يتسم بخلق عظيم وبانتماء كبير لوطنه وحبه له والدفاع عنه بصدره العاري، هذا الاستشهاد ان دل على شيء فانه يدل بوضوح على ان حراب الاحتلال تشكل خطرا على ابناء شعبنا ومن بينهم تلاميذ المدارس وخاصة تلك التي تقع بمحاذاة خطوط التماس وهي كثيرة ومن بينها مدارس الخضر والتي فقدت العديد منهم ضحايا او جرحى باعاقات دائمة وما يحصل ايضا في مدارس اللبن الشرقية وكذلك تقوع وغيرها من المدارس انما يؤكد ان طلبتنا بحاجة الى من يحميهم ويضمن لهم الامن وحرية الحركة والوصول الى مدارسهم بامان وسلام ودون ان يكون هناك قلقا عليهم من قبل عائلاتهم، والشهيد محمد صلاح كان ضحية هذه الحراب المسلطة في وجهونا وعلى صدورنا وصدور ابنائنا ، ونحن جئنا اليوم لنشد من ازر تلاميذنا الذين يشعرون بمرارة كبيرة ازاء هذا القتل الاسود الذي يمارسوه جنود الاحتلال".
معنويات عاليه
وكان الشهيد صلاح قد اطلقت النار عليه قرب جدار الفصل العنصري من قبل قوات الاحتلال في البلدة وحسب والده رزق وهو اسير محرر وسبق له ان اعتقل لدى سلطات الاحتلال ثماني سنوات فانه ولدى سماعه عن اصابة نجله هرع الى مكان الحادث لمعرفة ما يجري وق شاهد نجله على الارض من دون ان يقدم له العلاج السريع وقد صوب الجنود باتجاهه بنادقهم واجبروه على المغادرة وقال ان نجله اصيب برصاصة في خاصرته من الخلف وخرجت من منطقة بطنه وهذا معناه ان الرصاصه اطلقت باتجاهه وهو مدبر او مغادر اضافة الى انه نزف دماء كثيرة ولو قدم العلاج له بالوقت المناسب لما ادى الى استشهاده، ومن ثم جرى احتجاز الجثمان وماطلوا في تسليمه ليلة كاملة وقد سهرنا ونحن ننتظر طوال الليل ومن ثم عادت قوات الاحتلال لتعلن انها غيرت موقفها قبل ان يتم وقف المواجهات الغاضبة التي اندلعت عقب استشهاده وهذا كله يدل على مدى التغول بتعذيب شعبنا وحتى الذين يستشهدون منا وما احتجاز جثامين الشهداء الا دليل على ذلك.
دولة مارقة وقال رزق والذي يتمتع بمعنويات عالية اثارت انتباه كل الحشود الذين شاركوا في تشييع الجثمان والحضور الى بيت العزاء"ما هذا الجندي الذي يخاف من طفل ليطلق النار عليه ، هذه الدولة العنصرية لم تتعرض الى اي امتحان حقيقي، ولو هناك دولة واحدة ارادت محاربتها لهزمتها"، وقال "انني اعتقلت في سجون الاحتلال وكذلك اعتقل ابني صلاح وها ابني محمد يرتقي شهيدا وهذا ان دل على شيء فانما يدل على ان شعبنا لم يتغير عليه اي شيء في عصر ما يسمونه بالسلام فهذه الدولة مارقة وماضية في استهداف شعبنا".
الاطفال يدفعون الثمن
وتعتبر منطقة الجدار العنصري منطقة خطرة على المواطنين بشكل عام وعلى الاطفال بشكل خاص وهذا ما يقوله الناشط ضد الجدار والاستيطان في البلدة احمد صلاح لمراسل "القدس" وقال انه وقبل الشهيد محمد هناك العديد من الاطفال الذين كانوا ضحية لجنود الاحتلال والمستوطنين على حد سواء والذين يمرون ول البلدة في الشوارع الالتفافية وما اكثرها فقبل ثلاث سنوات اطلق الجنود النار على الطفل محمد حسين صلاح"14سنة" واصيب برصاصة متفجرة في ساقه ادى الى بترها ومع ذلك قام الجنود بنقله الى المستشفى وبترت ساقه هناك وحوله الى الاعتقال اضافة الى اصابة الطفلين محمد رامي صلاح وخالد محمد غنيم باعاقة مستمرة في اقدامها حيث اطلقت النار باتجاههما قبل نحو العام ، كما استشهدت الطفلة لمى موسى "6 سنوات بعد ان دهسها مستوطن امام بيتها في الشارع الملتف قرب منزلها في حي ام ركبة"، وقال " الحديث يطول عن هذه الجرائم اضف الى ذلك الاجراءات المشددة بحق طلبة المدارس القريبة ومنعهم من الوصول الى مدارسهم بحرية واقدام الجنود على اعتقال العشرات من التلاميذ وزجهم خلف القضبان، وباختصار ان منطقة الجدار منطقة خطيرة وهس تلف البلدة من كل النواحي وحولها الجنود الى ثكنة عسكرية وبالتالي ما حدث مع الشهيد محمد لا يمكن ان نقول انه ربما سيكون الاخير لان الخطر داهم علينا باستمرار.