بيروت /PNN/ يصادف اليوم الذكرى الـ40 للاجتياح الاسرائيلي لبنان عام 1982 حيث بدات في الرابع من حزيران/ يونيو قوات الكيان الصهيوني بتنفيذ اجتياح شارك فيه أكثر من 125 ألف جندي، معززين بالطائرات والدبابات والبوارج الحربية، بهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية التي جسدت عمودها الفقري حركة التحرير الوطني الفلسطيني الى جانب الفصائل الوطنية المختلفة المنضوية تحت مظلة منظمة التحرير حيث سعى الاحتلال على مدار اكثر من تسعين يوما لتضفيتها لكنه فشل بتحقيق اهدافه امام اسطورة الصمود الفلسطيني واللبناني من قبل الاحزاب اللبنانية المناصرة للقضية الفلسطينية.
وتحدت الثورة الفلسطينية بقيادة حركة فتح مع الشعبين الفلسطيني واللبناني هذا الاجتياح الإرهابي الذي قاده المتطرف ارئيل شارون باعتباره وزيرا للحرب في حينه، وخاضوا عشرات المواجهات في كل أماكن تواجد اللاجئين، خاصة مخيمات الرشيدية، وبرج الشمالي، وعين الحلوة، وصبرا وشاتيلا، وقتلوا المئات من الجنود الاسرائيلي واسروا العشرات منهم، ودمروا مئات الآليات في قصة صمود اسطوري خلدتها اغاني الثورة الفلسطينية وابرزها اغنية صمود بيروت".
وسجل التاريخ الثوري الفلسطيني مئات من قصص الثوار والبطولة التي شهدت بسالة الثوار والمناضلين من حركة فتح والجبهات المختلفة وعلى راسها الجبهة الشعبية والديمقراطية والنضال الشعبي والعربية حيث قاوم الجميع العدوان الاسرائيلي جنبا الى جنب مع الاشقاء اللبنانيين و تكبد الاحتلال خسائر باهظة جدا". على ايدي ابناء الثورة الفلسطينية التي قادتها منظمة التحرير الفلسطينية.
ويعتبر صمود حركة فتح باعتبارها عمود الثورة الفلسطينية المعاصرة اساس في صمود الفصائل المختلفة حيث افشل هذا الصمود أهداف الاحتلال الإسرائيلي، وظل العدو يقتل ويدمر قرابة 90 يوما، لكنه اضطر للانسحاب على مراحل وهو يجر ذيول الخيبة معه.
وشكلت معارك عديدة ابرزها معركة قلعة شقيف التي خاضها عدد قليل من مقاتلي فتح نموذج صمود اسطوري حيث صمودا في وجه اعتى قوة عسكرية وكبدوا الاحتلال خسائر بالارواح والمعدات نموذج رفع من معنويات المقاتلين الى جانب تشكيل فرق ومجموعات ال RBG التي التحمت وكبدت العدو خسائر كبيرة هذا الى جانب معركة سجن انصار الذي اضطرت فيها اسرائيل الى تبادل الاسرى الذين اسرتهم حركة فتح والجبهة الشعبية الى جانب نماذج طويلة من الصمود والنضال.
الصمود الاسطوري للثورة الفلسطينية في لبنان دفع الاحتلال الى تنفيذ مجازر بحق ابناء شعبنا الفلسطيني في مخيمات اللجوء مثل مجزرة صبرا وشاتيلا وغيرها حيث دعمت اسرائيل الفصائل الانعزالية اللبنانية في حينه وسهلت ونفذت معها المجازر التي عرفت بمجازر صبرا وشاتيلا وما زالت وستبقى وصمة عار على جبين هذا الاحتلال.
وشكل فشل الاحتلال في لبنان عام 1982 نتيجة الصمود والمقاومة اساس لاستمرار الوجود الفلسطيني في لبنان الذي لا يزال إلى اليوم متمسكاً بهويته الوطنية، وملتزماً بمشروع المقاومة والتحرير والعودة، ويتكامل في هذه الأهداف مع أهلنا ومقاومتنا الباسلة داخل فلسطين، حيث يسجل الفلسطينيون أروع معارك الصمود والتحدي و المواجهات مع الاحتلال".
وبعد ان حاصرت قوات الاحتلال منظمة التحرير في بيروت الغربيّة. انسحبت منظمة التحرير من بيروت بعد أن تعرّض ذلك القسم منها إلى قصف عنيف، وكان ذلك بمعاونة المبعوث الخاص، فيليب حبيب، وتحت حماية قوات حفظ السلام الدولية حيث تم الانسحاب عبر البحر الى تونس.
انتهت هذه الحرب بشكلها المعترف به في عام 1985 إلا أن آثارها ومخلفاتها لم تنته حتى مايو/ أيار من عام 2000 عندما انسحب الجيش الإسرائيلي وأعوانه فعلياً من جنوب لبنان. والجدير ذكره أن إسرائيل قد زجت في هذه الحرب ضعف عدد القوات التي واجهت بها مصر وسوريا في حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973.
ويؤكد الفلسطينيون وعلى راسهم القيادة السياسية حق شعبنا في الداخل والخارج في مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل مشددين على أن "الكيان الصهيوني اليوم أضعف بكثير مما كان عليه عام 1982، وأنه يعيش مراحل التصدع والانهيار منذ ذلك الحين على الرغم من مرور اربعين عاما على ملحمة الصمود الاسطوري للثورة الفلسطينية التي قادتها فتح وفصائل منظمة التحرير وعلى الرغم من كافة المتغييرات الدولية والاقليمية التي حصلت.
ومنذ ذلك العدوان البغيض يعمل الفلسطينين باشراف منظمة التحرير الفلسطينية على تحصين المخيمات الفلسطينية سياسيا واجتماعيا وأمنيا، من أجل المحافظة على الوجود الفلسطيني ومشاركة شعبنا في مشروع التحرير ومنع اي محاولات لشق الصف الفلسطيني بين اكثر من ثلاثمائمة لاجئ ولاجئة يحلمون ويناضلون ويعملون من اجل العودة الى ارض الوطن.