بيروت / PNN - تسلم المبعوث الأميركي توم باراك، الإثنين، من الرئيس اللبناني جوزيف عون رد بيروت على مقترح واشنطن بشأن نزع سلاح حزب الله وانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، وذلك خلال لقائهما في قصر الرئاسة شرقي بيروت.
وأوردت الوكالة اللبنانية، أن عون سلم باراك باسم الدولة اللبنانية مشروع المذكرة الشاملة حول "الضرورة الملحة لإنقاذ لبنان عبر بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة اللبنانية وحدها، وتأكيد مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية اللبنانية. كل ذلك، بالتزامن والتوازي مع صون السيادة اللبنانية على حدودها الدولية كافة، وإعادة الإعمار وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي بضمانة ورعاية من قبل أشقاء لبنان وأصدقائه في العالم، بما يحفظ سلامة وأمن وكرامة لبنان وكل اللبنانيين".
وقال باراك من القصر الرئاسي، إن "التركيز اليوم لتأمين الاستقرار" والقادة اللبنانيون متجاوبون، مضيفا "نريد تأمين الأمن مع التقدم الاقتصادي"، مضيفا أن "نزع سلاح حزب الله مسألة داخلية ونناقش مع الدولة كيفية المساعدة على تأمين المطلوب"، مشيرا إلى "تقدم الأفكار والمساعدة للعودة إلى النموذج اللبناني الذي تريدونه".
وتابع "نحن هنا للمساعدة على الوصول إلى نتائج مع جيرانكم، ولا نجبر أحدا على القيام بأي شيء بل نحاول المساعدة"، مضيفا أن "العقوبات على مسؤولين لبنانيين خارج ما نبحثه اليوم".
وتطرق باراك إلى سورية بالقول، إن ما حدث في سورية كان "أمرا مروعا"، مشددا على أهمية دمج الأقليات في هيكل السلطة كجزء من أي حل مستقبلي، مؤكدا أن الولايات المتحدة تسعى إلى إعادة الاستقرار في المنطقة، وليس إلى "صب الزيت على النار"، مشيرا إلى أن واشنطن تتابع التطورات في محافظة السويداء "بقلق وألم"، وتعمل على تقديم المساعدة الممكنة.
وأوضح أن بلاده لا تعتزم إرسال المزيد من القوات إلى الأراضي السورية أو غيرها من المناطق، في ظل ما وصفه بـ"الظروف العدائية"، وفي الوقت ذاته أقر بأن بلاده لا تستطيع فرض إرادتها على إسرائيل قائلا "لا يمكننا إجبار إسرائيل على فعل أي شيء".
وفي 19 حزيران/ يونيو الماضي، قدم باراك مقترحا للحكومة اللبنانية يرتكز على عناوين عدة، وفق تصريحات مسؤول لبناني حينها، أولها نزع سلاح حزب الله وحصره بيد الدولة، مقابل انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس التي تحتلها في جنوب لبنان، والإفراج عن أموال مخصصة لإعمار المناطق التي دمرتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
كما ينص المقترح على إنجاز الإصلاحات المالية والاقتصادية، وضبط الحدود ومنع التهريب، وزيادة الجباية الجمركية، وتشديد الإجراءات على المعابر والمرافق العامة.
وزيارة باراك إلى بيروت هي الثالثة منذ طرحه ورقته، حيث كانت الأولى في حزيران/ يونيو الماضي، والتي قدم خلالها الورقة، والثانية يومي 7 و8 تموز/ يوليو الجاري.
وخلال مقابلة متلفزة في 27 حزيران/ يونيو الماضي، قال باراك إن "الجناح العسكري لحزب الله يجب أن يُحل بالكامل. لا نقصد الجناح السياسي، بل الهيكل العسكري الذي لا يمكن قبوله"، مشيرا إلى ضرورة وضع جدول زمني لنزع السلاح.
في المقابل، أكد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، في أكثر من مناسبة رفضه للمقترح الأميركي.
وقال خلال كلمة متلفزة في 4 تموز/ يوليو الجاري "على من يطالب المقاومة (حزب الله) بتسليم سلاحها، المطالبة أولا برحيل العدوان (إسرائيل)، لا يُعقل ألا تنتقدوا الاحتلال، وتطالبوا فقط من يقاومه بالتخلي عن سلاحه".
وأضاف قاسم: "مَن قبِل بالاستسلام فليتحمل قراره، أما نحن فلن نقبل".
ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، ارتكبت إسرائيل آلاف الخروقات له، وخلّفت ما لا يقل عن 238 شهيدا و546 جريحا؛ استنادا إلى بيانات لبنانية رسمية.
وجرى التوصل إلى هذا الاتفاق عقب شن إسرائيل في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 أيلول/ سبتمبر 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح.