بروكسل /PNN/ حمزة أبو عياش ، فنان فلسطيني مختص في الخط العربي ، ويقيم في مدينة غينت البلجيكية وهو نجل المناضل الراحل عدنان ابوعياش ، والذي كان ضمن المجموعة الفلسطينية الأولى القادمة من المانيا للمشاركة في انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة ، والسيدة أسماء ناصر أبو عياش وهي كاتبة واديبة لها عمل روائي بعنوان " يافا ام الغريب " وكادر في الاعلام الفلسطيني الخارجي في منتصف السبعينات .
واعلن حمزة ابو عياش صباح اليوم، عن انسحابه من مهرجان غينت للتصميم في بلجيكا وذلك في يوم افتتاحه ، حيث كانت للفنان أبو عياش ٤ مشاركات تتضمن عملا فنيا، ونشاط مشترك مع مصممَين، بالإضافة الى ورشة عمل تدريبية للخط العربي.
وبعد اكتشافه وجود السفارة الإسرائيلية في بلجيكا كأحد الداعمين، ارسل الفنان رسالة لإدارة المهرجان يطلب فيها فك الشراكة مع السفارة الإسرائيلية ، والتي لم تكن مقررة بالأساس في موقع المهرجان او في أي منشوراته .
من جهتها بررت إدارة المهرجان مشاركة سفارة الاحتلال هو مساعدتها في نقل اعمال فنية لمصمم إسرائيلي وانها لا تستطيع فك الشراكة، الامر الذي قاد الفنان الفلسطيني الإعلان عن انسحابه.
يأتي انسحاب حمزة أبو عياش بعد أيام قليلة من قضية مشابهة تتعلق بمهرجان بروكسيل للأفلام القصيرة ، حيث اعلن المخرج الفلسطيني ركان ماسي والمشارك بالمهرجان، عن عن عزمه الانسحاب من المهرجان في حال لم يتم حذف مشاركة سفارة إسرائيل في المهرجان ، كما أعلنت سفارة فلسطين في بلجيكا ، في رسالة رسمية لإدارة المهرجان عن إيقاف الدعم الذي كانت تنوي تقديمه وقد أبلغت جميع الأطراف المعنية بذلك .
في هذا السياق، نشرت جريدة " لوسوار " البلجيكية رسالة مفتوحة لإدارة مهرجان الأفلام ، وجهها عدد من المخرجين العالمين ، تطالب إدارة المهرجان بفك الشراكة بشكل نهائي مع سفارة إسرائيل ، على خلفية تقارير المنظمات الدولية ، وفي المقدمة منظمة العفو الدولية ، المدينة لسياسات إسرائيل في الاحتلال والعنصرية ، ومن بين الموقعين على الرسالة المخرج الفلسطيني ميشيل خليفي ، البريطاني كين لوش ، الأمريكي مارك رفالو و الإسرائيلي ايال سيفان .
كما أعلنت في وقت سابق جمعية التضامن مع الشعب الفلسطيني في بلجيكا انها والعديد من أبناء الجالية الفلسطينية قاموا بتوجيه رسائل لإدارة المهرجان لحثهم على قطع أي علاقة مع سفارة الاحتلال.
دولة الاحتلال والابارتهيد والتي ما انفكت يوما منذ قيامها ، في مايو 1948 ، في العمل بشكل منظم و مستمر على الجبهة الثقافية ، تزيد من وتيرة نشاطاتها في مواجهة صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته في فلسطين وخارجها والإنجازات الهامة التي يحققها على صعيد المقاومة الشعبية بكافة اشكالها وفي المقدمة المقاومة الثقافية .
ويزداد الهجوم الإسرائيلي الخارجي في الميدان الثقافي والإعلامي والذي يكمن اطلاق عليه مصطلح " القوة الناعمة " في محاولة للتخفيف من الصورة السلبية لممارسات الاحتلال ، وهي صورة أصبحت منتشرة في مساحات واسعة من الراي العام العالمي ووسائل الاعلام وخاصة في ظل الادانات الصادرة عن كبرى المنظمات العالمية المدافعة عن حقوق الانسان .
من نافل القول ، انه و امام هذه المعركة الثقافية الإعلامية والتي لا تقل أهمية عن معركة مواجهة المحتل الإسرائيلي على الأرض بكل الوسائل المتاحة ، يصبح من المهم دعم استراتيجية فلسطينية بشقيها الرسمي والأهلي ، تقوم الانتقال من رد الفعل الى الفعل المباشر المدروس ، والذي يستند الى مشهد فلسطيني ثقافي غني ومتنوع على الساحتين العربية والدولية والى شراكات وتضامن عربي ودولي اصبح فاعلا ومؤثرا .