باريس / PNN - وجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رسالة شديدة اللهجة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، محذّراً من أن إعادة احتلال قطاع غزة والتمسك بسياسة الاستيطان في الضفة الغربية لن يحققا لإسرائيل أي نصر، بل سيؤديان إلى عزلتها دولياً، وتعزيز معاداة السامية عالمياً، وتعريض الجاليات اليهودية في الخارج لمزيد من الأخطار.
وأكد ماكرون في رسالته، المؤرخة في 26 آب، أن فرنسا ستبقى صديقة لإسرائيل والفلسطينيين على حد سواء، لكنها لن تصمت أمام ما وصفه بـ “السباق نحو حرب دائمة وغير شرعية في غزة" وما يرافقها من تهجير قسري وتجويع للفلسطينيين. وقال إن هذه السياسات لن تمحو وجود الشعب الفلسطيني من أرضه ولن تضمن لإسرائيل أن تبقى “ديمقراطية كبرى ووطناً قومياً لليهود”.
وشدد الرئيس الفرنسي على أن مكافحة معاداة السامية "قضية مبدئية" لا يجوز استغلالها لتبرير سياسات إسرائيل الحالية، مذكّراً بأنه كان أول رئيس فرنسي يتبنى رسمياً تعريف "التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة" عام 2017 الذي يعتبر معاداة الصهيونية شكلاً من أشكال معاداة السامية، لكنه أوضح أن هذا التعريف "لا يمكن أن يعفي إسرائيل من مسؤولياتها" في الأراضي الفلسطينية.
وربط ماكرون بين أمن إسرائيل وضرورة قيام دولة فلسطينية ذات سيادة، منزوعة السلاح، تعترف بإسرائيل وتعيش بسلام إلى جانبها. ورأى أن هذه الدولة يجب أن تمثل نهاية حركة حماس، معتبراً أن الحرب المستمرة منذ قرابة عامين أثبتت أن "السبيل الوحيد فعلاً للقضاء على حماس وضمان مستقبل شباب إسرائيل هو قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة"
وأشار ماكرون إلى أن فرنسا والسعودية نجحتا الشهر الماضي في حشد دول عربية وغربية في نيويورك للبحث في "اليوم التالي للحرب"، بما يشمل تحمل مسؤوليات أمنية انتقالية في غزة، والمساهمة في نزع سلاح الجماعات المسلحة، ودعم إعادة إعمار القطاع المنكوب. وقال إن هذا الالتزام الدولي “غير مسبوق” ويجب على إسرائيل عدم إضاعته.
كما حذّر ماكرون من أن مواصلة العمليات العسكرية ستفقد إسرائيل "الفرصة التاريخية" لتحويل مكاسبها العسكرية إلى "انتصار سياسي مستدام يضمن أمنها وازدهارها" مؤكدا أن "الاحتلال، والاستيطان، وخطاب الكراهية، لن يقود إلا إلى مزيد من العزلة"، داعياً نتنياهو إلى اغتنام اليد الممدودة من المجتمع الدولي للعمل نحو سلام عادل ودائم.
وختم الرئيس الفرنسي رسالته بالتشديد على أن "إطاراً لإنهاء الأزمة في غزة ووقف إطلاق نار دائم بات في متناول اليد"، مضيفاً ان "المسؤولية تقع عليكم، السيد رئيس الوزراء، في أن تختاروا طريق السلام بدل دوامة الحرب".