الداخل المحتل / PNN - أكد محللون سياسيون أن الحرب بين "حزب الله" وإسرائيل في لبنان ستكون طويلة الأمد، في ظل إصرار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة المواجهة لتحقيق أهدافه، ورأوا أن هذه الجبهة عززت مستقبله السياسي ومنحته ائتلافه الحاكم "قبلة الحياة"، بعد أن كان مهددًا بسبب حرب غزة.
واتفق الخبراء على سبعة شروط يتمسك بها نتنياهو، يصعب تحقيقها لإنهاء الحرب، أبرزها إبعاد "حزب الله" إلى ما وراء نهر الليطاني، ونزع سلاحه، وقدرة إسرائيل على شن عمليات برية بعمق 10 كم داخل لبنان.
وبالإضافة إلى عناد نتنياهو، فإن مدة الحرب مرتبطة بتباين وجهات النظر داخل "حزب الله"، حيث يسعى تيار قوي مدعوم من إيران لجعل لبنان جبهة أمام إسرائيل، بينما يدعو تيار آخر إلى تنفيذ القرار الأممي 1701، بحسب الخبراء.
وتقول الباحثة السياسية د. تمارا حداد إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مصمم على تحقيق أهدافه غير المعلنة، التي تتوسع مع كل خطوة يقوم بها؛ ما يؤدي إلى إطالة أمد الحرب.
وأشارت حداد إلى أن هذا الإصرار ليس فقط لخدمة مستقبله السياسي أو بقائه في السلطة حتى عام 2026، بل أيضًا لإزالة التهديدات الأمنية التي يشكلها "حزب الله"، بالإضافة إلى رغبته "العقائدية" في إنشاء "ممر داود" من جنوب لبنان إلى دمشق وصولًا إلى الحدود العراقية.
وأوضحت حداد
أن نتنياهو يعيش حالة تصميم على استمرار الحرب، رافضًا الوصول إلى تسوية أو تطبيق القرار 1701.
وذكرت أن نتنياهو يتمسك بـ7 شروط لإنهاء الحرب، تتضمن، إبعاد "حزب الله" إلى ما بعد نهر الليطاني، ونزع سلاحه، إضافة لنشر قوة من اليونيفيل تقدر بـ15 ألف عنصر، مع فرض رقابة دولية لمنع مرور السلاح من سوريا إلى لبنان.
أما الشرط الخامس، وفق الباحثة السياسية، فهو ضمان حرية إسرائيل في القيام بعمليات عسكرية إذا شعرت بمخاطر أمنية، وحرية العمليات العسكرية في عمق 10 كم داخل لبنان حسب المعطيات الدفاعية، إضافة للقدرة على تحريك الآليات العسكرية في حال تجميع معلومات عن عناصر "حزب الله" في الحدود الجنوبية.
وأشارت حداد أيضًا إلى أن من يقوي استمرار الحرب، هو وجود تيارين داخل "حزب الله"، الأول مع إيران في استمرار الحرب دون تنازل، بينما الثاني يرى أهمية في تفويض رئيس مجلس النواب نبيه بري للعمل على تنفيذ القرار 1701.
وبدوره، يتفق المحلل السياسي ميشال أبو نمر، على أن الشروط السبعة التي يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتحقيقها موجودة بالفعل.
مشيرًا إلى أن الحد الأدنى الذي يمكن أن يقبله هو أن يكون وجود "حزب الله" في لبنان سياسيًا فقط، مع ضرورة فك أي ارتباط بينه وبين إيران، وخاصة "الحرس الثوري".
وأضاف أبو نمر أن ما حققه نتنياهو على الجبهة اللبنانية في مواجهة "حزب الله" قد يمثل هدفًا أكبر مقارنة بالحرب على غزة، وذلك لعدة اعتبارات؛ إذ شكل "حزب الله" في السنوات الخمس الأخيرة خطرًا أكبر على إسرائيل.
ولفت إلى أن ذلك "مكن إيران من تحقيق ما تريده من مقايضات مع الغرب؛ ما يعزز مشروعها النووي، الذي يعتبره نتنياهو تهديدًا كبيرًا للكيان الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن "الهدف الذي يستعد له نتنياهو هو المواجهة المباشرة مع طهران؛ ما يستدعي القضاء على أذرعها في أي ساحة توجَد فيها".
وأكد أبو نمر أن الأحداث الأخيرة، مثل استهداف "حزب الله" لقاعدة "بنيامينا" في حيفا، وعودة الاستقرار إلى القيادة العسكرية لـ"حزب الله"، التي كانت غائبة عن الساحة في الأسابيع الأخيرة، تؤكد أن إيران مستمرة في الحرب.
وأشار إلى أن "القيادة العسكرية التي تتولى الأمور الآن تضم قيادات من الحرس الثوري الإيراني؛ ما يعني أن إيران ستعمل على تحسين القدرات العسكرية لحزب الله، ولن تتنازل عن هذه الساحة؛ ما يجعل لبنان جبهة حرب مفتوحة".
المصدر / ارم نيوز