[يت لحم/PNN/دعا مركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، جهات الاختصاص لتطبيق القوانين المتعلقة بحماية الأراضي الزراعية ودعمها، خاصة في أريحا والأغوار، وطوباس، الأغوار الشمالية، وجنين، ومنع تحويلها إلى كتل إسمنتية، واستخدام الموارد المائية المتاحة بشكل أمثل، خاصة مع نهب الاحتلال لها.
وأكد المركز خلال نشرة توعوية أصدرها لمناسبة اليوم العالمي لمواجهة التصحر والجفاف (17 حزيران)، أن زراعة الأشجار الأصيلة، وحماية التنوع الحيوي من القطف والقطع والرعي الجائر، وخاصة المحميات الطبيعية والأحراش، والتدخل الحكومي في تخطيط الزراعة المروية، يمكنها الحد من تداعيات الجفاف على المستوى المحلي، والاستخدام الأمثل للمياه.
حملة وطنية للري
ودعا إلى الإعلان عن حملة وطنية مُستدامة لري تكميلي للأشجار بعد أول 3 سنوات على الأقل من غرسها، والترويج لممارسات الحصاد المائي، واستخدام تقنيات موفرة في الري؛ كتقليل التبخر كالري بالتنقيط، وطمر محيط الأشجار المروية، واختيار أوقات الصباح والمساء الباكرين للري، وتجنب زراعة أصناف دخيلة تتطلب كميات كبيرة من الماء. كما حث على تبني سياسات تحمي الأرض الزراعية، وتمنع تدميرها بالتوسع العمراني العشوائي.
وأوضح المركز أن هذه المناسبة مُكرسة لحل واحدة من أخطر الكوارث التي تهدد البشرية، فيما تركز الأمم المتحدة هذا العام على تحدي الجفاف، وإمكانية التوصل إلى حلول جذرية للتخلص منه.
وأكدت النشرة أن الجفاف من أخطر الكوارث الطبيعية من حيث الخسائر البشرية والمادية، كفشل المحاصيل الزراعية في إنتاج الغذاء، واتساع رقعة حرائق الغابات، وازدياد وتيرة تلوث المياه.
ووفق التعريف العالمي، فإن هذه الظاهرة فترة جفاف طويلة في دورة المناخ الطبيعية يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم، وكارثة بطيئة الظهور تتسم بعدم هطول الأمطار، ما يؤدي إلى نقص في المياه. ويمكن أن يؤثر تأثيراً خطيراً على الصحة والزراعة والاقتصاد والطاقة والبيئة.
40% من سكان العالم متضررون
وأضافت أن الجفاف هو الأشد خطراً أيضًا على الماشية والمحاصيل في كل جزء من العالم تقريباً. ويهدد الجفاف سبل عيش الناس ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض والوفيات ويعزز الهجرة الجماعية. فيما يتضرر من شح المياه 40% من سكان العالم، وهناك 700 مليون شخص معرضون لخطر النزوح نتيجة الجفاف بحلول عام 2030.
وأكدت أن ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ يجعل المناطق الجافة أصلاً أكثر جفافاً ورطوبة، ويعني هذا الأمر أنه عندما ترتفع درجات الحرارة، تتبخر المياه بسرعة أكبر، وعليه تزيد من خطر الجفاف أو تطيل فترات الجفاف.
ووفق التقديرات العالمية، فقد نتجت بين 80 و90 % من جميع الكوارث الموثقة الناجمة عن المخاطر الطبيعية خلال الأعوام العشرة الماضية عن الفيضانات والجفاف والأعاصير المدارية وموجات الحرارة والعواصف الشديدة.
نهضة أممية
وأوضح المركز أن شعار العام بعنوان "نهضوا ضد الجفاف معًا" كما أعلن إبراهيم ثياو، الأمين التنفيذي لاتفاقية مكافحة التصحر، وأكد على أن الجفاف جزء من النظام البشري والطبيعي، لكن ما يحدث في العالم الآن أسوأ بكثير مما كان عليه من قبل، بسبب التزايد السكاني المتسارع، فيما أصبحت موجات الجفاف الأخيرة تهدد العالم، كما اشتدت أزمة الغذاء والماء والطاقة، وتزايدت حرائق الغابات الناجمة عن موجات الجفاف الشديدة في السنوات الأخيرة.
وبينت النشرة أن الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر يهدف إلى رفع مستوى الوعي العام بالتصحر والجفاف والمخاطر المرتبطة بهما، فيما سيحتفل به في مدريد؛ لمناقشة الحالة السيئة للجفاف في الطبيعة بفعل الأنشطة البشرية، ولتتبع التحصين القطري ضد الجفاف والدول الأكثر استعدادًا للتعامل معه، والالتزام والتضامن في مكافحة الكوارث الطبيعية التي يسببها، وتقديم حلول لضمان عدم فقدان الأرواح، وتوسيع المشاركة الجماعية لمقاومته.
ووفق تقرير الأمم المتحدة "الجفاف بالأرقام 2022"، فإن موجة جفاف عالمية قد تؤثر على ثلاثة أرباع سكان الأرض مع حلول عام 2050. فيما ارتفعت نسبة الجفاف خلال العقدين الأخيرين بـ 29%، ويعيش حاليًا نحو 3,6 مليار شخص في مناطق تعاني نقص المياه لمدة شهر واحد على الأقل سنويًا، وبحلول عام 2050 يمكن أن يرتفع هذا الرقم إلى ثلاثة أرباع سكان الأرض.
300 حالة جفاف عالمية
ونقلت النشرة عن تقرير الأمم المتحدة، أنه خلال المئة عام الماضية شهدت الأرض أكثر من 300 حالة جفاف، وعاشت القارة الإفريقية نحو 44% من هذه الحالات، فيما شهدت أوروبا 45 حالة جفاف كبرى في القرن الماضي، ما أثر على ملايين الأشخاص وتسبب في خسارة اقتصادية إجمالية قدرها 27,8 مليار دولار، وتبعًا لتقارير الأمم المتحدة يتأثر حاليًا حوالي 15 ٪ من أوروبا وحوالي 17 ٪ من سكان الاتحاد الأوروبي بسبب الجفاف، وتبلغ الخسائر الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة الآن 9 مليارات يورو سنويا بسبب الجفاف، فيما يفقد العالم كل عام مساحة من التربة الخصبة بحجم بلغاريا، فيما عانى ما يقرب من 160 مليون طفل من آثار الجفاف الشديد والطويل هذا العام وحده، كما يعاني أكثر من 2,3 مليار شخص في جميع أنحاء العالم ندرة المياه، ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة فبحلول عام 2040 سيتأثر واحد من كل أربعة أطفال في العالم بهذه المشكلة.