الشريط الاخباري

محافظ بيت لحم لــ PNN : بيت لحم تحت الحصار… أعياد الميلاد رسالة صمود في وجه التهجير

نشر بتاريخ: 24-12-2025 | محليات , تقارير مصورة , PNN مختارات
News Main Image

بيت لحم / PNN - في ظل حصار خانق وتوسع استيطاني متواصل، تحتفل محافظة بيت لحم هذا العام بأعياد الميلاد المجيدة كرسالة صمود للشعب الفلسطيني على أرضه. 
وقال محافظ محافظة بيت لحم، محمد طه أبو عليا، خلال لقاء خاص لشبكة فلسطين الإخبارية PNN بمناسبة الأعياد، إن المدينة تواجه تحديات اقتصادية وأمنية غير مسبوقة نتيجة الحصار الإسرائيلي وسياسات التهجير القسري، مؤكّدًا أن الاحتفالات هذا العام تحمل رمزية وطنية ودينية في آن واحد، تعكس تمسك الفلسطينيين بالحياة رغم كل الصعوبات.


وأضاف أبو عليا أن الحياة الاقتصادية في بيت لحم تشهد تدهورًا غير مسبوق نتيجة الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن المحافظة تعتمد بشكل أساسي على قطاع السياحة، الذي توقف بشكل شبه كامل منذ السابع من أكتوبر، ما أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة لتتجاوز 40%، وهي الأعلى على مستوى الوطن.

وأوضح أن قطاع السياحة يشكل ما بين 10–15% من القوى العاملة، إلى جانب توقف مصادر دخل أخرى نتيجة احتجاز حكومة الاحتلال لأموال المقاصة، ما تسبب بشلل اقتصادي واسع. وأشار إلى أن الأزمة تزداد تعقيدًا كون بيت لحم ليست محافظة زراعية، بسبب تحكم الاحتلال بمصادر المياه، ما يحرمها من بدائل اقتصادية قادرة على امتصاص آثار هذا التوقف.

وأكد أبو عليا أن الشعب الفلسطيني قرر أن تكون أعياد الميلاد هذا العام بطابع مختلف عن الأعوام السابقة، وقال إن إضاءة شجرة الميلاد والاحتفال بالعيد المجيد يحمل رسالة حياة وصمود، لا تقتصر على الشعائر الدينية فقط، بل تعكس تمسك الشعب الفلسطيني بالحياة على أرضه، في وقت تعلن فيه القيادة الإسرائيلية يوميًا أن هدفها تهجير الفلسطينيين. وأوضح المحافظ أن ذروة الاحتفالات ستبلغ في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، بحضور عشرات القناصل والسفراء من دول العالم، إضافة إلى وسائل إعلام دولية.

وأشار المحافظ إلى أنه خلال هذه المناسبة، جرى إطلاع القناصل والسفراء على معاناة الشعب الفلسطيني، وعلى الممارسات الخطيرة التي يقوم بها المستوطنون، خاصة في شرق محافظة بيت لحم، بدعم وحماية جيش الاحتلال، مؤكّدًا أن هذه الممارسات تحدث بشكل يومي وتهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم عبر الحصار الاقتصادي والسياسات القمعية. 
وأضاف أن الشعب الفلسطيني من حقه أن يعيش بحرية وفي دولة مستقلة دون احتلال، وأن هذه الرسائل يجب أن تصل بوضوح إلى المجتمع الدولي.

وقال أبو عليا إن فنادق بيت لحم شهدت منذ بداية ديسمبر تواجدًا لوفود دبلوماسية من الاتحاد الأوروبي، بالتزامن مع احتفالات أعياد الميلاد، موضحًا أن المحافظة آمنة، بل أكثر أمانًا من العديد من المدن الإسرائيلية، وأن العائق الحقيقي أمام السياحة، خاصة الدينية والخارجية، هو تحكم الاحتلال الإسرائيلي بهذا الملف. 
وأكد أن السائح يستطيع زيارة بيت لحم والإقامة في فنادقها وزيارة كنيسة المهد والتجول في أسواقها بأمان، باستثناء جرائم الاحتلال اليومية.

وأضاف المحافظ أن عشرات القناصل والسفراء من أوروبا وأمريكا الجنوبية زاروا المحافظة ضمن جولات نظمتها وزارة السياحة، حيث اطلعوا على عدد المستوطنات والبؤر الاستيطانية والممارسات الإسرائيلية اليومية، وتلقوا دعوات لتشجيع شعوبهم وجالياتهم على زيارة بيت لحم دينيًا وسياحيًا، مشيرًا إلى أن الانطباعات الإيجابية لهذه الزيارات قد تنعكس على حركة السياحة خلال الفترة المقبلة.

وأكد أبو عليا أن هناك دعوة خاصة للجاليات الفلسطينية في الخارج، لا سيما في أمريكا اللاتينية وشيلي، حيث يعيش عدد كبير من أبناء بيت جالا، لزيارة فلسطين ودعم صمود شعبها، مؤكدًا أن زيارة فلسطين ليست تطبيعًا، بل “زيارة أهلٍ لسجين في سجن مفتوح”، كما وصفها الرئيس الفلسطيني.

وأوضح المحافظ أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية وضعت خطة شاملة لتأمين أجواء أعياد الميلاد، رغم الظروف المعقدة وغياب أي ضمانات بعدم قيام الاحتلال باقتحامات أو مداهمات خلال هذه الفترة، وتم توجيه رسائل رسمية للجانب الإسرائيلي بضرورة وقف الانتهاكات خلال الأعياد.

وفيما يتعلق بمحاولات الاحتلال التدخل في استقبال البطريرك في بيت جالا، أكد أبو عليا أن هذا الاستقبال هو استحقاق فلسطيني على أرض فلسطينية، وأن محاولات الاحتلال الظهور كطرف “مسهّل” تتناقض مع الواقع، في ظل الجدار الفاصل الذي يقتطع مساحات واسعة من أراضي بيت لحم وبيت جالا لصالح التوسع الاستيطاني. وأشار إلى رفض الادعاءات الإسرائيلية التي تزعم أن سبب الهجرة المسيحية هو “الإرهاب الفلسطيني”، مؤكّدًا أن السبب الحقيقي هو ممارسات الاحتلال، والاستيلاء على الأراضي، بما فيها أراضٍ تعود لكنائس ومواطنين مسيحيين، وآخرها إقامة بؤرة استيطانية على أراضي المواطنين في منطقة عش غراب.

وختم المحافظ حديثه بالتوجيه بالتحية لأهالي بيت لحم وللشعب الفلسطيني بمناسبة أعياد الميلاد، مع الدعاء بالرحمة للشهداء والحرية للأسرى في سجون الاحتلال، والتأكيد على التضامن مع أهل غزة الذين يعانون من حرب إبادة وحصار مستمر، ومع أهل شمال الضفة الغربية، خاصة في مخيمات جنين وطولكرم، معربًا عن أمله بأن يكون عام 2026 عامًا للسلام، وعام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، وأن يتمكن الشعب الفلسطيني من ممارسة حياته وعبادته بحرية، دون حواجز أو تصاريح أو قيود. 
وختم بالقول إن الشعب الفلسطيني، رغم كل ما يواجهه، سيبقى صامدًا على أرضه “كما طائر الفينيق ينهض من تحت الرماد”، متمسكًا بحقه في الحياة والحرية والاستقلال.

شارك هذا الخبر!