بيت لحم /PNN/ منجد جادو - ضمن برنامج الاستثمار في حقوق الانسان الذي تنفذه جمعية الرواد للثقافة والفنون انطلقت في مقر الجمعية فعاليات المخيم الصيفي للناشئة في مخيمات الضفة الغربية بعنوان كلنا غزة والذي يهدف لتعريف جيل اللاجئين بحقوقهم السياسية والاجتماعية
وأوضح رئبال الكرد، المدير التنفيذي لجمعية الرواد للثقافة والفنون، أن ورشة العمل تأتي في إطار برنامج حقوقي مخصص للأطفال، يحمل عنوان “كلنا غزة”، ويهدف إلى رفع مستوى الوعي والتعبئة لدى اليافعين والأطفال فيما يتعلق بحقوق الطفل وحقوق الإنسان، إلى جانب التعريف بالقرارات الدولية والأممية المرتبطة بالقضية الفلسطينية. وأضاف أن هذا البرنامج يشكل عملية تدريب وتأهيل تهدف إلى تمكين المشاركين من معرفة حقوقهم وآليات المطالبة بها باستخدام الأدوات الحقوقية المختلفة.
وأشار الكرد إلى أن ما يشهده الواقع الفلسطيني من محاولات مستمرة لتشويه السردية الوطنية عبر الاستعمار الصهيوني، يحتم ضرورة توفير مساحات معرفية للفئات العمرية كافة – من الأطفال إلى كبار السن والشباب – لتعزيز وعيهم بالسردية الفلسطينية وهويتهم الوطنية، مؤكداً أن هذه الفئات هي جزء فاعل في صناعة التغيير وبناء المستقبل.
التدريبات تناولت العديد من المواضيع ابرزها حقوق اللاجئين وفق ما تنص عليه القوانين الدولية في تقرير المصير والعيش بحرية وكرامة الى جانب حقهم في التعليم وغيرها من حقوق.
وقال المحامي كريم رصرص، مدرب في مخيم “كلنا غزة” الحقوقي للأطفال، إننا نعمل اليوم في مخيم عايدة ضمن إطار برنامج دولي لحقوق الإنسان، يهدف إلى الاستثمار في الإنسان عبر رفع الوعي بالحقوق الأساسية، سواء كانت حقوق الطفل أو حقوق اللاجئ الفلسطيني.
وأوضح أن البرنامج يركز أيضًا على تعريف المشاركين بحقوقهم السياسية والحقوق المنصوص عليها في القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية والأمم المتحدة.
وأشار رصرص إلى أن هذه المرحلة من التدريب ضرورية للأطفال، في ظل حالة التخبط الإعلامي السائدة، والحاجة الملحة لفهم أعمق للقضية الفلسطينية، وبناء خلفية قانونية وسياسية راسخة لدى الأجيال الناشئة.
وأضاف أن البرنامج يُركّز بشكل خاص على حق اللاجئين الفلسطينيين، لا سيما أن معظم المشاركين هم من أبناء المخيمات، الذين يعايشون واقع اللجوء يوميًا.
وختم بالقول إن الطفل الفلسطيني لا يزال يُحرم من العديد من حقوقه الأساسية في ظل الظروف السياسية والإنسانية الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية.
الاطفال من مختلف مخيمات اللاجئين بمحافظات الضفة عبروا عن سعادتهم بمشاركتهم في هذا المخيم والبرنامج كونها تساعدهم في التعرف على حقوقهم السياسية والاجتماعية المختلفة.
و قالت الطفلة ريتا عودة، مؤسسة مبادرة “ليلَك” من مخيم الدهيشة وإحدى المشاركات في المخيم الصيفي “كلنا غزة”، إن المشاركة في هذا البرنامج كانت تجربة ممتعة ومفيدة، وتركت أثرًا كبيرًا في داخلها. وأضافت: “تناولنا خلال الورش موضوع حقوق الطفل وحقوق الإنسان، وقد ساعدني ذلك على أن أتعرف على حقوقي وأصبح أكثر وعيًا بها”
واضاف الطفل سامي شريعة، أحد المشاركين في مخيم “كلنا غزة” من مخيم الدهيشة، ومن مركز “ليلَك”، إن التجربة كانت مفيدة جدًا، موصيًا جميع الأطفال بالمشاركة في مثل هذه البرامج. وأضاف: “تناولنا اليوم عدة مواضيع مهمة، منها الحقوق الأساسية، والسينما الفلسطينية، إلى جانب الحديث عن معاناة الأسرى داخل سجون الاحتلال”. وأوضح أنه تم خلال اليوم اللقاء بمحامين وأخصائيين نفسيين، ما أتاح للمشاركين فهمًا أعمق لهذه القضايا.
واختتم بالقول: “هذا الموضوع مهم جدًا لأن هناك الكثير من الناس لا يعرفون حقوقهم، ولا يمتلكون الوعي الكافي بها، ولذلك من الضروري أن نكون على دراية بها منذ الصغر”.
من جهتها، قالت الطفلة رنا خاروفة من مؤسسة مركز بلدي للثقافة والفنون، إن هذه الدورات في غاية الأهمية، موصية جميع الأطفال بالمشاركة فيها. وأضافت: “نحن كشعب فلسطيني من الضروري أن نكون على دراية بحقوقنا، وخاصة في هذا العمر، حتى نتمكن من الدفاع عنها عندما نكبر”. وأشارت إلى أن البرنامج أسهم في تعريفهم بعدد من القضايا، مثل جغرافية فلسطين وتضاريسها، والخريطة التاريخية للوطن، مما عزز من فهمهم لهويتهم الوطنية.
على الرغم من اعوجاج موازين القوى العالمية وعدم تنفيذ القوانين الدولية التي تحمي اللاجئين في فلسطين ترى جمعية الرواد للثقافة والفنون اهمية كبيرة لتعريف الأجيال القادمة بحقوقها ايمانا منها باهمية المعرفة لتكون سلاحا بيد الاجيال المقبلة.