بقلم: سري القدوة
هذا الجيل الغاضب هو الجيل الذي تحمل مهانة العشرين سنة الاخيرة في الشوارع وعلى الحواجز وفي المدارس، وفي المساجد وخاصة المسجد الاقصى، هذا الجيل الذي رفضت حكومة الاحتلال احترامه وتقديره رغم عملية السلام ورغم ما قدمه الشعب الفلسطيني من تنازلات جسيمة وقبوله بحل الدوليتين على اساس اقامة الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها، هذا الجيل الغاضب الذي يشهد كل يوم انتهاكات اسرائيلية لأرضه وحرمانه من الحياة ومن ممارسة حقوقه في ظل غياب العدالة واستمرار العدوان الظالم ومحاولات الاحتلال اقلاعه عن ارضه وتشريده والنيل من هويته الوطنية وإرادته الحرة.
هذا الجيل الغاضب الذي يشهد الموت بكل انواعه حرقا وبالرصاص من قبل المستوطنين وجنود الاحتلال، هذا الجيل الغاضب الذي يشاهد ارضه تنهب وتسلب كل يوم، هذا الجيل الغاضب الذي لم تصله الكهرباء منذ عشرات السنوات ولم ينعم بالحياة الكريمة، هذا الجيل الغاضب الذي تلاحقه البطالة ولم يجد فرصة للعمل والحياة، هذا الجيل الغاضب الذي يشهد سلاما زائفا ورفضا وتعنتا اسرائيليا وملاحقة دائمة لشباب ومطارتهم واعتقالهم اداريا وفرض الاقامة الجبرية عليه بدون وجه حق.
هذا الجيل الغاضب الذي عاش سنوات عجاف في ظل الانقسام الفلسطيني والذي تعرض فيها الى انتهاكات لإرادته وحرمانه من ابسط حقوق العيش بكرامة، حيث تمزقت جسور الثقة وانتهكت الحريات وسلبت الارادة، هذا الجيل الغاضب الذي يشاهد الانتهاكات الاسرائيلية في المسجد الاقصى وتهويد الارض الفلسطينية، هذا الجيل الفلسطيني الغاضب الذي لا يستكين ولا يكل ويعمل بكل ارادة شعبية هو جيل يمثل الشعب الفلسطيني.
هذا الجيل الغاضب هو جيل الارادة الشعبية يقاتل اليوم من اجل الحياة لأنه يحمل الحق بالحياة امام حكومة وجيش يقاتلان من أجل الاحتلال والاستيطان، هذا هو الجيل الغاضب الذي يصنع ثورة التحدي ويعبر عن ارادة شعب يطالب بالحرية والاستقلال وتقرير المصير.
انها ارادة شعب فلسطين تستمر موجه وراء موجه من اجل حرية شعبنا وإقامة دولتنا الفلسطينية وان هبة الأقصى غضبة القدس ستبقى طريق شعب فلسطين نحو الحرية والاستقلال وتقرير المصير.
صوت الشعب الفلسطيني، صوت الحق في الحياة سيبقى خفاقا عاليا في السماء ولا صوت يعلو فوق صوت الشعب الحر الذي قدم الشهداء من اجل نيل الحرية والاستقلال وتقرير المصير فالمجد والخلود لشهدائنا الابرار والنصر لشعبنا الفلسطيني العظيم.
هذا الجيل الفلسطيني لن ولم يفقد البوصلة وسيبقى شعاره الاول على القدس رايحين شهداء بالملاين، اقوى هتاف للزعيم الخالد الرئيس ياسر عرفات مهندس الثورة وباني الدولة.
هذا الجيل الفلسطيني يؤمن بان الطريق نحو القدس ليست مفروشة بالورود وان الاستقلال حتما سيكون حليفه لأنه هو صاحب الحق وان صاحب الحق سينتصر مهما طال الزمن وستبقى المسيرة معا وسويا حتى القدس فهذه هي انتفاضة القدس الانتفاضة المقدسية الشعبية تتواصل وتتشكل من جديد عنوانها الكرامة والحرية، انتفاضة بقرار شعبي وعفوي اقوى انواع وإشكال النضال، انتفاضة تهزم الاحتلال وتعيد الكرامة الفلسطينية.
الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال ستستمر حتى دحر الاحتلال عن الارض الفلسطينية ومن اجل استرداد الحقوق الفلسطينية المغتصبة وإقامة الدولة الفلسطينية وهذا الجيل يتشكل من جديد في تركيبته الوطنية مؤمنا بالانتصار ومستعدا للمواجهة من اجل نيل الحرية والحفاظ على كرامته العربية الاصيلة ويكتب اروع صفحات النضال الوطني على صخرة الصمود الفلسطيني.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية