رام الله / PNN - زار وفد يضمّ نحو ألف قسّ إنجيلي أميركي موقع "شيلو" الاستيطاني وسط الضفة الغربية المحتلة، في فعالية حملت رسائل سياسية واضحة تجاه الإدارة الأميركية، ودعمًا مباشرًا لمطالب المستوطنين بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة.
الفعالية، التي نظمت يوم الجمعة الماضي وموّلتها الحكومة الإسرائيلية، تحولت إلى منصة للضغط على واشنطن، وخصوصًا على نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، الذي سبق أن أعلن معارضته لضمّ الضفة.
وخلال التجمع الرئيسي، خاطب القسّ مايك إيفنز الحاضرين من قساوسة و"مؤثرين"، داعيًا إياهم إلى إظهار دعم قوي أمام الكاميرات. وقال: "رئيس الحكومة طلب صورة، ونحن سنمنحه الصورة التي يريد".
واعتبر إيفنز أن القساوسة مطالبون بإثبات أن قاعدة الدعم الإنجيلي لا تقبل أي سياسة أميركية تعارض السيادة الإسرائيلية على الضفة. ولوّح بكتاب التوراة مخاطبًا فانس: "هذه ليست سياستك ولا سياستي، هذه كلمة الرب؛ يهودا والسامرة هي أرض الكتاب المقدس، فلا تضغط على إسرائيل لتقديمها لأعداء اليهود".
وشدد القس الإنجلي وهو يلوّح مجددًا بالكتاب المقدس، على أن "حركة MAGA"، وهي القاعدة الداعمة للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، "مبنية على هذا الكتاب وعلى الإله الوارد في هذا الكتاب، إله إسرائيل".
وبحسب المنظمين، تهدف الزيارة، التي سميت "قمة السفراء"، إلى عرض الوفد باعتباره "أكبر بعثة إنجيلية تزور إسرائيل"، مع برنامج شمل لقاءات مع وزراء ومسؤولين أمنيين، وزيارة لـ"غلاف غزة"، والمقبرة العسكرية في القدس المحتلة.
وتحوّلت الجولة الميدانية في "شيلو" إلى منصة إضافية لنشر رسائل سياسية داخلية. فقد رافق الوفد رئيس المجلس الاستيطاني "بنيامين"، يسرائيل غانتس، الذي قدّم نفسه أمام القساوسة "كمَن يطبّق السيادة فعليًا".
وأشار غانتس إلى مبانٍ أقيمت رغم رفض وزارة الجيش . وقال لهم: "بنيت رغم المنع، ولم أهتم. هذه أرض الكتاب المقدس". وقدّم غانتس القساوسة بوصفهم "سفراء يهودا والسامرة" مطالبًا إياهم "بمساعدة إسرائيل في واشنطن".
وشهد الحدث لحظات تعبئة دينية واضحة، إذ طلب إيفنز من القساوسة الوقوف والدعاء "من أجل الرئيس ونائبه"، مؤكدًا أن دعمهم السياسي ينبع من إيمانهم بأن الضفة الغربية جزء من "أرض الميعاد".
الزيارة تأتي بعد انتقادات سابقة أثارت جدلًا داخل القاعدة الإنجيلية، ولا سيما تصريحات فانس خلال زيارته لإسرائيل في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي حين أعلن معارضة واشنطن لأي ضمّ أحادي للضفة.
وأثار هذا الموقف غضب قادة إنجيليين ومستوطِنين على حدّ سواء. وتُظهر التحركات الحالية محاولة منظمة للتأثير على موقف الإدارة الأميركية قبل الانتخابات، ودعم نتنياهو في خطاب سياسي يربط بين الرواية التوراتية والاستيطان.
واختتم الوفد جولته عند حائط البراق، حيث التقى الحاخام شموئيل رابينوفيتش الذي وصف نفسه بأنه "صديق مقرب لترامب"، ودعا القساوسة إلى ترديد "آمين" ثلاث مرات، قبل أن يلتقط صورًا جماعية مع وفد يتألف بالكامل من قساوسة مسيحيين.
وتعكس الجولة، بكل محطاتها الدينية والسياسية، محاولة منسّقة لدمج الخطاب الإنجيلي الأميركي بالمشروع الاستيطاني في الضفة، ولإيصال رسالة مباشرة إلى الإدارة الأميركية بأن أي ضغط على إسرائيل سيكون ثمنه سياسيًا داخل قاعدة ترامب الإنجيلية.
المصدر / عرب 48