الشريط الاخباري

للعام الثالث.. غزة تطفئ أضواء الميلاد بانتظار "جرس السلام"

نشر بتاريخ: 24-12-2025 | محليات , تقارير مصورة , PNN مختارات
News Main Image

غزة / PNN - يحلّ عيد الميلاد هذا العام على مسيحيي قطاع غزة بطابع مختلف، للمرة الأولى بعد الحرب وفي ظل هدنة هشة، حاملاً مشاعر متناقضة تجمع بين الفرح بعودة الشعائر الدينية، والحزن العميق على ما خلّفته الحرب من فقدٍ وألم.

وقال طوني أسعد المصري، وهو من سكان قطاع غزة، إن عيد الميلاد هذا العام يأتي بعد عامين من الغياب القسري عن الأجواء المعتادة، موضحًا أن العيدين الماضيين مرا عليه وعائلته وهم نازحون في جنوب القطاع، يعيشون في خيمة بعيدًا عن بيوتهم وكنائسهم.

وأضاف أن عامي 2023 و2024 شهدا مرور العيد وهم نازحون على شاطئ البحر وفي مناطق جنوب القطاع، مؤكدًا أن هذا هو العيد الثالث منذ بدء الحرب، لكنه الأول الذي يتمكنون فيه من الاحتفال داخل الكنيسة.

وأشار المصري إلى أن وصولهم إلى الكنيسة جاء بدعم ورعاية راعي الكنيسة الأب جبرائيل والأب يوسف، معربًا عن سعادته بالاحتفال هذا العام بين أبناء الطائفة المسيحية، رغم قسوة الظروف التي ما زالت تحيط بهم.

وأكد أن فرحة العيد تبقى غير مكتملة، في ظل استمرار الألم في قلوبهم تضامنًا مع أبناء الشعب الفلسطيني الذين استشهدوا أو فُقدوا خلال الحرب، قائلًا إن ما يعيشونه لا يمكن فصله عن معاناة شعبهم.

وشدد على أن الفلسطينيين، والمسيحيين على وجه الخصوص، يحملون رسالة سلام لا حرب، مستحضرًا تعاليم السيد المسيح القائمة على المحبة والسلام، مؤكدًا أن المسيح لم يدعُ يومًا إلى القتل أو الموت، بل إلى التعايش والإنسانية.

وأضاف أن رسالة الميلاد هذا العام، رغم الألم، تبقى دعوة مفتوحة للسلام، مشيرًا إلى أن أمنيته، كما أمنية كثيرين، أن ينعم شعبه والعالم بالأمان والاستقرار.

وأكد على سعادته بالقدرة على إحياء العيد هذا العام، رغم إدراكه أن الفرح ناقص، في ظل الخسائر الكبيرة التي تكبدها الشعب الفلسطيني من أطفال ونساء وشيوخ، وجراح ما زالت مفتوحة.

من جهتها، قالت أمل ناصر عموري، زوجة طوني المصري، إن تجربة النزوح المتكرر خلال الحرب تركت أثرًا نفسيًا عميقًا على حياتهما ومعنى العيد بالنسبة لهما، موضحة أنهما نزحا أكثر من مرة، وكان آخر مكان استقرّا فيه منطقة القادسية جنوب قطاع غزة.

وأضافت أن العائلة اضطرت للتنقل المتكرر حتى داخل الجنوب نفسه، قبل أن تستقر في القادسية، ثم طُلب منها لاحقًا المغادرة بسبب الأوضاع الأمنية، وصولًا إلى المدينة، مشيرة إلى أن عودتهم الأولى إلى المنزل منحتهم شعورًا مؤقتًا بالراحة، سرعان ما تلاشى أمام حجم المعاناة.

وأوضحت أن اجتماعهم هذا العام مع أبناء الطائفة المسيحية داخل الكنيسة شكّل دعمًا نفسيًا كبيرًا، مؤكدة أن العيد غاب عن حياتهم طوال العامين الماضيين، وأنهم لم يشعروا بطعمه إلا بشكل جزئي هذا العام، من خلال الشعائر الدينية فقط.

وأشارت إلى أن وجود الكنيسة والصلاة داخلها أحدث فرقًا جوهريًا مقارنة بفترة النزوح في الجنوب، حيث لم تكن هناك كنائس أو أي مظاهر دينية مسيحية، ما عمّق شعور الغياب والحرمان.

وأضافت أن أعياد الميلاد قبل الحرب كانت مختلفة كليًا، مليئة بالفرح والاستعدادات، من الزينة والحلويات إلى التجمعات العائلية، مؤكدة أن النزوح حرمهم حتى من أبسط الرموز الدينية، مثل شجرة الميلاد والمغارة.

وأكدت أن الحرب أثّرت عليهما نفسيًا بشكل بالغ، خاصة في ظل شعور الخوف والوحدة، موضحة أنهما يعيشان بمفردهما، وهما من كبار السن، دون وجود أبنائهما إلى جانبهما للاطمئنان عليهما، لافتة إلى أنهما لم يتمكنا من زيارة بيت لحم منذ ثلاث سنوات.

وتابعت أن بيت لحم كانت تمثّل لها محطة أساسية في كل عيد ميلاد، إذ اعتادت زيارتها والاحتفال فيها، خصوصًا خلال يومي الرابع والعشرين والخامس والعشرين من الشهر، تزامنًا مع وصول البطريرك، معتبرة أن الغياب عنها زاد من ثقل الشعور بالفقد.

وقالت: “نحن لا نحب الحرب، نحن نريد السلام، ونريد أن نعيش أعيادنا بطمأنينة كما كنا من قبل.”

شارك هذا الخبر!