غزة / PNN - عقدت جمعية إبداع المعلم بالشراكة مع اتحاد المعلمين، صباح يوم الأربعاء 17 كانون الأول/ديسمبر 2025، لقاءً تربويًا حواريًا بعنوان أصوات المعلمين والخبراء لتعزيز الحق في التعليم، وذلك في قاعة تايتانيك وسط مدينة خان يونس، بتمويل من الاتحاد الأوروبي وملتقى الطلبة، وبمشاركة واسعة من نخبة من المعلمين ذوي الخبرة، والخبراء والأكاديميين التربويين، وممثلين عن وزارة التربية والتعليم، إلى جانب مؤسسات المجتمع المدني وأولياء الأمور.
وجاء اللقاء في ظل مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، بهدف تقييم واقع العملية التعليمية والدعم النفسي في قطاع غزة، وتسليط الضوء على التحديات التربوية والنفسية التي تواجه الطلبة والمعلمين، والعمل على بلورة رؤى وتوصيات عملية تسهم في التعافي التعليمي والنفسي وضمان الحق في التعليم.
وشهد اللقاء نقاشات معمّقة حول الفجوة التعليمية الناتجة عن الانقطاع الطويل عن التعليم، والأثر النفسي والاجتماعي طويل الأمد الذي خلّفته الحرب على الطلبة والمعلمين، وأهمية تبنّي استجابة تعليمية شاملة تراعي الدعم النفسي والاجتماعي، واحتياجات الفئات الأكثر هشاشة، بما في ذلك الأطفال المتأثرين بالصدمات وذوي الإعاقة.
وأكد الدكتور محمود البراغيتي، مدير برنامج الدعم النفسي الاجتماعي، أن أهمية هذا اللقاء تنبع من توقيته الحساس، مشددًا على أن مرحلة التعافي لا يمكن أن تتحقق دون الاستماع الحقيقي لأصوات المعلمين والخبراء التربويين.ونحن اليوم أمام مسؤولية جماعية لإعادة بناء العملية التعليمية على أسس تراعي الصحة النفسية والاحتياجات الواقعية للطلبة والمعلمين، والاستماع إلى صوت الخبراء هو المدخل الأساسي لوضع استجابات حقيقية تساهم في التعافي المجتمعي.
وأضاف الدكتور عمر دحلان مدير الجلسة الحوارية أن دعم المعلمين وتمكينهم بالمعرفة والموارد اللازمة يمثل خطوة جوهرية لضمان استمرارية التعليم وحماية حق الأطفال في التعلم ضمن بيئة تعليمية آمنة وشاملة.
من جانبه، أكد الدكتور محمد أبو جاسر، الخبير التربوي ومسؤول الاتحاد العام للموظفين في قطاع غزة ، أن المرحلة الحالية تتطلب إعادة تنظيم شاملة للعملية التعليمية تقوم على التخطيط العلمي والتكامل بين الجهات الرسمية والمؤسسات الداعمة، بعيدًا عن العشوائية والحلول المؤقتة.
وأشار إلى أهمية توحيد المرجعيات التعليمية، وتحديد الأدوار والمسؤوليات بوضوح، والاستفادة من خبرات الجامعات والباحثين في معالجة الفاقد التعليمي، ودمج الدعم النفسي ضمن البرامج التعليمية، وتطوير نماذج تعليمية مرنة تجمع بين التعليم الوجاهي والإلكتروني بما يتلاءم مع واقع قطاع غزة.
وشاركت الدكتورة هدى كلاب في عرض أهم توصيات اللقاء الحواري الذي جاءت على النحو التالي :
1. مراجعة الرزم التعليمية، والتركيز على المحتوى، خاصة للمرحلة الأساسية، وتحديد الفجوة التعليمية.
2. تعزيز المهارات الأساسية من خلال برامج قيمية لمعالجة الخلل القيمي الناتج عن الحرب.
3. تنفيذ مشاريع متخصصة للدعم النفسي عبر تدخلات علاجية منهجية.
4. تبنّي وزارة التربية والتعليم برامج دعم نفسي منظمة تشمل جميع الطلبة، لتهيئتهم نفسيًا للعودة إلى الروتين المدرسي.
5. التنسيق بين المؤسسات التعليمية المحلية (وزارة التربية الحكومية ووزارة الغوث) في شقي الوطن (غزة – رام الله) للحد من العشوائية في العمل التعليمي.
6. دمج خبراء الجامعات في تنظيم العملية التعليمية من خلال أبحاث ودراسات ميدانية تعكس واقع التعليم في القطاع.
7. تأهيل المعلمين نفسيًا وتربويًا من خلال إشراكهم في دورات تدريبية متخصصة لا تقل عن ثلاثين ساعة، لضمان بيئة صفية آمنة.
8. التنسيق مع جميع المؤسسات الداعمة للنقاط التعليمية لضمان استمرارية عمل هذه المساحات، وتوفير المستلزمات الأساسية لها.
9. إعداد دليل وبروتوكول واضح للتدريب التربوي والنفسي.
10. وضوح دور وزارة التربية والتعليم وإشرافها على جميع النقاط التعليمية المدعومة وغير المدعومة، من خلال خطط تحاكي الواقع وتحقق التعافي التعليمي.
11. تحديد دور المؤسسات الداعمة للعملية التعليمية من خلال خطط تنفيذية واضحة.
12. إعادة تعريف أدوار المعلم، والطالب، وأولياء الأمور في العملية التعليمية في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار.
13. تفعيل الإشراف التربوي، والاستفادة من وجود الخبراء في تنظيم العملية التعليمية وتوجيهها.
14. تطوير التعليم الإلكتروني من خلال الدمج بين التعليم الوجاهي والتعليم الإلكتروني.
15. فرز الطلبة حسب المستوى التعليمي، والتركيز على تنمية المهارات الأساسية لدى الفئات الضعيفة.
16. تقديم الرعاية النفسية للمعلمين والطلبة، ودمج الأسرة في برامج الدعم النفسي باعتبارها ركيزة أساسية للتعافي التعليمي والنفسي.
17. دمج ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال مواءمة وتجهيز النقاط التعليمية بما يتناسب مع احتياجاتهم.
18. إيجاد مرجعية وطنية موحّدة لرسم تصور عام لتنظيم العملية التعليمية.
19. توفير مساحات وأراضٍ لإقامة نقاط تعليمية في المناطق البعيدة والمحرومة.
20. إجراء تقييم سريع لبرامج التهيئة النفسية والتعليمية لتحديد الاحتياجات الفعلية.
21. التأكيد على ضرورة تحقيق مبدأ التكاملية في تنظيم العملية التعليمية بين جميع الجهات المعنية.
وفي ختام اللقاء، شدد المشاركون على أهمية استمرار الحوار والتنسيق بين وزارة التربية والتعليم والمؤسسات التعليمية والمجتمع المحلي والخبراء، والعمل المشترك لوضع سياسات تعليمية مرنة تستجيب لواقع ما بعد الحرب، وتضمن الحق في التعليم كأحد الحقوق الأساسية غير القابلة للتأجيل.