الشريط الاخباري

المزارع أحمد صلاح وحكاية مواجهته لدولة تريد اقتلاعه من أرضه.. نحن هنا ثابتون

نشر بتاريخ: 21-09-2023 | سياسة , PNN مختارات
News Main Image

بيت لحم/ نجيب فراج/ يسرد المواطن احمد محمد يعقوب صلاح من سكان بلدة الخضر الى الجنوب من بيت لحم بالم شديد حكاية ما يتعرض له من قمع وتنكيل وملاحقه من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي لا لشيء الا لانه فلسطيني ويتمسك بارضه ويرفض مغادرتها. 

معركة الدفاع عن الارض 

لم تجعله هموم حياته اليومية ان ينسى معاناته في معركة الدفاع عن ارضه وهذا ما حصل عندما احضر زوجته ليلا الى قسم الطواريء في مستشفى بيت جالا الحكومي بعد وعكة صحية المت بها وبعد السؤال عن سبب مجيئة الى المستشفى  اجاب باقتضاب عن حالة زوجته حيث بدا متفائلا كونها حالة عرضية ومن ثم بدا يسرد ما يتعرض له من ملاحقات اسرائيلية لا تتوقف كونها متمسكا بارضه حيث اشار الى انه وقبل ست سنوات قرر ان يترك كراج تصليح للسيارات يملكه في بلدة الخضر وان يقارع الحجر بدل البشر بحسب تعبيره، فلجأ الى ارضه التي تبلغ مساحتها نحو ثمانية دونمات وتقع في منطقة "جبل بطن المعصي " من اراضي البلدة وقد اقيمت على قسم كبير منها مستوطنة اطلق عليها اسم " جفعات هتمار" وتفرع لها بالكامل حيث "قلبها" رأسا على عقب فحرثها وزرعها من جديد واقام من حولها سياج كبير ومن ثم بنى فيها مبتى زراعي من حجر الارض على مساحة تقدر بنحو 70 مترا ومد اليها تيار كهربائي استمده من الطاقة الشمية وحفر بئر زراعي حولها يسمى بالانجاصة، وزرع حولها الورود وجملها بطريقة فنية مذهلة حسب ما تظهره الصور التي التقطها، ومن ثم اصبح يبيت ويقوم فيها وهو يستمتع استمتاعا لا يمكن وصفه. 

الارض بدون السكان 

ويضيف انه ومنذ ان قرر اللجوء الى الارض تحولت حياته الى جحيم لا يطاق بفعل قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين الذين لا يريدون المواطنين الفلسطينيين يعتنون بارضهم او الاقامة فيها فمرة يقتحم المستوطنون الموقع ويهددوه ومرى اخرى يقتحمه الجيش ويطلبون منه المغادرة وهكذا استمرت حياته على هذا المنوال ويضيف انهم يريدون الارض بدون السكان ليحولوا السكان الى عبيد لهم.

حكاية الهدم 

وتوجت الملاحقات باقدام قوات الاحتلال على هدم المنزل في شهر تشرين ثاني الماضي حينما اقتحم الجيش منزله بالليل وطلبوا منه مغادرته ولكنه رفض ذلك وقرر البقاء فيه وقد هدده ضابط القوة بالاعتقال فيما اذا لم يقم بالمغادرة فكان رده بالرفض القاطع وبقي داخل المنزل الى ان حضرت قوة عسكرية في صباح اليوم التالي وقاموا باعتقاله بالقوة بعد ان ثبتوه وكلبشوه ونقلوه الى مقر الحكم العسكري الكائن في مجمع غوش عصيون الاستيطاني وهناك قال له ضابط في الادارة المدنية الاسرائيلية بانه غير مسموح له العودة الى منزله في بطن المعصي وعليه الهودة الى منزل عائلته في بلدة الخضر ولكنه رفض هذا العرض.

واكد ما ان يتم الافراج عنه فسيعود الى منزله فهو مقام على ارض ابائه واجداده متسائلا عن سبب قيامهم بابعده عن ارضه ونيتهم هدمه فاجابه الضابط ان البيت لا يبعد سوى 300 مثر عن المستطنة فرج عليه صلاح بالقول كانك تتحدث عن مستوطنة مقامة منذ مئات السنين ونهمل ان ارضي هي الاقدم وقد جئنم لتقموا مستطنة بجانبه فالاولى لمن يجل هس هذه المستوطنة مؤكدا انه سيعود الى المنزل مهما كان الثمن، ومع ذلك قام الجنود بنقله عبر مركبة هسكرية ليضعوه قرب حاجز النشاش الى الجنوب من البلدة وقام فورا بالتوجه الى الارض ليجد ان الجنود قد اقدموا على هدم المنزل وكذلك البئر فقد جن جنونه وقال "انهم هدموا احلامي ولكنهم لن يهدموا ارادتي في البقاء في الارض والدفاع عنها". 

ومنذ ذلك الحدث الاليم فان صلاح بقي في ارضه يعمرها ويجمي ثمارها مؤكدا انه لن يرحل وسبيقى ثابتا فيها لان هدف جنود الاحتلال ترحيله عن ارضه نمهيدا لضمها لهذه المستوطنة وهذا لن يحدث على الاطلاق مهما طال الزمن ، مشيرا ان الجنود والمستوطنين وبعد هدم المنزل والبئر لم يتركوه لوحده ودائما يقومون بالتضييق عليه لمنعه من الوصول الى الارض والاستمرار بالاعتناء بها مؤكدا ان هذه القضيه قضيته فهي قضية حياة او موت.
 

شارك هذا الخبر!