القدس - PNN - قال السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، اليوم الإثنين، إن إيران “لم تستوعب بعد الرسالة” التي وُجهت إليها عقب الهجوم الأميركي على منشأة فوردو، في تصريحات جاءت في إطار التلويح بإمكانية تصعيد إضافي في مواجهة طهران.
وأضاف هاكابي، رداً على سؤال بشأن احتمال تصعيد جديد مع إيران، خلال مقابلة أُجريت معه على هامش مؤتمر “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب، أن “الإيرانيين على ما يبدو لم يفهموا الرسالة الكاملة من القاذفات التي هاجمت فوردو”، معتبراً أنهم “يحاولون الحفر أعمق”.
وشدد السفير الأميركي على أن الرئيس دونالد ترامب ثابت في موقفه من الملف الإيراني، مؤكداً أن “إيران لن تخصب اليورانيوم أبداً، ولن يكون لديها سلاح نووي”.
واعتبر هاكابي أن إيران لا تشكل تهديداً لإسرائيل فقط، بل للولايات المتحدة والعالم بأسره، موجهاً انتقادات حادة للدول الأوروبية، قائلاً: “إذا كان الأوروبيون لا يفهمون تهديد إيران، فهم أغبى حتى مما كنت أعتقد”.
وأضاف أن التهديد الإيراني للولايات المتحدة مستمر منذ عقود، قائلاً: “إيران تهدد الولايات المتحدة منذ 46 عاماً. منذ البداية قالوا: الموت لإسرائيل، الموت لأميركا، في الجملة نفسها، ولم يكن هناك فصل يوماً”.
وتابع: “إسرائيل هي فقط المقبلات، لكنهم لم يخفوا أبداً أن هدفهم الأساسي هو تدمير الولايات المتحدة”.
وفي السياق ذاته، ذكر موقع “أكسيوس” أن إسرائيل أبلغت إدارة ترامب نهاية الأسبوع بوجود مخاوف من تخطيط إيران لشن هجوم ضدها، مشيراً إلى أن مناورة نفذتها القوات الصاروخية التابعة للحرس الثوري الإيراني قد تدل على هجوم محتمل.
وبشأن الوضع في قطاع غزة، قال هاكابي إن خطة الرئيس ترامب المكونة من 20 بنداً “تركز بالكامل على نزع سلاح حركة حماس”، مضيفاً: “إذا لم يتم التخلص من حماس، فكيف يمكن إعادة بناء غزة؟ من سيستثمر هناك؟ عليهم أن يضعوا السلاح ويرحلوا”.
وعن لبنان، أشار السفير الأميركي إلى أن إسرائيل “تأمل في اليوم الذي يمكنها فيه وقف الضربات هناك”، مؤكداً أن الجميع يدرك ضرورة تعزيز قدرات الجيش اللبناني، رغم أن ذلك “مسار أبطأ مما هو مرغوب”، على حد تعبيره.
وفي ما يتعلق بسوريا، قال هاكابي إن إسرائيل “ليست معنية بغزو سوريا أو السيطرة عليها”، مدعياً أن وجود “حدود آمنة” ضروري لمنع تكرار أحداث السابع من أكتوبر. وأضاف أن الرئيس السوري أحمد الشرع “يعرف أن طريق استقرار الدولة وبقائه في الحكم يمر عبر السلام مع إسرائيل”.
كما أكد التزام الإدارة الأميركية بالحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل، خاصة مع اقتراب موعد تجديد مذكرة التفاهم بين الجانبين، مشيراً إلى أهمية تأمين هذه التفاهمات على المدى الطويل.
وانتقد هاكابي الأصوات المعارضة للدعم الأميركي لإسرائيل، قائلاً إن الشراكة بين البلدين “هائلة”، وتحقق للولايات المتحدة عوائد أكبر مما يدركه معظم الأميركيين.
وفي سياق متصل، أفادت شبكة “NBC News” بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سيحاول، خلال لقائه المرتقب مع الرئيس ترامب الأسبوع المقبل، إقناعه بضرورة تنفيذ عمل عسكري إضافي ضد إيران.
وذكرت الشبكة أن إسرائيل تخشى من تسريع إيران وتيرة إنتاج الصواريخ الباليستية، إلى جانب محاولاتها إعادة تأهيل منشآت تخصيب اليورانيوم التي استهدفتها الولايات المتحدة في يونيو الماضي، معتبرة أن هذه التطورات تشكل تهديداً لإسرائيل والمنطقة ومصالح الولايات المتحدة.