بقلم : سري القدوة
يتعرض الشعب الفلسطيني لمجازر وحشية من الاحتلال نتيجة القصف العنيف لقطاع غزة وذلك يعتبر شكلا من أشكال الإبادة الجماعية وان عدوان الاحتلال لن يتوقف واعتداءاته اليوم أكثر بكثير مما كانت عليه من قبل وهذا يتطلب منا الوقوف جميعا عند مسؤولياتنا في كل الأمور.
اليوم يعيش قطاع غزة في وقائع شديدة الخطورة في ظل ارتفاع وتيرة انتهاكات قوات الاحتلال حيث دمرت طائرات الاحتلال الإسرائيلي الحربية، 22639 وحدة سكنية، و10 مؤسسات صحية، فيما تضررت 48 مدرسة، وارتفعت حصيلة الشهداء الى اكثر من 900 شهيدًا، وإصابة 4550 بجروح متفاوتة وبحسب وزارة الصحة، فإن من بين الشهداء 260 طفلاً و230 سيدة، في حين كان 10% من الإصابات كانت من الأطفال وتسببت جرائم الاحتلال في تسجيل مجازر بحق 13 عائلة وأدت هذه المجازر إلى استشهاد 105 من ذويهم، ولا زال عدد كبير منهم تحت الركام.
وما من شك بان الأزمة الإنسانية في قطاع غزة بدأت تتفاقم مع اشتداد الحصار وقائع العدوان وأننا تنظر ببالغ القلق إزاء الأزمة الإنسانية المتصاعدة في قطاع غزة والناجمة عن اعتداءات الاحتلال بحق السكان المحميين في القطاع بمن في ذلك الطواقم الاعلامية والطبية.
في ظل ما تشهده الاراضي الفلسطينية المحتلة وخصوصا بعد اعلان الحرب من قبل حكومة التطرف الاسرائيلية بات من المهم العمل على توحيد مواقفنا لمواجهة ما نتعرض له من عدوان شرس وغير مسبوق ولا بد من أن نركز على الأولويات وأهمها التصدي للاحتلال وجرائمه وأي شيء لا يجوز أن يطفو على السطح في الفترة الحالية ويجب ترك المناكفات السياسية بين جميع الفصائل الفلسطينية جانبا ويجب على مدراء المؤسسات والفصائل الفلسطينية شد أزر المواطنين وإعطائهم الأمل خصوصا في الفترة الراهنة إذ يتعرضون لضغط شديد وزيادة الوحدة والتماسك ومساعدة المحتاجين.
الموقف الفلسطيني هو موقف موحد منذ اللحظة الأولى حيث كانت ردود فعل الجميع موحدة وتقول إن هذا الانفجار ما هو إلا رد فعل طبيعي في ظل ما يعيشه شعبنا الفلسطيني وما يتعرض له من ظلم وانتهاكات وقتل يومي وتدنيس الأرض وتحديدا ما يجري بالقدس وقطاع غزة من جرائم ومجازر حرب.
الشعب الفلسطيني يقف في خندق واحد وعلينا جميعا دعم صمود جميع المواطنين خصوصا في الأراضي المهددة بالاستيلاء والتي تتعرض لهجمات متكررة من المستعمرين وقوات الاحتلال وننظر ببالغ الخطورة نحو تصريحات مسؤولي سلطات الاحتلال الإسرائيلي بفرض حصار كامل على القطاع وحظر دخول الطعام والماء والوقود إليه الأمر الذي يشكل عقابا جماعيا متواصلا لأكثر من مليوني مدني فلسطيني حيث تعاني المؤسسات الإنسانية من شح المواد الأساسية واللازمة لاستمرار تقديم خدماتها نتيجة لهذا الحصار غير القانوني.
يجب التدخل الدولي لوضع حد لإفلات سلطات الاحتلال من العقاب على الانتهاكات الجسيمة لأحكام القانون الدولي الإنساني، والتي قد تصل إلى جرائم حرب وبتوفير الحماية للطواقم الطبية والإنسانية بما يضمن الوصول الآمن إلى كل المرضى والجرحى، والتدخل بشكل فوري وعاجل لوقف الأزمة الإنسانية وإنهاء الحصار المفروض منذ 16 عاماً على القطاع، وفتح ممر إنساني آمن لدخول الوقود والمواد الأساسية لاستمرار عمل المنشآت الإنسانية وخروج المصابين والمرضى الذين هم بحاجة إلى تلقي العلاج خارج القطاع تماشيا مع التزاماتهم القانونية وفقا لأحكام القانون الدولي.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية