بيت لحم/تقرير PNN- في ظل الاستعداد للاحتفال بالأعياد الميلادية المجيدة تتجمع عائلة باسم اقتيم من مدينة الناصر والتي لجات الى مدينة بيت لحم عام 1948 عقب النكبة التي تمثلت بطرد 750 الف فلسطيني من قراهم ومدنهم الاصلية في محيط شجرة الميلاد لإضاءة نورها وطلب الدعاء بالعودة الى مدينتهم الامن كما يقولون.
ويقول باسم الذي ولد لعائلة فلسطينية مسيحية هي عائلة اقتيم بعد ان أجبرت على الهجرة عام 1948 ان ولد في مدينة بيت لحم لكن الامل بالعودة الى مدينتهم الاصلية يافا ما يزال قائما حتى بعد كل هذه السنوات الطويلة من الغياب وعلى الرغم من وفاة اباه وجده واعمامه الذين هجروا وطرودا من المدينة ليعيشوا ويستقروا في بيت لحم منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا.
ويوضح باسم بشارة صليبا سلامة الأصل من يافا انهم جاؤوا الى بيت لحم بعد ان تم اخراجهم عقب النكبة والمجازر من يافا حيث يعيشون حتى يومنا هذا وهم يأملون بتحقيق حق العودة حيث يتذكرون مدينتهم وحكاياتها التي سمعوها من الاهل عن المدينة في الأعياد الميلادية في يافا وأهلها.
ويؤكد اقتيم ان ان العائلة في يوم عيد الميلاد أي بتاريخ 25 من ديسمبر يصلي هو وعائلته من اجل العودة لا لهم لوحدهم بل لعودة كل اللاجئين حتى يعود كل واحد الى بلده ويعم العدل والسلام والمحبة بين الناس لأنه بدون العدل لن يعم السلام.
ويروي باسم لشبكة فلسطين الإخبارية الأيام الأولى للنكبة كما سمعها من جده واباه بالقول ان ظروف التهجر كانت صعبة بعد ان كان امنا ببيته ومدينته حيث غادر منزل بملابسه فقط حيث قدموا لبيت لحم حيث رحب أهالي المدينة باللاجئين من مختلف مدن فلسطين.
وحول ظروف المعاناة يقول اقتيم ان جده و والده واعمامه بدوا بالعمل في مطعم صغير بساحة المهد حيث لاقى العمل استقبال ومحبة اهالي بيت لحم ومنذ ذلك الحين اشتهر مطعم العائلة الذي يحمل عبق الماضي ورائحة يافا.
وتزين عائلة اقتيم التي يعمل معظم ابناءها في مطعمهم بأدوات تراثية تحمل حياة ما قبل التهجير الى جانب شعارات وصور تتحدث عن نكبة فلسطين عام 1948 وكيف كان واقع الحال جميلا فيها قبل الاحتلال مشيرا الى ان رسالته للجميع في الأعياد الميلادية المجيدة هي الامل بالعودة الى يافا وبعودة الحق لاصحابه لا سيما بيتهم الذي لا يستطيعون العودة اليه.
واكد ان رسالة الفلسطينيين جميعا مسيحيين ومسلمين هي العيش بسلام للجميع لكن هذا السلام يجب ان يكون قائما على الحق والذي يعني كما تحدثت ان نعود الى مدينتنا وبلدنا التي عاش فيها الإباء والاجداد وحلموا بالعودة اليها ولا بد ان نحقق لهم الحلم مشيرا الى ان جده كان له خمس ابناء والابناء لديهم نحن أبنائهم والان نحن لدينا أبنائنا ونعمل جميعا معا ونحمل نفس الامل بالعودة الى الديار في يافا.
أدوات تراثية ومقتنيات ما قبل 48 تزين المطعم
ويوضح باسم ان الصور ليافا ومدن فلسطين ومفاتيح البيوت القديمة المقتنيات التي تزين المطعم الذي اصبح وجه لكل السياح والحجاج وزوار المدينة حتى من الرسميين تهدف للتعريف بواقعنا وقضيمنا الذي عايشه الإباء لا سيما التهجير والمعاناة وقال ان من لا قديم له لا جديد له وهي محاولة أيضا للبحث عن التراث نتذكر الإباء والاجداد ونسعى لتذكر الماضي ونعلمه لأبنائنا.
قصص من رحلة المعاناة
وعن رحلة المعاناة التي عايش بعضها وهو صغير في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي يقول باسم اقتيم كان أهلنا ونحن معهم نقوم بقلي الفلافل على البابور الذي يعمل بالكاز تحدث عن كيف يقومون بالعمل وطحن الحمص بأدوات وماكينات قديمة وكيف عايشوا رحلة التعب والمعاناة كلاجئين في العمل حيث كانوا يذهبون لمحطة المحروقات لبابور الكاز وكيف كانوا يعملون على تشغيله بمنفاخ هواء وغيرها من أمور عايشها اللاجئون.
وقال ان جهد جده و والده واعمامه لم يذهب سدا حيث اصبح اسم مطعم اقتيم اليوم كبيرا في بيت لحم ولدينا ثلاثة فروع في الدبسة وبيت جالا والمطعم الأصلي في بيت لحم الذي اصبح جزء من الهوية السياحية والتراثية موضحا ان السياح يأتون اليهم من جميع دول العالم اسم مطعمنا من المطاعم التراثية و الجديدة و اصبح مطلبا.
وقال ان المطعم استقبل العشرات لا بل المئات من الشخصيات الرسمية والرؤساء حيث زارنا العديد من المسؤولين والرؤساء من مختلف دول العالم والذين يأتون لتناول الطعام التقليدي مشيرا الى ان هذه الصور تروي سيرة المطعم وتطوره وزواره منذ عام 75 عاما وشدد انه سعيد بهذه الزيارات لأنها تساهم في إيصال رسالة اللاجئين الفلسطينيين لكل العالم وانهم ما يزالون ينتظرون العودة ليافا وانه متأكد انهم سيعودون مهما طال الزمان.