الشريط الاخباري

ع الماشي نكبة عن نكبة ما بتفرق بقلم كمال هماش

نشر بتاريخ: 18-03-2024 | أفكار
News Main Image

يقول موشي شاريت في مذكراته..(.لم ننتصر مرة واحدة على الثوار الفلسطينيين ).فحتى العام 1947كانت بريطانيا تتدخل بكل قوتها الى جانب العصابات الصهيونية لانقاذها..
فكيف تمت نكبة 1948 واحتلال معظم أراض فلسطين بعد تهجير  وقتل وحرق وتدمير المدن والقرى الفلسطينية...في فترة قياسية ..بينما تعجز دولة الكيان المتضخمة عن اخضاع اقليم لا تتجاوز مساحته2في المئة من مساحة فلسطين..بمواجهة مقاتلين بسلاح بدائي اذا ما قورن بالترسانة الاسرائيلية...
لقد استطاعت بريطانيا وعبر تعبئة جيوشها في مستعمراتها من تحطيم العمود الفقري للشعب الفلسطيني خلال ثورة36-1939كما يقول المؤرخ اليهودي افي شلايم  و.باستخدامها اكثر الوسائل وحشية في التاريخ لكسر ارادة المجتمع وتدمير اسباب الحياة وتصفية الثوار كما يقول المؤرخ الاميركي ماثيو هوج ...حيث يبدو ما تفعله اسرائيل من تدمير وتقتيل وتعذيب في فلسطين وغزة تحديدا نسخة تقليد عنها.
ولم يكن لبريطانيا ان تحبط الثورة رغم كل ما حدث بدون مساعدة الدول العربية وتواطؤها...
فها هو نوري السعيد رئيس وزراء العراق والوصي على العرش يتوجه الى سجن عوجا الحفير في نقب فلسطين عام 1938 ليلتقي بقادة الثورة ويحاول اقناعهم بمبادرة الدول العربية لوقف الثورة...ورغم طرده من حانب المعتقلين  ..الا ان النظام العربي استطاع الاحتيال على قادة اللجنة العربية العليا واحبط الثورة....مما نشر روح اليأس والاحباط في الاوساط الشعبية بعد اعدام وابعاد وسجن المئات من قادة الثورة...مما دفع بريطانيا للاطمئنان على مستقبل ربيبتها فقررت بشكل مفاجئ انهاء انتدابها وتسليم معسكراتها ومقدراتها للعصابات الصهيونية...
وهنا كان الدور الاخطر للانظمة العربية المتواطئة التي ارسلت جيوشا لفلسطين تلخصت مهمتها في نزع ما تبقى. من سلاح الفلسطينيين..وتفريغ القرى الصامدة من سكانها بحجة حماية السكان  وابعادهم عن ميدان الحرب حتى يتسنى ابادة العصابات وعودة السكان...وكانت الكارثة ان من قاتل من هذه الجنود هزم ومن انسحب لم ينس ان يسلم الارض لقادة العصابات...والانكى ان شهادات اجدادنا الصادقة تؤكد جميعها بان بعض هذه الجيوش منعت بقوة السلاح محاولة المهجرين للعودة الى ديارهم في حينه...بل وقامت بحماية حدود الكيان الصهيوني بحجة انها خطوط اطلاق نار لم تطلق نارها الا على الفلسطيني من الاتجاهين....
والعبرة من هذه السردية الموجزة ..بان الخطر الوحيد. الداهم حاليا هو التدخل السياسي وربما العسكري لاحقا للحفاظ على ماء وجه الكيان...بعد اخفاقه في تصفية المقاومة رغم مرور  نصف عام على حرب الابادة التي يشتها....
والمفارقة الوحيدة ان الحدود المصرية لم تفتح امام المهجرين باتجاهها الى جانب صمود وثبات يرفض الهجرة خارج فلسطين...حيث شكلت المفارقة نقطة هجوم على النظام المصري بحجج انسانية كاذبة ساقتها دول ووسائل اعلام متواطئة مع الاحتلال...الا ان اغلاق الحدود المصرية قد يسجله التاريخ كمأثرة وحيدة لهذا النظام الذي لم يقدم زجاجة ماء للمنكوبين...
وقد أثمر  قمع الثورة الكبرى عام 1939 بعد تسع سنوات  عن نكبة كبرى وتحجير ودمار تاريخي..فان المخاطر الحقيقية لما يحدث في غزة ستحمل في طياتها نكبة ما بعد حداثية  في المستقبل المنظور...اذا حقق نتنياهو احلامه بتصفية المقاومة لا سمح الله...كما سيدفع جمهور الفرجة الفلسطيني والعربي والاسلامي اثمانا اكبر قد تطيح بالجغرافيا السياسية القائمة.
#ك_هماش

شارك هذا الخبر!