رام الله/PNN- أفتتحت مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطيني، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين ونقابة الصحفيين الفلسطينيين، أمس الاثنين، المؤتمر الدولي الأول لتنمية الإعلام الفلسطيني في مدينة رام الله. شهد المؤتمر حضور رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، بالإضافة إلى ممثلين عن اليونسكو، حيث تم الإعلان عن منح مالية لدعم المؤسسات الإعلامية الفلسطينية، بما في ذلك شبكة فلسطين الإخبارية (PNN)، التي كانت من بين المؤسسات الإعلامية التي حصلت على دعم من هذا المشروع الهام.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد رئيس الوزراء محمد مصطفى على الدور الحيوي الذي يؤديه الصحفيون الفلسطينيون في نقل الحقيقة للعالم، خصوصاً في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة وحظر الاحتلال دخول الصحفيين الأجانب إلى القطاع.
وأوضح مصطفى أن الصحفيين الفلسطينيين استطاعوا توثيق جرائم الاحتلال وتجاوزوا كل التحديات لنقل الحقيقة، مؤكداً أن جهودهم كان لها تأثير كبير في تحفيز المجتمع الدولي على الدعوة إلى وقف إطلاق النار ومحاسبة مرتكبي الجرائم.
وخلال فعاليات المؤتمر، أعلن الاتحاد الدولي للصحفيين عن تقديم 22 منحة مالية بقيمة إجمالية قدرها مليون دولار لدعم المؤسسات الإعلامية الفلسطينية، والتي تشمل مؤسسات في قطاع غزة والضفة الغربية. وتم توزيع المنح على مؤسسات تعمل في مجالات الأخبار الوطنية والمحلية، بهدف تعزيز قدرتها على دفع رواتب الصحفيين ودعم إنتاج تقارير تلبي احتياجات المجتمع الفلسطيني. وكان من بين المستفيدين من هذه المنح شبكة فلسطين الإخبارية (PNN)، التي تسعى لتعزيز قدرتها على تقديم محتوى إعلامي مستقل وموثوق.
وفي مقابلة مع شبكة فلسطين الاخبارية PNN قال نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر: "تعرض الصحفيون الفلسطينيون في غزة لأبشع الانتهاكات في التاريخ الحديث، ومع ذلك واصلوا نقل الحقيقة رغم التهديدات والاعتقالات والقتل.
وأضح بأن المنح التي تم الإعلان عنها اليوم ستمكن المؤسسات الإعلامية من دفع رواتب الصحفيين المتضررين، وضمان استمرارية العمل الإعلامي في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع الإعلامي في فلسطين".
ومن جانبها، أشارت رئيسة الاتحاد الدولي للصحفيين، دومينيك برادالي، إلى أهمية الدعم الدولي للإعلام الفلسطيني، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها الصحفيون الفلسطينيون في غزة.
وذكرت أن الاتحاد الدولي قام بتوفير مساعدات مالية وإعانات لشراء المعدات الطبية والمواد اللازمة لتأمين سلامة الصحفيين في مناطق النزاع.
كما تم الإعلان خلال المؤتمر عن إطلاق فكرة "صندوق دعم الصحافة الفلسطينية" الذي سيعنى بتوفير تمويل مستدام لدعم المؤسسات الإعلامية الفلسطينية على المدى الطويل. ويعد هذا الصندوق خطوة هامة نحو تحقيق الاستقلال المالي للمؤسسات الإعلامية المحلية وتوفير بيئة إعلامية حرة ومستدامة في فلسطين.
واكد أنطوني بيلانجي، أمين عام الاتحاد الدولي للصحفيين، في حديثه مع مراسل شبكة فلسطين الاخبارية PNN خلال المؤتمر على أهمية هذا الحدث قائلاً: "أنا سعيد جداً بوجودي اليوم في هذا المؤتمر المهم الذي يهدف إلى تنظيم مستقبل الصحافة في فلسطين. لدينا شراكات متعددة مع 22 مؤسسة إعلامية في فلسطين، في غزة والضفة الغربية، ونحن نعمل جاهدين لمساعدة زملائنا الفلسطينيين في القيام بعملهم بأمان. ونأمل أن يكون هذا المؤتمر قادراً على تغطية جزء كبير من رواتب الصحافيين، لأنهم يقومون بعمل رائع ولكن من الصعب جداً عليهم العمل هنا في ظل الظروف الصعبة في الضفة الغربية وغزة. من الجيد أن اتحادات عالمية لا تزال تعمل في فلسطين، ونحن هنا اليوم لدعم هذا القطاع الإعلامي الحيوي."
كما شهد المؤتمر مداخلات من مستفيدين من المنح، حيث تم عرض تجارب دولية لدعم الإعلام في دول مثل أرمينيا والبرازيل، بالإضافة إلى جلسات حوارية حول مستقبل الإعلام الفلسطيني ودور الصندوق الوطني المزمع تأسيسه في دعم الإعلام المستقل.
في ختام المؤتمر، تم تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها الصحفيون الفلسطينيون، والتأكيد على ضرورة توفير المزيد من الدعم لحمايتهم وتعزيز قدراتهم على تقديم تقارير صحفية مهنية وموضوعية في ظل هذه الظروف الاستثنائية.