بيت لحم /PNN/حسن عبد الجواد - حذر معهد البحوث التطبيقية " أريج "، في بيت لحم، من ان استمرار الهجمة الاستيطانية الممنهجة، من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلية، من خلال بناء وتوسع المستوطنات والبؤر الاستيطانية، وشق الطرق الالتفافية، وانتهاكات المستوطنين وهدم المنازل، وجدار الفصل العنصري، واقتلاع الأشجار ومصادرة الأراضي، سيضع القيود والمعيقات أمام إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
جاء ذلك خلال لقاء مع الصحفيين، نظمه معهد أريج، ونقابة الصحفيين الفلسطينيين، في مقر المعهد، ببيت لحم تحدث فيه مدير عام المعهد الدكتور جاد اسحق، وناصر أبو بكر نقيب الصحفيين، بحضور العديد من الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية.
واطلع الدكتور اسحق خلال اللقاء الصحفيين، على المخاطر التي تتهدد مصير قيام الدولة الفلسطينية بسبب الاستيطان، وأشاد بدور الصحفيين الفلسطينيين في نقل الحقيقة للمواطنين وتوعية المجتمع الفلسطيني، بأهم القضايا، لافتا إلى ان عدد المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة يبلغ حتى الان اليوم199 مستوطنة، هذا بالإضافة إلى 220 بؤرة استيطانية، تم إقامتها على الأراضي الفلسطينية المحتلة. ويقطن هذه المستوطنات والبؤر الاستيطانية ما يزيد عن 913,000 مستوطن، منهم 350,000 مستوطن في القدس الشرقية المحتلة.
65 مخططا استيطانيا خلال 2021
وخلال العام2021، أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي 65 مخططا استيطانيا، استهدفت ما يزيد عن 40 مستوطنة إسرائيلية لبناء قرابة 11 ألف وحدة استيطانية على ما مساحته 12,000 دونما تقريبا تتضمن أيضا مناطق صناعية وطريق التفافية.
كما تبنى المستوطنون الإسرائيليون نهجًا جديدًا للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال إنشاء البؤر الرعوية، وعلى الأخص في منطقة غور الأردن، حيث أقيمت 21 بؤرة استيطانية إسرائيلية بشكل غير قانوني في المنطقة.
وبين انه تم تصميم جدار الفصل العنصري ليمتد مسافة 771 كم على طول الجزء الغربي من الضفة الغربية، حيث يمتد منها فقط 135 كم (17.5٪ من إجمالي طول الجدار) على مسار الخط الأخضر. وحال الانتهاء من أعمال بناء الجدار، سيتم جغرافيا عزل/ فصل أراضي ما بين مسار الجدار والخط الأخضر تتراوح مساحتها 705 كم مربع، أي حوالي 12.5٪ من المساحة الإجمالية للضفة الغربية (5661 كم2).
وتغطي المنطقة المعزولة غرب الجدار (والمعروفة بمنطقة العزل الغربية) مناطق وأرضي إستراتيجية وغنية بالموارد الطبيعية (المياه الجوفية) وأكثر الأراضي الزراعية خصوبة هذا بالإضافة الى ضم 107 مستوطنة إسرائيلية (من أصل 199) و60 بؤرة استيطانية والتي يقطن فيها حوالي 87% من تعداد المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية.
وتطرق د. اسحق، إلى ان دولة الاحتلال انشات بالتوازي على طول امتداد الجهة الشرقية من الضفة الغربية والمقابلة للحدود الأردنية منطقة عازلة أطلق عليها اسم "منطقة العزل الشرقية" (جزء من المنطقة "ج") والتي تغطي مساحة 1664 كيلومتر مربع (29.3٪ من إجمالي مساحة الضفة الغربية)، تغطي منها منطقة "أ" و "ب “84 كم2 (5%) في حين تحتفظ إسرائيل بالسيطرة العسكرية على مساحة 1580 كيلومتر مربع (95٪ من المنطقة الشرقية)، أي ما نسبته28٪ من المساحة الإجمالية للضفة الغربية.
وأشار الى ان الاحتلال الإسرائيلي اصدر منذ احتلال الضفة الغربية 113 أمرا عسكريا خاصا، لإنشاء 23 مستوطنة صناعية على ما مساحته 19831 دونما من الأراضي الفلسطينية المحتلة. هذا وقد كشف الاحتلال الإسرائيلي عن مخططات لإنشاء 35 مستوطنة صناعية أخرى في الضفة الغربية المحتلة على ما مساحته 25073 دونما من الأراضي الفلسطينية.
مناطق تخضع لتصنيف المحميات الطبيعية
وقال انه من خلال الأمر العسكري الإسرائيلي رقم 363 للعام 1969، أقدم الاحتلال الإسرائيلي على الإعلان عن 140 موقع "كمحمية طبيعية" في مختلف أنحاء الضفة الغربية على مساحة 705كم مربع.وفي شهر كانون الثاني من العام 2020, اعلن وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي آنذاك نفتالي بينيت عن تخصيص سبع "محميات طبيعية" جديدة (بواقع 112.5 كيلومتر مربع) في الضفة الغربية المحتلة إلى جانب توسيع 12 محمية طبيعية قائمة في الضفة الغربية المحتلة. وتبعه أيضا في شهر تشرين أول من ذات العام إعلان إسرائيلي اخر (من خلال أوامر عسكرية) عن تخصيص ثلاث مواقع في الضفة الغربية المحتلة على انها محميات طبيعية بمجمل مساحة 11,880 دونما
مخططات الطرق الالتفافية في الضفة الغربية
وقال انه بالإضافة إلى شبكة الطرق الالتفافية الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي والممتدة عبر أكثر من 946 كم، تقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلية حاليا ببناء وتطوير عددا من الطرق الالتفافية في الضفة الغربية بما في ذلك مدينة القدس المحتلة، بالإضافة الى عددا من الطرق الالتفافية التي تخطط سلطات الاحتلال للبدء في تنفيذها في القريب العاجل، وذلك ضمن المخطط الإسرائيلي الأخير الصادر عن وزيرة النقل والمواصلات الإسرائيلية, ميري ريغيف (نوفمبر 2020)حيث يشمل الطريق الالتفافي الإسرائيلي 60 في بيت لحم وطريق التفافي حوارة في نابلس والطريق الالتفافي بيت أمر-العروب في الخليل والطريق الالتفافي رقم 55 في قلقيلية وطريق مدخل قلنديا - القدس الجديد والطريق الالتفافي رقم 437 في منطقة حزما في القدس والطريق الالتفافي رقم 375 في بيت لحم والطريق الالتفافي رقم 446 شيلات-موديعين في رام الله والطريق الالتفافي رقم 505 ارييل –تفوح في سلفيت.
الاستحواذ الإسرائيلي على المواقع الأثرية والتاريخية الفلسطينية
وأضاف ان ما نشر ما يسمى “المستشار القضائي لمنطقة يهودا والسامرة ” في الإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة في شهر شباط 2021 أوامر عسكرية جديدة تحت مسمى “مناشير, أوامر و تعيينات” – الكراسة رقم 255″اعتمد فيها على عدة قوانين عنصرية لتسهيل عملية مصادرة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة, كان أبرزها الأمر العسكري الإسرائيلي “الأمر بشأن قانون الآثار القديمة (يهودا و السامرة) (رقم 1166) 5766-1986- إعلان بشأن قانون الآثار القديمة (يهودا والسامرة) 5781-2020” والذي يتضمن الإعلان عن 601 موقعا اثريا وتاريخا في الضفة الغربية المحتلة على أنها مواقع أثرية إسرائيلية.
وفي الثالث من شهر تشرين أول من العام 2021, أعلنت الإدارة المدنية الإسرائيلية عن إيداع مخطط تنظيم إقليمي (جزئي) لمناطق تعدين والتحجير لحجر النشر (اكحانيم) تاما - 52/1 في المناطق المصنفة «ج» في الضفة الغربية المحتلة. المخطط يستهدف 14,739 دونما من الأراضي الفلسطينية في المنطقة المصنفة «ج» في الضفة الغربية المحتلة،منها, 1830 دونما (12.5%) من مجموع الأراضي المستهدفة مصنف من قبل دولة الاحتلال على انها أراضي دولة, و1680 دونما (11.5%) من مجموع الأراضي المستهدفة هي أراضي زراعية مزروعة بأشجار الزيتون.
هدم المنازل والمنشات الفلسطينية خلال 2021
وبين د. اسحق ان سلطات الاحتلال الإسرائيلي قامت حتى تاريخ اليوم بهدم ما يزيد عن 250منزلا فلسطينيا(منازل وخيام وبركسات سكينة) وما يزيد عن 450 منشأة فلسطينية (بركسات حيوانية ومخازن ومحلات تجارية وغيرها من المنشآت) بذريعة عدم الترخيص. هذا بالإضافة إلى إخطار أكثر من 350 منزلا ومنشأة أخرى بالهدم.وتجدر الإشارة الى أن معظم عمليات الهدم تمت بموجب الأمر العسكري الإسرائيلي رقم 1797 والذي يسمح لإسرائيل بهدم المباني فورًا في غضون 96 ساعة من إصدار أمر الهدم، وما عدا ذلك، يلغي أي ملجأ قانوني للفلسطينيين.
كما سجل معهد الأبحاث التطبيقية – القدس (أريج) أكثر من 760 اعتداء تم على أيدي جماعات المستوطنين الإسرائيليين واستهدفت الأراضي والممتلكات والثروة الحيوانية والزراعية وحتى المدنيين الفلسطينيين، وألحقت خسائر فادحة. وتجدر الإشارة إلى ان عدد اعتداءات المستوطنين التي تم تسجيلها حتى تاريخ اليوم فاقت التي تم تسجيلها في أعوام كاملة (خلال الأعوام السابقة).
استهداف الأشجار الفلسطينية خلال العام 2021
وخلال العام 2021 تم اقتلاع وحرق قرابة ال 19,000ألف شجرة مثمرة في الضفة الغربية المحتلة على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين الإسرائيليين، كان معظمها في محافظات طوباس وسلفيت.وبالمقارنة مع الأعوام السابقة، فقد تم اقتلاع أشجار مثمرة خلال العام 2021،أضعاف ما تم اقتلاعه في أعوام كاملة (خلال الأعوام الماضية).
وقال د. اسحق ان المشروع يهدف الى مراقبة وتوثيق كل ما يتعلق بالأنشطة الاستيطانية والانتهاكات العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتدوينها في حالات دراسية وتقارير باللغتين العربية والانكليزية ورفع النتائج على الصفحة الالكترونية الخاصة بالمعهد.
ويوفر المشروع المعلومات المطلوبة إلى كافة الجهات الرسمية وكل من يطلب معلومات من أكاديميين وصحافيين وغير ذلك، بالإضافة الى بناء وتجديد قواعد المعلومات. ويتم التعاون مع وحدة نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد لإصدار الخرائط الخاصة بالعمل وحساب المساحات والتحقق من معلومات خاصة بالمصادرات والأوامر العسكرية.
وكان ابو بكر أشار الى أهمية التعاون بين نقابة الصحفيين ومعهد اريج للبحوث التطبيقية، شاكرا دعوة المعهد للصحفيين من اجل اطلاعهم على المخاطر التي تتهدد الوجود الفلسطيني، في ظل الهجمة غير المسبوقة للمستوطنين تحت حماية قوات الاحتلال على الأراضي الفلسطينية، داعيا الصحفيين الفلسطينيين الى كشف حقيقة الجرائم التي تمارسها دولة الاحتلال، والمجتمع الدولي الى رفع صوته عاليا في وجه هذه الجرائم.