رام الله / PNN - افتتحت وزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي، اليوم الأربعاء، بالتعاون مع الممثلية الليتوانية ورشة عمل تحت عنوان: "التحول الرقمي والابتكار الحكومي".
وقال وزير الاتصالات والاقتصاد الرقمي عبد الرزاق النتشة، خلال الورشة التي عُقدت بمقر الوزارة، في مدينة البيرة، بحضور عدد من الوزراء وممثلي الوزارات، إن التكنولوجيا الحكومية ليست مجرد أداة للتحول الرقمي، بل هي محرك رئيسي للاقتصاد الرقمي، كونها تُمكّننا من بناء حكومة أكثر مرونة وكفاءة واستجابة لاحتياجات المواطنين، لذا فإن التزامنا بالتكنولوجيا الحكومية لا يتزعزع، فهي تشكل جوهر رؤيتنا لتعزيز النمو الاقتصادي وتحسين جودة الخدمات العامة.
وأضاف، أن ليتوانيا أصبحت رائدة عالميا في مجال الحوكمة الرقمية، حيث وُضعت معايير للإبداع والشفافية وتقديم الخدمات، وكانت إنجازاتها في بناء نظام هوية رقمية قوي ومنصات حوكمة إلكترونية متقدمة وخدمات عامة سلسة بمثابة مصدر إلهام للعديد من الدول، بما في ذلك دولتنا، لافتا إلى أن الشراكة
مع ليتوانيا تجسد قوة التكنولوجيا الحكومية في تحويل العمليات الحكومية.
وبين النتشة، أن ليتوانيا تقدم دروسا قيّمة، ونجحت منصتها للهوية الرقمية في تبسيط التفاعلات بين المواطنين والحكومة بشكل كبير، الأمر الذي يُسهّل على الشركات العمل ويُسهّل على الأفراد الوصول إلى الخدمات الأساسية عبر الإنترنت.
وأشار إلى أن برنامج الإقامة الإلكترونية في ليتوانيا فتح الفرص أمام رواد الأعمال الدوليين، ما يسمح للأشخاص من جميع أنحاء العالم بإنشاء الأعمال التجارية عن بعد وإدارتها، ولم ينجح هذا النهج المبتكر في جذب المواهب فحسب، بل ساهم أيضًا في وضع ليتوانيا قائدة عالمية في مجال الخدمات الرقمية، وتعزيز النمو الاقتصادي والتعاون الدولي.
ولفت إلى أنه يمكن الاستفادة من خبرة ليتوانيا في تعزيز جهود التحول الرقمي، وتطوير الحلول المشتركة التي تعمل على تحسين أنظمة الهوية الرقمية، وتعزيز تبادل البيانات بين الهيئات الحكومية، وتبني أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم خدمات عامة أفضل.
وقال النتشة، إنه في الأشهر المقبلة ستطلق الوزارة مبادرات مشتركة "برنامج تبادل الحوكمة الرقمية" و"التدريب التعاوني على الأمن السيبراني" و"المشاريع التجريبية في أتمتة الخدمات الرقمية".
بدوره، أكد مساعد وزير الخارجية والمغتربين لشؤون الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة عمر عوض الله، أن المشروع المشترك مع ليتوانيا في مجال التحول الرقمي والابتكار الحكومي، يُعتبر أحد أهم المشاريع الناجحة في فلسطين، على صعيد نقل المعرفة التكنولوجية وليس نقل التكنولوجيا فقط، مشيرا إلى أن ليتوانيا تُعتبر من الدول الرائدة عالميا في مجال الرقمنة والتكنولوجيا.
وقال عوض الله: "إلى جانب شراكتنا في هذا المشروع التكنولوجي، نتشارك مع ليتوانيا في القيم والأخلاق والالتزام بالقانون الدولي كوسيلة لحل الصراعات، مشيرا إلى انتهاك الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في فلسطين من خلال القتل والدمار غير المسبوق في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة".
وأضاف، أن الاحتلال الإسرائيلي يختبر أسلحته المطورة تكنولوجيا على الفلسطينيين، مؤكدا أن المجتمع الدولي مطالب باتخاذ الموقف الصحيح بوقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا فورا ومحاسبة الاحتلال على جرائمه وانتهاكاته.
وشكر عوض، ليتوانيا على دعمها لفلسطين في الجانب التكنولوجي، متطلعا إلى دعمها للقضية الفلسطينية على الساحة الدولية في جميع الجوانب.
من جانبه، قال ممثل ليتوانيا لدى فلسطين السفير بيرتاس فينكايتس، إن هذه الورشة تأتي استكمالا للتعاون المشترك والمتواصل منذ ثلاث سنوات في مجال التحول الرقمي والحكومة الإلكترونية.
وأضاف: صمود الشعب الفلسطيني والمواهب المتعددة التي يمتلكها الفلسطينيون، يدفعاننا إلى العمل معا على كسر الحواجز وتجاوز التحديات وإطلاق العنان للإمكانات الموجودة، للاستفادة المتبادلة من الخبرات والنجاحات في الرقمنة والحكومة الإلكترونية، والوصول الآمن والسريع إلى الخدمات الحكومية.
وأكد أهمية تعزيز الاقتصاد الرقمي بالنسبة إلى الحكومة الليتوانية، مشيرا إلى أن ليتوانيا تعمل من خلال هذا المشروع على دعم المبادرات والطاقات الفلسطينية وتبادل الأفكار والمعرفة والتجارب، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
وتضمنت الورشة جلسة حوارية لصناع القرار حول الابتكار الحكومي، والجلسة الثانية تحدثت عن عمل تقنية حول الابتكار الحكومي، وعن لمحة عامة وتحديث حول التطورات الحالية في فلسطين.
وسيتم غدا استكمال جلسات الورشة التي ستتحدث حول (VET) والتدريب التقني (ICT) نظام المهارات الرقمية، والنساء في المجال الرقمي، و (E-VAT) نظام الضرائب الإلكترونية، وتطوير منصة الصحة الإلكترونية في ليتوانيا.