الجزائر/PNN- حذرت الجزائر، مساء أمس الأحد، من احتمال أن تتخذ إسرائيل الهجوم الانتقامي الإيراني عليها "ذريعة" لاجتياح مدينة رفح أقصى جنوبي غزة ضمن الحرب المتواصلة على القطاع منذ أكثر من 6 أشهر.
هذا التحذير أطلقته الجزائر، على لسان نائب مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة نسيم قاواوي، خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط، غداة شن إيران هجوما انتقاميا غير مسبوق من أراضيها على إسرائيل.
وتحدث في هذه الجلسة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى جانب الدول الخمس عشرة الأعضاء في المجلس، وممثلي إسرائيل وإيران وسوريا، وفق الموقع الإلكتروني للمنظمة الدولية.
وقال نائب المندوب الجزائري، إن بلاده حذرت بعد الهجوم على البعثة الدبلوماسية الإيرانية بدمشق "من مغبة عدم وضع حد لسلوك الاحتلال الإسرائيلي وغطرسته بالمنطقة".
وأضاف قاواوي، أن "صدق هذه التحذيرات يتجلى اليوم".
ومطلع أبريل/ نيسان الجاري، استهدف هجوم صاروخي القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق، واتهمت طهران تل أبيب بتنفيذه؛ ما أسفر عن مقتل 7 من عناصر الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي.
ولم تعترف تل أبيب أو تنفي رسميا مسؤوليتها عن هجوم دمشق، وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول لها، وبين البلدين عقود من العداء واتهامات بهجمات متنوعة متبادلة.
وردا على هجوم دمشق، أطلقت إيران، مساء السبت، نحو 350 صاروخا وطائرة بدون طيار تجاه إسرائيل، زعمت تل أبيب أنها اعترضت 99 بالمئة منها، فيما قالت طهران إن نصف الصواريخ أصابت أهدافا إسرائيلية "بنجاح".
وأضاف قاواوي، أن "أزمات الشرق الأوسط مترابطة، ولا يمكن النظر في بعضها بمعزل عن الآخر، ويجب التعامل مع الأسباب الجذرية لهذه الأزمات، والمتمثلة في الاحتلال الإسرائيلي".
وأكد ضرورة "ألا تغطي التطورات الأخيرة (الرد الإيراني) على القضية المركزية، وهي الاعتداء على الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة أو أن تُتخذ ذريعة أو غطاء لشن هجوم بري على رفح".
وشدد نائب المندوب الجزائري، على أن "أي هجوم على رفح مرفوض تماما ويجب تجنب حدوثه، وتداعياته ستكون كارثية على المنطقة".
وإثر مشاورات مع المنظومة الأمنية في إسرائيل، قرر رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، الأحد، تأجيل العملية البرية برفح، رغم أنه أعلن قبل نحو أسبوع أنه حدد موعدا لتنفيذها (لم يكشف عنه)، حسب هيئة البث العبرية (رسمية).
وقال قاواوي، إن "تهدئة الأمور بالشرق الأوسط على المدى القصير تمر من خلال وقف فوري لإطلاق النار في غزة، ووضع حد لآلة القتل الهمجي والعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 100 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".