الشريط الاخباري

شارع النجمة ...المحاولات لا تتوقف لاحيائه بما يليق بمكانته التاريخية والاثرية

نشر بتاريخ: 28-07-2023 | سياسة
News Main Image

بيت لحم /PNN/  نجيب فراج -تواصل المؤسسات المحلية وحتى بعض المؤسسات الدولية ومن خلال التعاون والشراكة على احياء شارع النجمة من الناحية الاقتصادية وبالتحديد التجارية منها حيث اعلنت بلدية بيت لحم مع بلدية برشلونة  وبدعم من الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي والتنمية على تنظيم سوق ثقافي فني مستدام في شارع النجمة 

ويهدف السوق الى تشجيع أصحاب المحلات في الشارع على إعادة فتح متاجرهم المغلقة منذ عقود وتحويل الشارع إلى مركز ثقافي وفني ومستدام نابض بالحياة يستمتع فيه المشاة من السكان المحليين والسياح الوافدين الى المدينة من جميع أنحاء العالم بالسير على طول الشارع والتمتع بالأجواء الثقافية الفنية المميزة.

كما ويهدف السوق الى زيادة المعرفة بالسوق الأسبوعي وبالتالي زيادة الوافدين اليه من جميع المناطق الفلسطينية والسياح الوافدين، وتعزيز التراث الثقافي الفلسطيني خاصة في منطقة بيت لحم وجذب المزيد من البائعين للمشاركة في السوق. زيادة السياحة والترويج لبيت لحم كوجهة سياحية ثقافية فنية.

ويستضيف شارع النجمة حرفيين ومصنوعات يدوية تقليدية فلسطينية وإبداعات يدوية فنية مستلهمة من التراث الفلسطيني والعربي من كافة أنحاء فلسطين التاريخية ومصنوعة بطريقة طبيعية مستدامة وصديقة للبيئة، وذلك ايام السبت ( مرتين بالشهر) ابتداءا من 15 تموز وحتى شهر تشرين الثاني 2023 ، لتعريف الجمهور الفلسطيني بغنى الموروث الثقافي الفلسطيني وتنوعه وجمالياته، والترويج له وحمايته من السرقة والاندثار. وكذلك يهدف السوق لتنشيط الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية في المدينة، ولتشجيع المنتج الوطني والصناعات اليدوية الاحترافية.

كما يستضيف سوق شارع النجمة منتجات زراعية موسمية لدعم المزارعين الفلسطينيين وتعزيز الاقتصاد المحلي الوطني. ويشجع السوق أصحاب المشاريع الصغيرة المتنقلة من مأكولات ومشروبات أيضا للمشاركة ضمن معايير الصحة والسلامة العامة، ومشاريع المأكولات والمشروبات المصنعة على أن تكون مرخصة من الجهات ذات الاختصاص.

وأصبح شارع النجمة في بيت لحم على قائمة التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو في العام 2012 حيث أكد القرار على مدى أهمية هذا الشارع التاريخي الذي يربط بين الجزء الشمالي من البلدة القديمة بالجزء الجنوبي وقد بنيت معظم المباني على طول الشارع في القرن 19، وهو يحتوي على نحو 83 محلا تجاريا إضافة الى العديد من المباني الهامة والمؤسسات المحورية على رأسها مؤسسة العمل الكاثوليكي وحوش السريان الذي يقع في آخره من جهة ساحة المنارة المطلة على ساحة المهد وكذلك المتحف البيت تلحمي اضافة الى معالم تاريخية وعلى راسها "قوس الزرارة"الموجود من العصر الكنعاني، لكن أعيد بناؤه على يد الامبراطور جوستنيان، ومرة أخرى في القرن الخامس عشر على يد العثمانيين، وكذلك مدرسة راهبات الوردية للمرحلة الابتدائية.

إدراج عامة

وما يميز الشارع الذي كان اسمه "رأس فطيس " ايضا انه يحوي ادراج عامة طويلة واحد يصل الشارع من الشارع الموازي له من جهة المدبسة ودرج آخر يصل هذا الشارع بشارع المهد الجديد الرئيس.

لم يصبح هذا الشارع ذو اهمية كبيرة منذ اعلانه من قبل اليونسكو على قائمة التراث العالمي بل هذا القرار جاء نتيجة لأهميته التاريخية حيث عبرت السيدة مريم العذراء بمعية القديس يوسف النجار هذا الشارع وهي تعاني مخاض الولادة وهي حاملة بابنها يسوع المسيح ووصلت منه الى تلك المغارة المقفهرة والضيقة لتولد هذا الطفل الذي شع نوره أرجاء المعمورة ليصبح المكان "كنيسة المهد " ومحيطها اهم مكان بالعالم فيما يتعلق بالميلاد المجيد، واصبحت بيت لحم مركز الحجيج للمؤمنين حول العالم.

بداية الاحتفالات

ومنذ ان بدأت الاحتفالات بعيد الميلاد منذ أكثر من مائة عام أصبح هذا الشارع مسارا لكافة البطاركة من مختلف الطوائف أثناء مجيئهم الى بيت لحم قادمين من القدس لترأس قداس منتصف الليل في كنيسة المهد مقتفيين أثر السيدة مريم التي وصلت المدينة في أوضاع صعبة للغاية.

السحر الذي يملكه الشارع

الشارع الذي يبدأ من دوار العمل الكاثوليكي له سحر خاص حيث يسير المارة فيه اكثر من كيلو متر ونصف الى ساحة المهد فكافة مبانيه من العصر العثماني ان لم يكن اكثر وهي مباني ملتصقة ببعضها البعض والسكان هناك يشعرون بجمال المكان وقدسية الحدث ويعيشونه بكل تفاصيله.

ولم تترك المجالس البلدية المتعاقبة وسيلة الا واتخذتها من اجل تطويره هو مكان جميل للسير ولكن المحال التجارية اصبحت شبه مغلقة وهناك محاولات عديدة لاحيائه وقرر المجلس البلدي هذا العام ان يفتتح سوق الميلاد الواحد والعشرين في هذا الشارع لاول مرة من انطلاق هذا السوق الذي كان يقام على مدى العقدين الماضيين في ساحة المهد كما قرر المجلس البلدي ان يكون مدة هذا السوق لعشرة ايام بدلا من يومين وذلك في اطار احيائه تجاريا.

فرن ابو فؤاد 

ويحتوي الشارع على فرن  فرن للكعك هو الاشهر على راس الشارع من جهة دوار العمل الكاثوليكي وهو فرن قديم وبمبنى قديم للغاية يدعى"فرن ابو فؤاد" للكعك لربما هو المصلحة التجارية الوحيدة الناجحة بامتياز فلا يمكن ان يمر السائر بدون ان يشتري الكعك الطازج والبيض الذي يتم شويه بطريقة مميزة اضافة الى الفلافل بل هناك العديد من المواطنين الذين يقصدون هذا الفرن للشراء منه وبالتالي لا يمكن ان يصل المرء هناك من دون  ان يمر في  طابور الانتظار الطويل، ويقول اصحابه انه اسس قبل اكثر من 60 سنة.

وبعد عشرين عاماً على تحويل شارع النجمة القديم "مسار الحجاج التاريخي" المؤدي لكنيسة المهد، إلى شارع سياحي للمشاة، وتحويله إلى قصة نجاح، في إطار مشروع بيت لحم 2000، واعتماده من منظمة اليونسكو على لائحة التراث العالمي باعتباره موقع تراث إنساني، وضخ ملايين الدولارات لتأهيله في السنوات الماضية، فإن عشرات المحلات الصغيرة التي يملكها سكان الحي على جانبيه لا تزال مغلقة فيما يرى قاطنو بيوته القديمة أن من حقهم صياغة مستقبلهم فيه كما أنهم جزء من ماضيه.

نهوض بعد التدمير

ولا بد من الاشارة ان قوات الاحتلال اسوة بباقي الاحياء والمدن كان لها يدا في تدمير هذا الشارع الذي استخدمته كنقطة  انطلاق للاعتداءات خلال الانتفاضة الاولى وقد استشهد الشهيد الطفل ميلاد انطون شاهين الذي لم يكن قد تجاوز الـ12 عاما من عمره واصبح من ايقونات انتفاضة الحجارة في بيت لحم اضافة الى استشهاد عدد من الشبان على مداخله، وفي الانتفاضة الثانية أصبح مسرحا لعمليات جيش الاحتلال التي حاصرت الكنيسة لمدة أربعين يوما فكان هذا الشارع منطلقا لهذه الاعتداءات ولكن الان اصبح حيا مميزا وهذا يؤشر على جوهر الصراع هم يهدمون ونحن نبني كما قال الناشط ضد الجدار والاستيطان منذر عميرة.

شارك هذا الخبر!