بيت لحم /PNN / نجيب فراج – مع قرب انتهاء شهر رمضان المبارك افتقدت 22 اسرة فلسطينية اعزائها واحبتها على طاولة مائدة الافطار الرمضانية جراء قيام الاحتلال باغتيال واعدام احبتها بدم بارد الامر الذي يعتبر احد الاشهر الدموية بامتياز، فتحول الشهر من شهر للعبادات والتقرب الى الله تعالى وصلة الرحم الى شهر لدفن الابناء والاباء والامهات وفتح بيوت العزاء في كافة المحافظات بالضفة الغربية تقريبا، فيما مكثت عشرات العائلات الاخرى او اكثر في المشافي انتظارا لاجراء عمليات جراحية لابنائها الجرحى والاطمئنان عليهم وبعض هذه العائلات تناولت طعام الافطار والسحور على مقربة من غرف العناية المكثفة فهناك من اصيب بحالات حرجة واخرين من بترت اطرافهم و من فقأت اعينهم جراء رصاص الاحتلال الغادر، فيما انهمكت مئات العائلات الاخرى للزحف الى مقرات الصليب الاحمر للاستفسار عن مكان اعتقال ابنائهم فهناك وخلال هذا الشهر اعتقل المئات من الشبان وزجوا بهم في غياهب السجون وجدران الزنازين.
العيد في المقبرة
وتقول والدة الشهيد الفتى محمد غنيم البالغ من العمر واستشهد مساء التاسع من الشهر الفضيل " لقد افطر معنا في ذلك المساء الحزين الذي لم يكن حزينا بعد فافطر وشرب القهوة وقال لي انه يريد "دشداش ابيض كي يذهب الى الاقصى مع والده، ومن ثم خرج بعد ذلك ليتمشى في ارجاء البلدة مع اصدقائه فجاء الخبر المفجع في حوالي الحادية عشرة ليلا، ومنذ ذلك الوقت انقلبت حياتنا فرمضان لم يعد رمضانا والافطار كان ناقصا بدونه، وها نحن ندخل العيد الحزين لنجلس امام قبره، لا اتخيل ان اغادر المقبرة في ذلك اليوم اريد ان اعايده وهو بين يدي الله سبحانه وتعالى".
على قبور الاحبة
وهكذا سوف تمضي عائلات الشهداء في العيد وهي على قبور احبتهم بعد ان امضوا ايام وليالي رمضان في اكبر حزن ولوعة ليتحول الشهر الفضيل علينا كما يقول افراد من عائلة الشهيدة غادة سباتين التي سبقت الشهيد محمد بعدة ساعات بعد ان اطلق الجنود النار عليها بدم بارد وتحت اعين الكاميرات عند المدخل الغربي لبلدة حوسان وهي ام لستة اطفال لتلحق بزوجها الذي وافته المنية قبل عدة سنوات، ويقول نجلها منصور ذقنا المرارة باوسع ابوابها بغياب والدتنا ولكن سنزورها يوم العيد ونتحلق حولها لنشعرها اننا قد اشتقنا لها اشتياقا جارفا ، ولا يمكن ان ننساها وسنبقى بحاجتها طيلة حياتنا وفي الممات ايضا.
الشهداء في رمضان
وكان من بين الشهداء ثلاث فتيات ونساء وعدد من الاباء، واغلب الشهداء من الشبان اليافعين والفتية والاطفال الضغار والشهداء اغلبهم من محافظة جنين، وهم صائب عباهرة من اليامون، وخليل طوالبة من مخيم جنين وسيف ابو لبدة من مخيم نور شمس، ورغد فتحي حازم من مخيم جنين، واحمد السعدي من جنين، واحمد يوسف الاطرش من الخليل، وغادة سباتين من حوسان، ومحمد غنيم من الخضر وقصي حمامرة من حوسان ومها الزعتري من الخليل، ومحمد حسين زكارنة من جنين وامد مساد من جنين وشوكت كمال عابد ، وشادي فؤاد كممجي ومصطفى ابو الرب من كفر دان قرب جنين، وفواز حمايل من بلدة بيتا ومحمد عساف من طولكرم واستشهد في منطقة نابلس، وعبد الله سرور من الخليل، وعمر محمد عليان من سلواد واحمد ابراهيم عويدات من مخيم عقبة جبر باريحا ويحيى عدوان من قلقيلية وحنان خضور من مدينة جنين البالغة من العمر 17 عاما وهي طالبة في التوجيهي واستشهدت بعد ان اطلقت قوات الاحتلال النار على سيارة عمومية كانت بداخها وقد عادت من درس خصوصي وقبل ان تصل بيتها باغتتها رصاصة يقول عنها الاحتلال "طائشة" وهذا حال كل رصاصهم الذي يستهدف الشهداء فرد الشاعر الفلسطيني الراحل عبد اللطيف عقل قبل اكثر من ثلاثة عقود بقصيدة قال فيها "رصاصة طائشة من جندي طائش في دولة طائشة".
الاداء دون المستوى
وبهذا الصدد يقول الناشط الفلسطيني والمتابع للشأن المحلي بسام ابو عكر بلا شك ان هذا الشهر الفضيل هو شهر دامي بامتياز ففيه ارتقى اكثر من عشرين شهيدا واصيب العشرات من الجرحى واعتقل المئات اضف الى ذلك الاقتحامات العنيفة للمسجد الاقصى بشكل يومي والاعتداء على المصلين والمرابطين والمرابطات فيه وقد سقط عدد من الجرحى فيه ولوحق الالاف من المواطنين بل عشرات الالاف الذين كانوا يحاولون الدخول الى الاقصى ومنعهم وهذا ما حصل معي اليوم في الجمعة الاخيرة من الشهر الفضيل فمنعت بمعية ابناء شعبنا وشاهدت كيف ان حراب الاحتلال بالمرصاد لهؤلاء الناس.
وضع متهتك
و يضيف ابو عكر "الموقف خطير وصعب وحزين ايضا وما يؤلم اكثر وامام هذه الحالة الشعبية المناضلة ان وضعنا الداخلي لا زال متهتك والانقسام متواصل فحتى هذه اللحظة لم تستطع كل هذه الدماء ان توحد فصائلنا وحتى هذه اللحظة وللاسف الشديد لازال التنسيق الامني على اشده متواصلا رغم كل القرارات الرسمية لمؤسسات منظمة التحرير التي قررت بوقف هذا التنسيق فمستوى الاداء الرسمي لم يكن بحجم هذه التضحيات بل كان غائبا بامتياز واقاركانها موقكل صد هنا موقف القيادة بكل اركانها غائب بامتياز.
شعبنا يحتاج للحماية
اما المحامي فريد الاطرش رئيس الهيئة المستقلة لحقوق الانسان في جنوب الضفة الغربية فقد قال اننا وفي كل عام موعودين مع كل هذه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي وطالت هذه الاعتداءات ايضا ليس فقط بمنع المصلين المسلمين من الوصول الى الاقصى وكذلك منع المسيحيين من الوصول الى كنيسة القيامة بمناسبة عيد الفصح المجيد
وقال ان الشهداء والجرحى ومئات الاسرى واقتحامات المدن والقرى والمخيمات في وقت السحور ايضا كانت عنوان هذه الاعتداءات اي ان شهر رمضان لم يقتصر على منع العبادات واستهداف المواطنين وايضا التنغيص عليهم في اوقات السحور لدى اقتحام مئات المنازل وتفتيشها واعتقال الشبان والفتية والنسوة والرجال.
وقال كان مؤتمر صحافي قبل يومين دعت الية الهيئة المستقلة ومجموعة اخرى من مؤسسات حقوق الانسان بحضور قناصل الدول المعتمدة لدى السلطة الفلسطينية وقد جرى استعراض كل هذه الانتهاكات بالصوت والصورة وان حرية العبادة للفلسطينيين مسلوبة وقد وجهت الدعوات الى المؤسسات الحقوقية الدولية لوقف هذه الاعتداءات بل وتوفير الحماية الدولية لشعبنا فهل من مجيب.