رام الله/PNN- أكد الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د. واصل ابو يوسف، في ذكرى اعلان وثيقة الاستقلال ان هذه المناسبة هي تأكيد على مواصلة شعبنا لمقاومته الوطنية بكافة أشكالها حتى زوال الاحتلال، وإنهاء معاناته التاريخية، معتبرا أن اللحظة التاريخية باتت مهيأة أمام العالم لتقويم اعوجاج التاريخ.
وقال ابو يوسف في حوار مع قناة فلسطين ان اعلان الوثيقة التي خطها الشهيد الشاعر محمود درويش واعلانها الرئيس الشهيد ياسر عرفات في دورة المجلس الوطني التوحيدي في الجزائر عام 1988 كانت مفصل هام جدا في تاريخ الشعب الفلسطيني
واضاف ان ذكرى وثيقة اعلان الاستقلال اتت بعد مسيرة كبيرة دفع ثمنها الشهداء والاسرى والجرحى، واكدت على استقلالية القرار الفلسطيني ومنظمة التحرير التي وحدت الشعب الفلسطيني في الشتات والداخل.
واشار ان ذكرى اعلان وثيقة الاستقلال تتزامن مع ذكرى استشهاد الرمز ياسر عرفات، مؤكداً أن أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات وكل أحرار العالم جميعا يفخرون بقائدهم ياسر عرفات، ويستذكرون الرمز الذي طبع باسمه وكوفيته القضية الفلسطينية واعلان وثيقة الاستقلال، ودافع عن الثوابت الوطنية وفجر الثورة الفلسطينية منذ بدايتها، وشكل صمام أمان للوحدة الوطنية الفلسطينية في ظل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وخاض كل معارك الدفاع عن الثورة الفلسطينية من المؤامرات، ونسج علاقات مع كافة حركات التحرر في العالم.
ولفت ابو يوسف انه بعد اعلان وثيقة الاستقلال واثناء دورة المجلس الوطني فقدت الجبهة القائد الامين العام طلعت يعقوب الذي كان يحضر المجلس اثر نوبة قلبية، ولا شك أن استشهاده شكل خسارة كبيرة جداً، ليس للجبهة فحسب، بل للحركة الوطنية الفلسطينية، وللشعب الفلسطيني، وللأمة العربية، مشيراً إلى أن القائد الشهيد كان يشدد على الوحدة الوطنية والحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية ونحن اليوم نواصل مسيرة الشهيد الامين العام لتحقيق كافة الأهداف والمبادئ والمثل التي ضحى من أجلها وكافة الشهداء وفي مقدمتهم الامناء العامين فارس فلسطين ابو العباس والقائد الكبير ابو احمد حلب، وكل الشهداء القادة ومناضلي وابناء شعبنا.
وشدد على ضرورة ان تبقى وثيقة اعلان الاستقلال هي البرنامج العملي لخطواتنا والاستمرار في مسيرة النضال والتمسك بالثوابت التي حافظ عليها القادة الشهداء وفي طليعتهم الرئيس الشهيد الرئيس ابو عمار الذي قدم حياته من اجلها، من خلال دعم الحركة السياسية التي تقوم بها القيادة الفلسطينية وخاصة ان فلسطين اصبحت في قلب العالم، وسوف نحقق الانتصار، وانه لا سلام ولا استقرار دون تحقيق حقوق شعبنا كاملة غير منقوصة.
ولفت ابويوسف ان اللجنة السياسية لمنظمة التحرير تواصل اجتماعاتها وهي قدمت اقتراحاتها للجنة التنفيذية التي اعتمدت توصيات اللجنة السياسية الذي تقضي بالتنفيذ الفوري بتحديد العلاقات الأمنية والسياسية والاقتصادية مع سلطة الاحتلال الإسرائيلي، التي أكدت عدم إمكانية استمرار الأوضاع على ما هي عليه.
وأضاف أبو يوسف ان اللجنة السياسية استندت لقرارات المجلس المركزي إنهاء الاتفاقيات الانتقالية بما فيها الامني والاقتصادي، وكلمة الرئيس محمود عباس امام الامم المتحدة بان الفلسطينيين غير ملتزمين بالاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل بما انها غير ملتزمة فيها، لذلك فان التوصيات التي وضعتها اللجنة السياسية واعتمدتها اللجنة التنفيذية تقضي بالبدء الفوري بالتحلل من كل الاتفاقيات.
وتابع أبو يوسف أن اللجنة السياسية وضعت اليات لها علاقة بالارتقاء من الدم الفلسطيني الذي ينزف الان، فيما تواصل سلطات الاحتلال اعداماتها الميدانية.
ولفت إن ما يحصل على الارض يتطلب ان يكون هناك تنفيذ سريع سواء بالخطوات السياسية بالتوجه إلى المجتمع الدولي ومجلس الامن والمحكمة الجنائية ومجلس حقوق الانسان أو على صعيد ترتيب الوضع الداخلي بتنفيذ القرارات التي اتخذتها اللجنة التنفيذية للتخلص من كل الاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل، وأيضاً بترتيب الوضع الداخلي في المضي قدماً في إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية، وصولا لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وقال ابو يوسف ان الانتفاضة الشعبية اتت بعد عدة هبات متواصلة لشعبنا لم تتوقف منذ حرق الشهيد محمد ابو خضير بالقدس مرورا بحرق عائلة دوابشة في نابلس وكذلك الاعدامات التي تنفذها قوات الاحتلال بحق شبابنا وصولا الى ما تقوم به حكومة الاحتلال هي محاولات لفرض الامر الواقع والاستيطان والمصادرة وتهويد مدينة القدس وجر المنطقة الى حرب دينية، مضيفا " نحن في القيادة وحسب قرارات الشرعية الدولية نؤكد ان كل هذا الاستيطان غير شرعي وان ممارسات الاحتلال لن تنجح في منع اقامة دولة فلسطينية.
ورأى ان الشعب الفلسطيني استعاد زمام المبادرة، ففاجأ حكومة الاحتلال الفاشية المتغطرسة، وأربك حساباتها، وهز كامل منظومتها ، من خلال هبته الشعبية ،الأمر الذي يُحتّم على الفصائل والقوى تحديد رؤية موحدة حول الأهداف في سياق تعزيز الانتفاضة بما يصون دماء وتضحيات أبناء شعبنا وفي مقدمتهم الشباب الفلسطيني، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنّ الفصائل تُدرك جيداً وعلى ضوء التجارب السابقة، ألاّ تستعجل عسكرة الهبّة أو الانتفاضة، على أن يُترك الأمر رهن التطورات، وما يتمّ الاتفاق عليه في أولويات عناوين المقاومة ومندرجاتها وأدواتها وأشكالها، اضافة الى التحرك على المستوى الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي المتصاعد ضدّ الشعب الفلسطيني، وكل ذلك يتطلب ترتيب البيت الداخلي من خلال تطبيق اتفاقات المصالحة وتشكيل حكومة وطنية وإجراء الانتخابات، ، وتفعيل وتطوير منظمة التحرير، وفرض العزلة حول الكيان الإسرائيلي، في ظل تزايد وتيرة مقاطعته على مختلف الأصعدة.
وانتقد ابو يوسف ما اعتبره صمتاً دولياً مريباً إزاء ما يجري من عدوان وجرائم من قبل الاحتلال ومستوطنيه، وأمام ما يرتكبه الاحتلال وعصابات المستوطنين الفالتة من كل عقال من إعدامات وتصفيات ميدانية وعمليات القتل والجرح والاعتقال والاقتحام وتدمير البيوت والحصار وتقطيع الأوصال، صارت مشهداً يومياً، وجرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية بحق أبناء الشعب الفلسطيني اتخذت طابع الإبادة الجماعية والتدمير الشامل، اضافة الى عمليات الاستيطان والتهويد والتفريغ في الضفة، وقلبها القدس، تجاوزت كل الحدود، والقوانين العنصرية ضد شعبنا والتنكيل بالأسرى لم يتوقف ، وانتهاكات الأقصى تعاظمت لحسم معركة القدس. وكل ما يجري هو بانحياز من الادارة الامريكية التي تدعم سياسة الاحتلال المتغطرسة وكل هذه الجرائم تجري على مرأى العالم من دون أن يحرك ساكناً أو يبحث آليات وقف العدوان الإسرائيلي.
ووجه ابو يوسف التحية الى الانتفاضة الشعبية التي يقوم بها شعبنا بالدفاع عن عن ارضه ومقدساته بصدوره العارية وارادته المتمسكة بانهاء الاحتلال، مما يستدعي من كافة الفصائل والقوى, اعطاء أولوية للانتفاضة وتعزيز المقاومة الشعبية في التصدى لعملية التهويد وممارسات الاحتلال القمعية والهمجية والإجراءات العنصرية حتى تحقيق حقوق شعبنا وثوابته في اقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس وضمان حق العودة للاجئين من ابناء شعبنا الى ديارهم وممتلكاتهم وفق القرار الاممي 194.
