بيت لحم /PNN- نجيب فراج- لوحظ في الاسابيع الاخيرة ان قوات الاحتلال اقدمت على تقطيع مئات الاشجار المزروعة على مداخل بعض البلدات والقرى والمخيمات في الاراضي الفلسطينية.
من دون سابق انذار
فقد اقدمت هذه القوات على سبيل المثال على قطع اشجار الزينة التي زرعتها بلدية بيت فجار الى الجنوب من مدينة بيت لحم، وقالت البلدية في بيان لها "ان قوات الاحتلال اقدمت على تقطيع الاشجار التي زرعتها البلدية منذ سنوات عديدة وبدون اي سابق انذار، الامر الذي يشكل احد اشكال التخريب والدمار التي تتبعها سلطات الاحتلال ضد كل ما هو فلسطيني ومحاربة البشر والشجر والحجر".
وتكرر المشهد ايضا عند مدخل بلدية تقوع الى الشرق من بيت لحم ولم يتوقف الامر عند اشجار الزينة بل ايضا طال عشرات اشجار الزيتون التي زرعتها البلدية على طول الشوارع المؤدية الى مداخلها جميعها، كذلك طالت هذه الحملة مدخل مخيم عايدة الى الشمال من المدينة والاشجار المزروعة في المقبرة الاسلامية في محيط القبة المطلة على المخيم كما جرى اقتلاع اجار بالعشرات على مدخل بلدة سعير الى الشمال من مدينة الخليل.
ظاهرة الاقتلاع
وقال حسن بريجية مدير هيئة مكافحة الاستيطان في محافظة بيت لحم ان ظاهرة اقتلاع اشجار الزينة التي تزرعها البلديات ومؤسسات مجتمعية على مداخل البلدات والقرى والمخيمات وحتى على مداخل المدن قد تصاعدت في الاونة الاخيرة بشكل ملحوظ رغم انها ممارسات دائمة حيث استهدفت هذه القوات اشجار حرجية على طرفي شوارع مختلفة لتقطعها عن بكرة ابيها لتصبح هذه الاشجار هدفا لعمليات اعدام مشينة وذلك بدواعي امنية ولكي لا تشكل هذه الاشجار ساترا على اية اعمال مقاومة للاحتلال حتى عمليات رشق الحجارة والحقيقة ان الهدف من ذلك هو ان قوات الاحتلال لا تريد ان ترى حتى ظواهر تجميل الشوارع ومداخل البلدات المختلفة ولتصبح بلداتنا ومواقعنا المختلفة مناطق جرداء،
وقال ان جنود الاحتلال تحولوا الى مقاولي للتقطيع وليس جنود يستخدمون السنة الجرافات ومناشير كهربائية ويقطعون الاشجار في بعض الاحيان من جذورها ويتركونها ملقاة في وسط الشوارع تعيق حركة المرور ليضطر عمال البلديات من ازالتها، وهو نهج يكمل حلقات التدمير والتخريب الممنهجة التي تصل الى تجريف الاراضي المختلفة وتقطيع الاشجار المملوكة للمواطنين وهدم الابنية والجدران الاستنادية لتصل الى الاشجار العامة كما حصل في الاونة الاخيرة، وهو نهج بالتأكيد لمحاربة الوجود الفلسطيني برمتها وليواجه شعبنا جملة من الاجراءات المتشعبة التي ليس لها لا اول ولا اخر والهدف من كل ذلك تحويل ارضنا سواءا الخاصة والعامة الى اراضي جرداء تمهيدا للسيطرة عليها وتسريبها للبؤر الاستيطانية.
عقاب جماعي
وقال بريجية الى ان سياسة العقاب الجماعي وجعل المواطنين ان ينقلبوا على كل اشكال المقاومة تضاف الى كل هذه الاسباب ليخلقوا رأي عام يقول ان حتى عمليات رشق الحجارة تضر الصالح العام ومع ذلك فان مثل هذه الممارسات العدوانية لا يمكن لاي فلسطيني ان تمر عليه ويدرك ان تقطيع الاشجار بهذه الطريقة انما هي حرب على الحياة الفلسطينية بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
وقال بريجية الى انه في الوقت الذي يتم فيه اعدام اشجار الزينة على مداخل البلدات المختلفة وتحويلها الى مناطق جرداء فان هذه القوات تسمح لمجالس المستوطنات زراعة اكبر قدر ممكن من الاشجار على مداخلها وتحويلها الى مناطق جميلة للغاية وهذا يشكل احد مظاهر العنصرية البغيضة
الغابات ايضا تحت المقصلة
وطالت الحرب على الاشجار في الاراضي الفلسطينية ايضا استهداف اشجار الغابات رغم قلتها حيث كان مدير عام الغابات والمراعي حسام طليب قد قال بأن الموارد الطبيعية الفلسطينية تعرضت للتدهور الشديد بفعل الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967 حتى الآن، خاصة أراضي الغابات التي تعتبر ثروة وطنية ثمينة؛ لما لها من فوائد صحية وبيئية وبيولوجية، حيث إنها بمثابة الرئة الفلسطينية وأماكن التنزه والموروث الجيني الفلسطيني للحياة البرية والتنوع الحيوي.
وتبلغ مساحة الأراضي المخصصة للغابات في فلسطين أقل من 4% من المساحة الكلية لفلسطين، حيث تبلغ قرابة 320 ألف دونم، وتضم قرابة 100 موقع مصنف غابات، وتخضع 160 ألف دونم منها تحت السيطرة الاسرائيلية ، ويقع قرابة 35 ألف منها فقط في المناطق المصنفة وفق اتفاقية أوسلو (أ، ب)، فيما البقية في مناطق "ج" يفرض الاحتلال قيودا شتى فيها.
واوضح بأن سلطات الاحتلال تواصل اعتداءاتها على 39 موقعا مصنفا غابات في فلسطين تبلغ مساحتها قرابة 230 ألف دونم، سواء بإقامة مستوطنات أو معسكرات تدريب، ما تسبب بقطع كلي للأشجار وإزالة الغطاء النباتي بما يقارب مساحته 66 ألف دونم، أي 20% من مساحة الأراضي المخصصة للغابات، مقدرا عدد الأشجار الحرجية التي جرى اقتلاعها بمليون ونصف المليون شجرة.
ولم تكتف سلطات الاحتلال بقطع الأشجار في المناطق التي أقامت عليها مستوطناتها ومعسكراتها، بل سيطرت على مناطق نفوذ لها تصل قرابة 94 ألف دونم تضاف لمساحة المستوطنات البالغة 66 ألف دونم في المواقع المستهدفة.
ويشير إلى أن المساحة الكلية للغابات التي أقيمت عليها المستوطنات ومحيطها 160 ألف دونم، أي 50% من المساحة الكلية للغابات الفلسطينية، موضحا أن معظمها يقع شرق محافظة طوباس والأغوار الشمالية، والتي أغلقت كمناطق تدريب عسكري