بقلم: سري القدوة
تتواصل جرائم الاحتلال الاسرائيلي القائمة على تزوير التاريخ وقلب الحقائق وتهويد فلسطين وفي جريمة بشعة لتزوير حقائق التاريخ وانحياز فاضح لكيان الاحتلال من قبل المؤسسات الاعلامية ومراكز الابحاث الاسرائيلية حيث تقوم هذه المؤسسات بسرقة التاريخ الفلسطيني وتزوير الثقافة والموروث الحضاري الفلسطيني وإطفاء الطابع اليهودي عليها ونشرها ضمن ما يعرف بثقافة الاحتلال وخاصة في العواصم الاوروبية وبتوجيه مباشر من اللوبي الصهيوني والتكتل العنصري المتطرف عالميا والعمل مع شركات دولية مثل محرك البحث المعروف غوغل وشركة آبل حيث اقدمت هذه الشركات على إزالة دولة فلسطين من خرائطها المعتمدة الأمر الذي أثار سخطا وتنديدا فلسطينيا وعربيا ودوليا واسعا باعتباره انتهاكا سافرا للقانون الدولي واعتداء على الحقوق التاريخية الشرعية والمشروعة للشعب العربي الفلسطيني ويساهم هذا العمل الرخيص في تطبيق ما يسمى مخططات الضم والتهويد والتي تسعى حكومة الاحتلال الي تطبيقها في محاولة لاستمرار مخطط سرقة الارض الفلسطينية.
حرب اجهزة المخابرات التابعة للاحتلال والتي تمارسها ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية لم تتوقف عند هذا الحد واستغلالها للنفوذ بل تمتد هذه الحرب وبشكل معلن وواضح لتشمل كل منصات التواصل الاجتماعي وتأتي في ظل حرب بشكل اخر تشنها مواقع التواصل الاجتماعي والتي تحارب نشر المحتوى الفلسطيني عبر إغلاق الصفحات وتقييد النشر لتغييب الحقيقة التي تكشف جرائم الاحتلال وقد قاموا بتطوير نظامهم الالكتروني خصيصا لمحاربة المحتوى الفلسطيني وقاموا بإزالة ألاف الصفحات الفلسطينية التي تعبر عن واقع الاحتلال والظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني وإغلاقها نهائيا بدون اي اخطار سابق وفقا لسياسة العنصرية التي تتبعها هذه المؤسسات.
إن إزالة اسم فلسطين من محركات البحث تندرج ضمن المخطط الإسرائيلي لتمرير مخططات التصفية ومحاولة شطب الوجود الفلسطيني وتزوير التاريخ وأن كل محاولات النيل من حقوق الشعب الفلسطيني ستفشل وتتحطم على صخرة صموده ومقاومته دفاعاً عن حقه الوطنية المشروعة.
ممارسات الاحتلال الغير اخلاقية وإتباع سياسة الحذف سلوك غير أخلاقي مرفوض ويتنافى مع ما قررته 138 دولة عام 2012 حيث اعترفت بالدولة الفلسطينية وأن هذا السلوك فقط مرتبط بالانحياز الأمريكي الواضح لكيان الاحتلال في إطار تطبيق مخططات تصفية القضية الفلسطينية وهذا العمل الجبان لا يمكن ان يمنع الحقائق والشمس لا يمكن ان تغطيها غربال والشعب الفلسطيني هو شعب اصيل قائم وموجود والواقع ان حكومة الاحتلال تحتل الاراضي الفلسطينية والصراع قائم وموجود ولا يمكن ان تحسمه ادوات رخيصة مثل هذه الاساليب وهو مستمر في كفاحه لنيل حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حق تقرير المصير.
ومن هنا بات المطلوب من الحكومة الفلسطينية ضرورة وضع خطط موضوعية والعمل بشكل شمولي لملاحقة هذه الاساليب الرخيصة واللجوء الي القضاء الدولي ورفع شكاوى امام المحاكم الدولية وملاحقة غوغل وآبل وغيرهم من الشركات التي تحارب المحتوي الفلسطيني لأن ما يتم ممارسته يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية ويعد جريمة كبرى لا يمكن السكوت عليها وضرورة تراجعهم وتقديم اعتذار للشعب الفلسطيني على اتباع سياسة التزوير والكذب في تقديم محتوى زائف وغير حقيقي ومعلومات مغالطة للواقع الموجود على الارض وطبيعة القرارات الصادرة عن الامم المتحدة والتي تعترف بالدولة الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي بدوره مطالب باتخاذ إجراءات وقرارات عملية بوقف هذا التزوير الخطير للتاريخ الذي يمس الحقوق الفلسطينية ويتسم بالعنصرية.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية