بيت لحم /PNN/ نجيب فراج – لن يجلس ابناء الشهيدة غادة سباتين بعد اليوم على مائدة الافطار او اي وجبة طعام مع والدتهم التي اغتالتها رصاصات الاحتلال ظهر اليوم عند المدخل الرئيس للبلدة حيث تقام نقطة عسكرية ثابتة في هذا المكان الذي يطلق عليه موقع المطينة والذي يعتبر منطلقا لاعتداءات جنود الاحتلال ضد اهالي البلدة بشكل مستمر.
وقف منصور نجل الشهيدة الاكبر البالغ من العمر 19 عاما في باحة منزل عائلته اثناء وداع والدته ولم يستطع ان يخفي دموعه وانهار من حدة المشهد ووالدته محموله على الاكتاف في لحظات عصيبة للغاية ليتسأل بصوت عالي "لماذا قتلوك يا امي" ع/والتف من حوله العديد من المواطنين الذين شدوا من ازره وواسوه بكلمات تخفف من وقع الالم، ومن ثم بحث عن اخوته اصغرهم اربع سنوات متسائلا عن مكان وجودهم وقال من الان ساصبح ابا واما لهم.
وكانت كاميرا تلفزيون فلسطين الرسمي قد تمكنت من توثيق حادثة اعدام المواطنة سباتين حينما كان طاقم التلفزيون يعد برنامجا ميدانيا عن احوال المواطنين في ظل الاجراءات الاسرائيلية وخاصة عند هذا الحاجز الذي قام جنوده الليلة قبل الماضية باعاقة وصول بعض المواطنين الى مسجد ابو بكر الصديق لاداء صلاة التراويح ومحاولة اعتقال احد الشبان من ذوي الاحتياجات الخاصة فخلصه مواطنون من قبضة الجنود.
واظهر التصوير ان المرأة كانت تمر على رصيف الشارع وعندما وجدت ان الجنود في وجهها رفعت يديها لتؤكد انها لا تحمل شيئا بيديها ومع ذلك فان تصرفها"السلمي " لم يشفع لها فبادرها احد جنود الحاجز الثلاثة برصاصة من نوع دمدم المتفجر الذي اخترق ساقها وفجر احد الشرايين الرئيسية وبقيت على الارض لاكثر من 15 دقيقة دون ان يقدم الجنود اي مساعدة ولم يصل اي طواقم اسعاف لانقاذها مما حدى بعديد من المواطنين باختراق النقطة العسكرية ووصلوا الى المواطنة سباتين التي كانت تصارع الموت وتمكنوا من تخليصها من قبضة الجنود واضطروا لنقلها عبر سيارة خاصة الى مستشفى بيت جالا الحكومي التي تبعد نحو عشرة كيلو مترات من مكان الحادث وبعد فترة وجيزة اعلن عن استشهادها في المستشفى.
وخلال ذلك قام الجنود باحتجاز مراسل تلفزيون فلسطين الصحفي هاني فنون وزملائه من الطاقم لاكثر من نصف ساعة وهم يحققون معهم ويتفحصوا مواد التصوير حيث كان البث مباشرا.
واكد فنون ان ما شاهده هو عملية اعدام ميداني وهي عمليات غالبا ما يقوم بها جنود الاحتلال بحق المواطنين ولكن هذه المرة كانت موثقة ولتؤكد ان القتل كان بدم بارد وعن سبق اصرار وترصد وبالتالي فان حالات الاعدام الميداني بحق المواطنين تستحق جميعها التحقيق المحايد في ارتكابها وتظهر مدى الخطر الذي يواجهه المواطنون وخاصة الذين يمرون اما سيرا على الاقدام او بمركباتهم حيث لا يوجد امانا في حرية الحركة ما دام هءلاء الجنود ينتشرون عند خطوط التماس وحرابهم موجهه بحق المواطنين الامنيين.
من جانبه قال محمد سباتين رئيس المجلس البلدي "ان حادثة استشهاد المواطنة غادة تدلل على ان النقطة العسطرية المقامة على مدخل البلدة تشكل خطرا حقيقيا على المواطنين من جميع فئاتهم سواءا كانوا شيوخا او نساءا او اطفالا او طلبة مدارس وسرعان ما تكون الطلقة سريعا للاطلاق باتجاههم".
وكتب الكاتب الفلسطيني والناقد ابراهيم جوهر على موقعه في التواصل الاجتماعي يقول "سيسأل أطفال الشهيد غادة في حوسان عن أمّهم: أين ذهبت ؟ ولماذا تركتنا وحدنا ونحن صغار لا نجيد الطبخ ولا التغلّب على مشكلات الحياة؟
نريد أمّنا...ارجعي يا أمّي، لا تتركينا وحيدين في عالم قاس...
وسيقول الجندي اللئيم متباهيا لزوجته: اليوم قتلتُ مخرّبة...اليوم أنقذت زملائي من الموت... والسّماء وحدها تدري أين يذهب الآباء والأمهات حين يقتلون غدرا بسبب جبان يسارع إلى زناده...
إنّهم يفكّرون بأصابع أيديهم وحديد أسلحتهم".
من جهته قال وليد كبير " فيديو صادم يظهر لحظة إعدام سيدة فلسطينية من قبل جنود الاحتلال ببلدة حوسان غرب بيت لحم قتل النفس البريئة إرهاب وجريمة بشعة الشهيدة غادة سباتين أرملة وأم لستة أطفال…تقبلها الله في جنات النعيم لم يتعلموا الدرس بعد والسلام لا يتحقق ببقاء الإحتلال وممارسة الإرهاب!".
يشار الى ان المواطنة كانت تقطن في الاردن مع زوجها الذي وافته المنية وآثرت العودة هي وابنائها الى مسقط راسها قبل نحو العام.