بيت لحم /PNN / نجيب فراج -شهدت بلدة الخضر الى الغرب من بيت لحم احتفالات شعبية ودينية بمناسبة عيد القديس مار جيرجيوس “الخضر” والذي يطلق عليه عيد الخضر، وهو شفيع دير الخضر وبلدتها حيث توافد الاف المواطنين على الدير التاريخي المقام بالبلدة القديمة.
وبهذه المناسبة اقيم اليوم قداس ديني ترأسه المتروبوليت فنيدكتوس البطريركي بمشاركة الكهنة ورجال الدين وابناء الطائفة.
واعتاد المحتفلون بهذه المناسبة احيائها على مدى يومي الخامس والسادس من شهر ايار من كل عام وتبلغ الاحتفالات ذروتها في السادس من ايار حينما يقام الشق الاخر من الاحتفالات وهو اقامة القداديس الدينية، اما في اليوم الاول فتقتصر على الاحتفالات الشعبية
وكانت بلدة الخضر قد شهدت حجيجا منقطع النظير من مدن بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور ورام الله وقراها ومن داخل مناطق الـ48 ، حيث جاء الحجيج الى الخضر ليقدموا النذور ويوقدوا الشموع في هذا الدير التاريخي القديم، اذ اعتاد المؤمنون المسيحيون وحتى المسلمون ان ينذروا شيئا ويقدموه بهذه المناسبة فهناك من يقدم زيت الزيتون بكميات كبيرة او من يمشى حافيا سيرا على الاقدام من منزله الى الدير ليقطع مسافات اكثر من ثماني كيلو مترات حيث شوهدت الكثير من النسوة وهن يقطعن هذه المسافة.
ويعود الاحتفال بعيد القديس “مار جورجيوس” إلى العام 200 بعد الميلاد، ويعرف عنه انه عاش وضحى بحياته من اجل نشر المسيحية، وقد كان قائداً في الجيش الروماني، والده من كبذونيا في الشمال التركي، وأمه فلسطينية من مدينة اللد.
و يقول جوني حزبون والذي عرف نفسه على انه من خدام الكنيسة ان مكان الدير وحتى البلدة باكملها كانت عزبه لعائلة امه ولهذا فقد اقيم الدير على جزء من املاك العائلة واضحى مكانا مقدسا منذ ذلك الوقت ويضيف بان العديد من القادمين بهذه المناسبة يقومون بشراء الشموع وايقادها داخل الكنيسة اضافة الى النذور او ما يعرف باسم”التقدمة” حيث يقدم الاهالي العديد من المواد كل بحسب امكانياته وطاقاته، وقال انه يتم ما يقدم منحه للمتواجدين في الدير وكذلك على العائلات المحتاجة التي تقطن بالجوار.
جموع المحتفلين الذين اموا قاعة الكنيسة و انكبوا على اضاءة الشموع بكثرة داخل الكنيسة وقالت “ليندا اسكندر ” وهي من سكان مدينة بيت جالا لمراسل”القدس” انها تشعل هذه الشموع من اجل ان تتمنى ان يعم الخير والسلام، وكذلك تستدعي لافراد عائلتها دوام الصحة والعافية .
اما ادمون ابو فرحة من سكان مدينة بيت ساحور فقد قال ان هذا العيد هو عيد ديني وله ميزات كثيرة فسيدنا الخضر هو شفيع دير الخضر وبالتالي ياتي الناس هنا من اجل التمني وتحقيق الامنيات.
وقالت ساندي جرايسة والقادمة من الناصرة وهي طالبة جامعية في مقتبل العمر انها حرصت المجيء الى هنا والمشاركة في هذا الاحتفال كجزء من الطقوس الدينية والتعرف على بلادنا اكثر، مشيرة الى ان بلدة الخضر بلدة جميله جدا ولذلك فان الزائر يأتي هنا ايضا للاستمتاع.
وتزامنا مع هذه المناسبة انتشر العديد من الباعة المتجولين على جانبي الطريق المؤدي الى الدير حيث عرضت الكثير من السبع كالعاب الاطفال والمأكولات السريعة والشموع والكثير من المواد الاخرى .
وبهذا الصدد قال باسم صبيح شاب يملك محلا تجاريا مجاور للكنيسة بان موسم عيد الخضر يعتبر موسما للبيع ولكن بصراحة هناك ظروف استجدت جعلت الناس اقل وكذلك المبيعات قلت ومن بينها مثلا قرار تحويل الشارع المتصل ببيت جالا والمؤدي الى الكنيسة والبلدة القديمة من الخضر باتجاه واحد هذا ابعد الزبائن عن الوصول الى محلاتنا بشكل اسهل.
ولا تقتصر زيارة دير الخضر بهذه المناسبة على العائلات المسيحية فقط، بل أن هناك العديد من العائلات المسلمة تأتي إلى كنيسة الدير وتشعل الشموع، ويقدم زوار الدير النذور “الغنم والماعز، والزيت، والمال”، فيما تقوم بعض العائلات باصطحاب أبنائها المرضى للعلاج، حيث يشاركون بالصلوات، ويتمنون الأمنيات من اجل شفائهم.
المواطنة زينب صلاح من الخضر والقاطنة بجوار الكنيسة قالت لمراسل”القدس” انها اعتادت على المجيء على الدير وتشعل الشموع منذ اكثر من 30 عاما وسبق وان قدمت الزيت واللحوم كنذر في مناسبات عدة ومن بينها حينما سقطت ابنتها عن مرتفع وجائت “الى سيدنا الخضر وطلبت الشفاء فكان ذلك وقدمت النذر”..
هذا وقام وفد من بلدية الخضر برئاسة رئيس البلدية ابراهيم موسى واعضاء المجلس البلدي بتقديم الهدايا بهذه المناسبة وتقديم التهاني للمحتفلين بعيد الخضر حيث زاروا الدير والتقوا مع رئيسه .
واكد موسى ان المناسبة هي مناسبة سعيد ويحتفل بها اهالي الخضر على حد سواء وهي تأكيد على التعايش بين قطاعات شعبنا المختلفة وللتأكيد على ان شعبنا موحد ويحتفل بمسيحيه ومسلميه بالمناسبات المختلفة ونحن في الخضر نفتخر ونعتز بهذه المناسبة وبالعلاقات الحمية التي نحافظ عليها بحدقات عيوننا متنيا عيدا سعيدا للجميع.
هذا وقام افراد من الشرطة الفلسطينية بالانتشار في بلدة الخضر ومحيط الدير لتأمين هذه الاحتفالات والحفاظ على النظام.