الداخل المحتل شن وزراء إسرائيليون ووسائل إعلام عبرية هجوما حادا على الصين، بعد الاتفاق الذي رعته بين حركتي "فتح" و"حماس" الفلسطينيتين.
ووصل الأمر إلى حد أن أصدرت الحكومة الإسرائيلية، في غياب رئيسها في واشنطن، موقفا دعت فيه إلى عدم السماح للسلطة الفلسطينية بأي تدخل في غزة في اليوم التالي للحرب.
وتوالت ردود الفعل من مختلف الوزراء الإسرائيليين، على اتفاق بكين، ودعا الوزراء إلى عدم منح السلطة الفلسطينية السيطرة على القطاع.
وكان القيادي في حزب "الليكود" ووزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس من أول منتقدي الاتفاق بقوله "وقعت حماس وفتح اتفاقا في الصين للسيطرة المشتركة على غزة بعد الحرب، وبدلا من نبذ الإرهاب، يحتضن أبو مازن القتلة كاشفا عن وجهه الحقيقي" وفق تعبيره.
وأضاف كاتس: "لن يحدث هذا الاتفاق عمليا؛ لأنه سيتم سحق نظام "حماس" وسيتمكن أبو مازن من مراقبة غزة من بعيد، وسيظل أمن إسرائيل في أيدي إسرائيل وحدها".
وقالت الوزيرة أوريت شتروك من حزب "الصهيونية الدينية" المتطرف: "هؤلاء أعداؤكم يا إسرائيل، في أزقة طولكرم، في قاعات لاهاي، في أروقة الأمم المتحدة، يجب القضاء عليهم بالتأكيد، لن تكون هناك سيطرة في غزة ولا في أي مكان آخر" وفق تعبيرها.
وعلى حسابه على منصة "إكس"، شارك الوزير عميحاي إلياهو، الذي هدد بضرب غزة بالقنابل النووية، في الهجوم على الاتفاق الفلسطيني، قائلا: "اتضح أن السلطة الفلسطينية ليست أكثر من ذراع نازية مقنعة، ولن نوافق على ترك أمن مستوطنات غلاف غزة في أيديهم" بحسب قوله.
لكن إلياهو شطب التغريدة، وهو إجراء تكرر بشكل مثير، ويبدو أنه يراجع زعيم حزبه بن غفير، في آرائه، ويوصيه في الغالب بالشطب، وينفذ أمره فورا، كما يقول متابعون.
وخصص الإعلام الإسرائيلي مساحات مطولة لانتقاد الاتفاق الصيني الذي انتهى في بكين للتوصل إلى وحدة وطنية فلسطينية شاملة، تضم الأطراف كافة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وتشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة.
ووقع على الإعلان 14 فصيلا فلسطينيا - بينها أحزاب وتنظيمات تصنفها إسرائيل ودول أخرى بالإرهابية مثل حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية.
وكان تسفيكا يحزقالي، المعلق الإسرائيلي المتطرف من أكثر المهاجمين للاتفاق، وقال إن "حماس" جاثية على ركبتيها ومستعدة لأي اتفاق" وفق تعبيره.
وهاجم يحزقالي الصينيين، الذين كان لهم، وفق رأيه، موقف متشدد ضد إسرائيل طوال الحرب، وأضاف "لقد حدثت مثل هذه الأشياء طوال تاريخ الفلسطينيين، واليوم "حماس، التي هي في طريقها إلى الفناء، تمد بطريقة أو بأخرى حبلًا لفتح، قبل أن تُباد، استسلمت وتركت لأبو مازن أن يسيطر على القطاع" بحسب قراءته.
وأضاف المحلل الإسرائيلي أن الفصائل الفلسطينية معاد بعضها بعضا، وإذا انتظر أبو مازن فإنه سيحصل على القطاع حتى دون حكومة مؤقتة، عليه أن ينتظر وستختفي حماس" وفق قوله.
المصدر/ ارم نيوز