بقلم: رامي مهداوي
بعد قرب انتهاء العطلة الصيفيّة، انطلقت التحضيرات لاستقبال العام الدراسي الجديد، هنا يجب أن نقف وقفة إحترام وتقدير للمعلم الفلسطيني على جهده وإنتمائه واستمراره في أداء رسالته التعليمية في ظل ظروف صعبة على كافة الأصعدة؛ ومن جهة أخرى أشكر زملائي العاملين في قطاع التعليم وبالأخص وزارة التربية والتعليم وعلى رأسهم الصديق د. مروان عورتاني الذي أقول له كان الله في عونكم بإدارة أهم ملف تنموي في واقع متغير بشكل متسارع؛ فلا يختلف اثنان على قيمة التعليم ودوره البنيوي في بناء الفرد وفي تحصين مستقبل الأوطان من خلال تهيئة الأجيال للذود عنه بالمعرفة والعلم.
وفي ظل هذه المتغيرات الغير متوقعة، وبين استعدادات الأهالي والطّلبة من جهة وتجهيزات وزارة التربية والتعليم والمختصّين بهذا الشأن من جهة أخرى لإستقبال العام الدراسي الجديد، تختلف المشكلات وتتنوع ليبقى هم المواطن الأكبر كيفية التعامل مع موجة الغلاء المختلفة من أقساط وتأمين جميع المستلزمات المدرسية من قرطاسية وكتب وزي مدرسي، الى الأمراض المختلفة وبالأخص فايروس"كورونا" وملحقاته، إلى الاضطرابات الناتجة من الإحتلال الإسرائيلي التي تعيشها جميع المدن والقرى والمخيمات والتجمعات البدوية وخصوصاً هدم المدارس وهنا يجب أن نستذكر "مدارس التحدي" التي قامت بتوفير التعليم لجميع الطلاب وإن كان ذلك في الهواء الطلق، كما عمل كادر مدرسة خلة الضبع في مسافر يطا بمحافظة الخليل.
وهنا يجب على الجميع تحمل مسؤولية متابعة كافة الترتيبات الخاصة بالعام الدراسي الجديد وكافة الاستعدادات بقيادة وزارة التربية والتعليم وتذليل أي معوقات قد تواجه العملية التعليمية في أي محافظة لسرعة حلها، وذلك من خلال التنسيق بين مركزية الوزارة ومديريات التربية والتعليم بالمحافظات وكافة الجهات المعنية.
التحضير للعام الدراسي الجديد يتطلب أيضاً من المؤسسات المختلفة أن تُحضر خططها التي يجب أن تنفذ في أول يوم دراسي، على سبيل المثال لا الحصر الأزمة المرورية الخانقة التي تشهدها المدن الفلسطينية وخاصة في ساعات الذروة فهل تم العمل على الحد من هذه الاختناقات المرورية وضمن الإمكانيات المحلية المتاحة والتعاون ما بين جهات الإختصاص من بلدية وشرطة؟!
ومؤسسة العائلة لها دور أيضاً للتحضير للعام الجديد، كأولياء أمور عليهم أن يعلموا أن أطفالهم بحاجة الى دعم ومساندة لكي يكونوا على أتم الاستعداد النفسي والجسدي للنجاح في عامهم الدراسي، ولكي يستمتعوا أيضاً برحلة هذا العام من خلال التعلم والتطور. فالتشجيع والإهتمام والدعم يحتاج الى إستعداد مسبق وتحديد أدق التفاصيل ووقت للتنفيذ والمتابعة؛ فلا يمكن أن نعتبر بداية العام الدراسي الجديد تحصيل حاصل وحدثاً يحدث كل عام وطفلنا إعتاد على ذلك.
أنا على ثقة بأن وزارة التربية والتعليم من جانبها بدأت في وضع تحوطاتها واكتمال الترتيبات والاستعدادات لانطلاق العام الجديد ويبقى السؤال هنا هل تم الإستعداد لإستقبال العام الدراسي الجديد من قبل الآخرين من أصحاب العلاقة المباشرة وغير المباشرة؟!!